عباس.. التائه في مسارات التسوية
في نهاية عام 2014 استخدمت الولايات المتحدة الفيتو لإسقاط مشروع فلسطيني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة عام 2017. في عام 2017 التقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالرئيس الأميركي دونالد ترمب ليطلب منه إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، مفارقة عجيبة.
ذهب عباس لواشنطن ليتحدث عن حل على أساس انسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة عام 67، الحل الذي لم يعد أحد في العالم يصدّق أنه قابل للتطبيق. لم يعد هذا الطرح موجوداً إلا في أمنيات عباس، الذي منذ توقيعه اتفاق أوسلو تضاعف عدد المستوطنين والمستوطنات بنحو600%، فماذا يمكنه أن يفعل أبو مازن بأكثر من 800 ألف مستوطن، لهم مياه الضفة ومعظم أراضيها الزراعية، وحدودها مع الأردن.
(إسرائيل) تستغل بالكامل 63% من الضفة، وهي المناطق (ج)، للاستيطان ومعسكرات الجيش والمحميات، وتحوّلت المناطق التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية إلى مجرّد كانتونات منفصلة، ليس لديها أكثر من سلطة مجتزأة لم يعد بإمكانها تقديم سوى بعض الخدمات البلدية، ومهمتها ضبط السكان، ومنع مقاومتهم، وسجن أحرارهم.
أبو مازن قلّم أظافره بنفسه، حين أدان المقاومة ابتداء، فبماذا يريد أن ينتزع حقوق الفلسطينيين. حتى إدارة السلطة الفلسطينية، إذا رفع صوته، مهدّدة بتجميد أموالها من قوات الاحتلال تارة، والتهديد بوقف التمويل الأميركي لها تارة أخرى. ويسارع عباس أحياناً إلى محاولة الضغط، لكن دون أن يطرق الباب الصحيح، وهو باب المقاومة.
يلجأ مرة إلى تعليق المفاوضات حتى يقف الاستيطان، فيأتيه التحذير الأميركي والأمر بأن يعود، فيخضع ويرجع إلى كرسيّ ملّه على طاولة المفاوضات. ثم يعلن تعليق التزام السلطة باتفاقيات السلام، فلا أحد يصدّقه، وإن تفوّه بذلك من منبر الأمم المتحدة. لكن الجميع بدا مصدّقاً رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو حين صرّح بأنه لا سلام أو انسحاب خلال العشرين سنة القادمة.
يذهب عباس إلى واشنطن، وحديث التسوية قد تجاوز كثيراً حل الدّولتين، وكان واضحاً كلام الوزير الإسرائيلي أيوب قرا بأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ناقش مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الفكرة الرامية إلى إقامة دولة فلسطينية في سيناء وقطاع غزة.
حديث المسؤولين في الإدارة الأميركية لم يتوقف في الأشهر الأخيرة من أن الولايات المتحدة لم تعد متمسكة بحل الدولتين.راح عباس ليسمع من ترمب في البيت الأبيض ما سمعه منه تماماً عن بعد، لا حديث عن دولتين، المشكلة هي مشكلة أمنية، دعوة الفلسطينيين إلى نبذ العنف والكراهية، وتقزيم القضية إلى ضيق اقتصادي لا أكثر. ما لم يستطع فعله أوباما لإنجاز التسوية لن يفعله ترامب.
الحلّ أمام عبّاس هو فقط العودة إلى خيار الفلسطينيين بالمقاومة، فالمجتمع الدولي لن يعطي، بل يطالب بمزيد من التنازلات. والعالم لا حديث له إلاّ الإرهاب، والقضية الفلسطينية لم تعد على جدول أعماله، ولن يعيدها لمسارها، ولن يلفت أنظار العالم إليها إلاّ البندقية.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
الفصائل الفلسطيني تزف حسن نصر الله وتشيد بدوره في إسناد غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام بكل فخر واعتزاز، نعت الفصائل الفلسطينية الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي اغتالته إسرائيل، مثمنة دوره المقاوم...
المرشد الإيراني: بنية قوى المقاومة صلبة وهي من سيحدد مصير المنطقة
طهران - المركز الفلسطيني للإعلام شدد المرشد الإيراني علي خامنئي على أن قوى المقاومة في المنطقة هي من سيحدد مصيرها، مشيراً إلى أن إسرائيل تمارس سياسة...
في يومها الـ 358.. أبرز تطورات الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل قوات الاحتلال الصهيوني ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 358 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات...
موديز تخفض التصنيف الائتماني لإسرائيل وسط نظرة مستقبلية سلبية
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام خفضت وكالة "موديز" تصنيف إسرائيل الائتماني للمرة الثانية هذا العام بمقدار درجتين في دفعة واحدة، وأبقت على نظرتها...
حزب الله يوسع دائرة القصف وصواريخه تطال مناطق واسعة
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام وسع حزب الله اللبناني نطاق قصف المستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية إلى مسافة 100كم، حيث دوت انفجارات في تل...
بوريل يدعو لعدم الاعتماد على واشنطن لوقف الحرب في غزة ولبنان
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام أعرب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن أسفه لعدم وجود أي قوة -بما في ذلك الولايات...
واشنطن تنفي علمها بهجوم الضاحية وتصدر توجيهات لقواتها بالمنطقة
واشنطن - المركز الفلسطيني للإعلام أكد كبار المسؤولين الأميركيين أنه لم يكن لديهم علم مسبق بالهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية بغية استهداف...