عاجل

السبت 28/سبتمبر/2024

عباس.. التائه في مسارات التسوية

أحمد الحاج

في نهاية عام 2014 استخدمت الولايات المتحدة الفيتو لإسقاط مشروع فلسطيني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة عام 2017. في عام 2017 التقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالرئيس الأميركي دونالد ترمب ليطلب منه إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، مفارقة عجيبة.

ذهب عباس لواشنطن ليتحدث عن حل على أساس انسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة عام 67، الحل الذي لم يعد أحد في العالم يصدّق أنه قابل للتطبيق. لم يعد هذا الطرح موجوداً إلا في أمنيات عباس، الذي منذ توقيعه اتفاق أوسلو تضاعف عدد المستوطنين والمستوطنات بنحو600%، فماذا يمكنه أن يفعل أبو مازن بأكثر من 800 ألف مستوطن، لهم مياه الضفة ومعظم أراضيها الزراعية، وحدودها مع الأردن.

(إسرائيل) تستغل بالكامل 63% من الضفة، وهي المناطق (ج)، للاستيطان ومعسكرات الجيش والمحميات، وتحوّلت المناطق التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية إلى مجرّد كانتونات منفصلة، ليس لديها أكثر من سلطة مجتزأة لم يعد بإمكانها تقديم سوى بعض الخدمات البلدية، ومهمتها ضبط السكان، ومنع مقاومتهم، وسجن أحرارهم.

أبو مازن قلّم أظافره بنفسه، حين أدان المقاومة ابتداء، فبماذا يريد أن ينتزع حقوق الفلسطينيين. حتى إدارة السلطة الفلسطينية، إذا رفع صوته، مهدّدة بتجميد أموالها من قوات الاحتلال تارة، والتهديد بوقف التمويل الأميركي لها تارة أخرى. ويسارع عباس أحياناً إلى محاولة الضغط، لكن دون أن يطرق الباب الصحيح، وهو باب المقاومة. 

أبو مازن قلّم أظافره بنفسه، حين أدان المقاومة ابتداء، فبماذا يريد أن ينتزع حقوق الفلسطينيين. حتى إدارة السلطة الفلسطينية، إذا رفع صوته، مهدّدة بتجميد أموالها من قبل قوات الاحتلال تارة، والتهديد بوقف التمويل الأميركي لها تارة أخرى. ويسارع عباس أحياناً إلى محاولة الضغط، لكن دون أن يطرق الباب الصحيح، وهو باب المقاومة. 

يلجأ مرة إلى تعليق المفاوضات حتى يقف الاستيطان، فيأتيه التحذير الأميركي والأمر بأن يعود، فيخضع ويرجع إلى كرسيّ ملّه على طاولة المفاوضات. ثم يعلن تعليق التزام السلطة باتفاقيات السلام، فلا أحد يصدّقه، وإن تفوّه بذلك من منبر الأمم المتحدة. لكن الجميع بدا مصدّقاً رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو حين صرّح بأنه لا سلام أو انسحاب خلال العشرين سنة القادمة.

يذهب عباس إلى واشنطن، وحديث التسوية قد تجاوز كثيراً حل الدّولتين، وكان واضحاً كلام الوزير الإسرائيلي أيوب قرا بأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ناقش مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الفكرة الرامية إلى إقامة دولة فلسطينية في سيناء وقطاع غزة.

حديث المسؤولين في الإدارة الأميركية لم يتوقف في الأشهر الأخيرة من أن الولايات المتحدة لم تعد متمسكة بحل الدولتين.راح عباس ليسمع من ترمب في البيت الأبيض ما سمعه منه تماماً عن بعد، لا حديث عن دولتين، المشكلة هي مشكلة أمنية، دعوة الفلسطينيين إلى نبذ العنف والكراهية، وتقزيم القضية إلى ضيق اقتصادي لا أكثر. ما لم يستطع فعله أوباما لإنجاز التسوية لن يفعله ترامب. 

الحلّ أمام عبّاس هو فقط العودة إلى خيار الفلسطينيين بالمقاومة، فالمجتمع الدولي لن يعطي، بل يطالب بمزيد من التنازلات. والعالم لا حديث له إلاّ الإرهاب، والقضية الفلسطينية لم تعد على جدول أعماله، ولن يعيدها لمسارها، ولن يلفت أنظار العالم إليها إلاّ البندقية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات