الجمعة 21/يونيو/2024

هنية.. رجل التوافق والمواقف رئيسا لحماس

هنية.. رجل التوافق والمواقف رئيسا لحماس

خذوا كل المناصب.. خذوا كل الكراسي، وأبقوا لنا الوطن.. كلمات شق مسارها عبر مسامع جموع آلاف الفلسطينيين، لتسجل منهجا سار عليه طوال 30 عاماً من مسيرة عطائه في حركة حماس، مذ كان شبلا إلى أن أمسى قياديا، توجت بانتخابه رئيسا لمكتبها السياسي خلفا للأستاذ خالد مشعل.

فعبر مسار ديمقراطي حر لمجالس وأطر حركة المقاومة الإسلامية حماس، انتخب إسماعيل هنية رئيسا لمكتبها السياسي، خلفا للأستاذ خالد مشعل الذي شغل المنصب منذ العام 1996 وحتى الآن.

انطلق بداية مشواره من ساحات الجامعة عبر النشاط الطلابي البارز، ليسير على ذات النهج طوال ثلاثين عاماً، هو عمر حماس، تقلد فيها عدة مناصب، ليكون من أصحاب “المواقف” والشخصيات “التوافقية”.

ويحرص هنية من خلال شخصيته المعتدلة على الحفاظ على علاقات وطنية جيدة، برزت في قدرته على احتضان الكل الفلسطيني في قطاع غزة، رغم اختلاف المواقف والأيدلوجيات، دون أن يؤثر ذلك على الثوابت التي لطالما أكد عليها تجاه الاحتلال، وتعزيز المقاومة.

وأظهر هنية حضورا شعبيا داخل حركة حماس، وعلى صعيد العلاقات الداخلية الفلسطينية، وجماهيريا خاصةً في أوساط سكان مخيم الشاطئ الذين عاشوا معه فترة طويلة في رئاسة الجمعية الإسلامية والنادي الرياضي لها، وكذلك على الصعيد الخارجي الذي أظهر فيه نجاحا كبيرا فتح من خلاله علاقات جيدة مع شخصيات من دول كثيرة خارج فلسطين، باتوا الآن من أهم الداعمين للقضية الفلسطينية.

وعلى الرغم من المناصب الكثيرة التي تقلدها، إلا أن هنية حافظ على البقاء في العيش بمخيم الشاطئ الذي استقبل فيه العديد من الشخصيات البارزة، ولا زال يعيش فيه منذ عشرات السنين إلى جانب أفراد عائلته، حيث استمر في إمامة المصلين في المساجد، حتى بعد توليه رئاسة الحكومة.

إسماعيل هنية
وإسماعيل عبد السلام هنية (54 عاماً) من مواليد مخيم الشاطئ للاجئين في 23 من مايو عام 1963، بعد أن لجأ إليه والداه من مدينة عسقلان عقب النكبة عام 1948م، وأنهى دراسته الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين بالمخيم.
 
وحصل هنية على الثانوية العامة من معهد الأزهر الديني بغزة، وكانت هذه الفترة من أهم الفترات التي ساهمت في بلورة شخصيته وتوجهاته الإسلامية، وليتزوج في عام 1980، و ليلتحق بعدها بقسم اللغة العربية في كلية التربية بالجامعة الإسلامية، وتخرج منها عام 1987 م بعد حصوله على إجازة في الأدب العربي.
 
خلال دراسته الجامعية، كان لهنية النشاط البارز داخل أروقة وأنشطة “الكتلة الإسلامية” الذراع الطلابي لحركة حماس، إلى جانب اهتمامه بالأنشطة الرياضية، وليعمل عضوا في مجلس طلبة الجامعة الإسلامية في غزة بين عامي 1983 و 1984، ثم تولى في السنة التالية منصب رئيس مجلس الطلبة.
 
الاعتقال والإبعاد
في عام 1987 بُعيد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى، اعتقلت سلطات الاحتلال الصهيوني هنية للمرة الأولى، ولبث في السجن 18 يوما، ثم اعتقل للمرة الثانية سنة 1988 مدة ستة أشهر، حيث اشتهر خلال الانتفاضة الأولى كأحد قادة حماس الشباب، وذاع صيته كخطيب مفوّه.
 
 واعتقل هنية مرة ثالثة عام 1989 بتهمة الانتماء إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقيادة جهاز الأمن الخاص بحركة حماس؛ حيث أمضى في الاعتقال ثلاث سنوات.
 
وبعد الاعتقال، أبعدت سلطات الاحتلال، هنية في 17 كانون الأول/ديسمبر عام 1992 مع 415 فلسطينياً إلى منطقة مرج الزهور في جنوبي لبنان، لكنه عاد إلى قطاع غزة بعد قضائه عاما في الإبعاد.
 
وفي عام 1997م، وعقب إفراج الاحتلال عن مؤسس الحركة أحمد ياسين؛ عام 1997، شغل هنية منصب مدير مكتبه، وتعززت علاقته بالشيخ أحمد ياسين.
 
وشغل هنية عدة وظائف في الجامعة الإسلامية بغزة، قبل أن يصبح عام 1997 عضواً في مجلس أمنائها، وكان عضواً في اللجنة العليا للحوار، وممثلا لحركة حماس في لجنة المتابعة العليا للفصائل الوطنية والإسلامية في الانتفاضة الثانية.
 
حاول الاحتلال الصهيوني اغتيال إسماعيل هنية، حينما كان مرافقاً للشيخ أحمد ياسين بتاريخ 6 سبتمبر/أيلول 2003 إثر غارة “إسرائيلية” استهدفتهما، في بيت القيادي في حماس مروان أبو راس، بحي الدرج شرقي مدينة غزة، لكنهما نجيا وأصيبا بإصابات طفيفة.
 
وفي الحروب الصهيونية المختلفة استهدفت طائرات الاحتلال الصهيوني منزله في غزة بالقصف سعيا لاغتياله.
 
وفي عام 2006م، ترأس هنية قائمة التغيير والإصلاح التي حصدت أغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني في الانتخابات التشريعية المنظمة مطلع يناير/كانون الثاني وأصبح رئيسا للحكومة الفلسطينية التي شكلتها حماس في فبراير/شباط 2006، ولتبدأ محاولات إفشال حكمه من جهات داخلية وخارجية.
 
حرص هنية على فتح الباب أمام المصالحة الوطنية مع حركة فتح، وأعلن تنازله عن رئاسة الحكومة في إطار مصالحة شاملة تكون حكومة وفاق وطني أبرز ثمارها.
 
وسعياً لإنهاء الانقسام الفلسطيني، وقع هنية اتفاق الشاطئ في منزله عام 2014، الذي أنهى 7 سنوات من الانقسام السياسي، وتشكلت إثر الاتفاق حكومة وفاق وطني بدلا من حكومتي غزة والضفة الغربية، برئاسة رامي الحمد الله.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مسؤولة أممية: ما رأيته في غزة يفوق الوصف

مسؤولة أممية: ما رأيته في غزة يفوق الوصف

جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قالت الممثلة الخاصة لمكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة في فلسطين، ماريس غيموند، الجمعة، إن 9 أشهر من الحرب الإسرائيلية...