الخميس 08/مايو/2025

أخطأت حماس في وثيقتها.!

محمد علي عوض

مظاهر الخطأ:
(1) رضيت بدولة في حدود 67 .. 
(2) تأخرت عن “فتح” التي سبقتها فكريًّا وعمليًّا منذ 88 
(3) وتلوّنت؛ فما كان حرامًا حلّلته مع بريق السلطة)

توطئة سريعة: 
هؤلاء الذين يصرّون أن يقولوا هذا الكلام الفارغ الأجوف؛ إما أنهم متحاملون على “حماس” لدرجة أنهم لا يستطيعون قراءة وثيقتها كاملة، أو أنهم ببغاوات عجماء يردّدون بعض ما ألقاه إليهم سحرتهم ومحبّوهم وناطقوهم من عصي وحبال خيّلوا إليهم بدجلهم وغرورهم وتكبرهم على الحق أنها حيّات تسعى وصدقوها من غير أن يسترهبوهم، أو أنّهم أدعياء موضوعية يريدون أن يظهروا أمام الناس موضوعيّون على أنهم كأسنان “وحيد القرن” لا ترى فيها عوجا ولا أمتًا، رغم [بفتح الراء وضمّها وكسرها] أنّ:

( 1 ) 
“حماس” أصرّت أكثر من مرة على عدم اعترافها بشرعية احتلال “إسرائيل”، وعلى أن فلسطين من نهرها إلى بحرها، في مقابل سلطة مثّلتها فتح وادّعت أنها “المنظمة” الديكور، بدأت “مفاوضاتها” باعترافها بعدوّنا، ونبذها “العنف والإرهاب” اللذين هما جهادنا ومقاومتنا، ورضيت أن تضادَّ وتعارض شعبها والتاريخ، وترهن مصالحنا لعدوّنا.

( 2 ) 
“حماس” وكما قالت وثيقتها صراحة من غير التباس تقبل مرحليًّا وفي إطار توافق وطني بالرابع من حزيران مرحليًّا، وعاودت التأكيد على عدم الاعتراف بـ”إسرائيل”، لتشعر أن عندها حساسية واضحة من هذه المسألة، ثم يأتيك من يقول لك: إنها كفتح، بل تأخرت عن الأخيرة التي فهمت اللعبة واستخدمت قواعدها من 88.!!

( 3 ) 
الخطاب الساذج الذي يشبّه الطريقتين ببعضهما يغفِل تمامًا بحزبية صمّاء وفئوية عمياء الواقع الصارخ الذي لا تزال فيه “حماس” ممسكة بسلاحها، وممتدة في أنفاقها، وتكشف عن تطويرها شيئًا فشيئًا حتى إنّ طائرات استطلاعها كانت ما قبل 2008، وتحتفظ بأسرى صهاينة بهدف التبادل في حين أن “فتح” و”عباس” مختطفَها يسهرون على قمع مظاهرات تضامنية مع الأسرى، ويردّون ضوالَ وتائهي الجنود والمستعربين مع أسلحتهم بكل أريحية، فيما لو استُغلّ أمرُهم من “تحت الطاولة” لكانت السجونُ بُيّضت من زمن، لكن إخلاص هذه السلطة الخارجة عن كل السياقات لعدوّها لم يحدث في التاريخ.!!

( 4 ) 
أما هؤلاء المساكين الذي يستخفّون بعقول أنفسهم بزعمهم لها أو زعمها لهم أنّ التكتيك المرحلي حرّمته “حماس” سابقًا وها هي تحلّه ببراغماتيّتها وتلوّنها السلطوي، ورغم ما تبديه هرطقتهم من قراءة ذات حكم مسبق على الوثيقة أو انعدام قراءة تمامًا، إلا أنهم هم أنفسُهم ضحكوا على أنفسهم سابقًا وصدقوا مراوغتهم في زعمهم أن حماس حرمت الانتخابات في 96 وأباحتها في 2006، وعندما أخرسناهم بنصّ بيانها في 96 أصرّوا على أنّ المسألة (هي هيك.. هيك حافظينها)!!

( 5 ) 
ننتهي هنا إلى أنّ الخلاف بين الطرحين خلاف مبدئ جدًّا، وأعظم ما نستدلّ له على الخلاف الشديد بل التام بينهما الواقع وتقديس الاتفاقات الحرام التي وُقّعت باسم الشعب وسرقة تمثيله في غفلة من الزمن، والقراءة البسيطة من غير تحليل لمجرد نصوص الاتفاقات بين سلطة فتح و”إسرائيل” يؤكد لك –وبمعزل عن التأثّر بحماس وغيرها- أن “فتح” قدّمت خدمة مجانية للصهاينة في صورتها العظمى “أمنيّة”، وإياك أن تقول لي أن رئيس فتح لم يصرّح علنًا أنه ضد المقاومة، وأنه يعيش تحت بساطير الاحتلال، وأنّ عمالته للاحتلال التي سمّاها مقدّسة لم تتوقف يومًا حتى أثناء الاختلاف “الإعلامي” مع اليهود، ناهيك عن احتقاره مقاومتنا ووصمها بأبشع ألفاظه، وشدّته وغلظته مع شعبنا في مقابل حنوّه وحنانه ورقة ألفاظه مع عدوّنا، وإياك أن ترى ديكتاتوريته المتمثلة في تهميشه لمركزيّته، وتصريحه بالمشاركة في حصار غزة وتضييقها الخناق عليها باستمرار في كهربائها ووقودها ورواتب موظفيها.

وإن شئت فانسَ أن فتح في 98 ولصالح “عيون كلينتون” ألقت في جهنّم كل ما يتعلق بالسلاح والكفاح المسلّح من ميثاقها إلى غير رجعة، راضية أن تقلّم أظفارها وأن تحقق نبوءة صلاح خلف في الحمار الذي يذهب لمفاوضة عدوّه وقد ألقى سلاحه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...