محللون: #وثيقة_حماس انسجام مع الواقع

منذ اللحظات الأولى للإعلان عنها، خضعت الوثيقة السياسية التي أطلقتها حركة “حماس” تحت اسم “المبادئ والسياسات العامة” للتحليل والتأويل على المستوى الدولي والمحلي والعربي، الأمر الذي يضع كل كلمة فيها تحت المجهر، للبحث فيما تحمله من معانٍ وجمل تتعلق بواقع “حماس” ومستقبلها، وموقعها في الإطار الفلسطيني الجامع.

هذه الوثيقة لاقت ترحيباً وقبولاً واسعاً لدى المحللين والمتابعين وشريحة عريضة من المثقفين؛ كونها تحمل مفردات وعبارات تنسجم مع طبيعة المرحلة والواقع الفلسطيني.

وأكد محللون لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ الوثيقة جاءت في إطار تطور نمو طبيعي للحركة العريضة، ومن منظور الواقعية، وتفاعلاً مع كثير من المغيرات على الساحة المحلية والإقليمية والدولية.

تطور نوعي

ويرى المحلل السياسي والأكاديمي بلال الشوبكي، أنّ الوثيقة مثّلت تطوراً نوعياً في سلوك وخطاب حماس لتعبر عن حالة من الانسجام مع متغيرات المرحلة على الأصعدة والمستويات كافة.

الأمر الذي أكّده أيضاً، الأكاديمي في الجامعة العربية الأمريكية أيمن يوسف، أنّ الوثيقة جاءت بعد مخاضات عدة تعرضت لها الحركة، وتمثل تفاعلاً وانسجاماً مع كثير من المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية.

وأكّد يوسف، أنّ الوثيقة نمو طبيعي في فكر حماس بصفتها حركة إسلامية كبيرة وعريضة، هدفها فتح أفق أوسع والتعامل بواقعية أكثر من ذي قبل.

ويرى المختص بالشؤون “الإسرائيلية” صلاح الدين العواودة، الوثيقة أنّها “توثيق لسياسة حماس الفعلية التي كانت عليها في ما مضى من عمرها”، لافتاً إلى أنّها لم تشكل تغييراً في مواقف حماس بقدر ما تعبر عن تطور في الأداء ونشاط داخلي وتفاعل مع الخارج.

هل تحقق اختراقات؟
المحللون الثلاثة أجمعوا أنّ الوثيقة لن تحقق أي اختراق دولي بالمعنى الحقيقي، بمعنى أنّ مؤسسات المجتمع الدولي الأوروبية لن تذهب إلى الاعتراف بحماس، بل يمكن أن تشكل هذه الوثيقة نوعاً من السلاسة في التعامل معها أكثر من ذي قبل.

ويشير المحلل الشوبكي، أنّ حماس بوثيقتها هذه رمت الكرة في ملعب الآخرين، وقطعت الطريق أمام الحديث أنّها ترفض أي حلول غير الخيار العسكري، مبيناً أنّ حماس أقرت في وثيقتها بقبولها إقامة دولة على حدود 67 دون الاعتراف بخيار حل الدولتين.

فيما يؤكد العواودة، أنّ الوثيقة لن تحدث ما يمكن اعتباره اختراقات، “لكنها ربما تطمئن بعض الجهات، ولاسيما العربية منها وتسهل على بعض الأطراف الدولية التعاطي مع حماس، والذي يمكن أن يساهم في تطور علاقاتها الخارجية على المدى البعيد”، كما قال.

وهو ما اتفق معه الأكاديمي يوسف أيضاً، بتأكيده أنّ الوثيقة ستعطي لحماس مساحة أوسع للتحرك على الساحة العربية والدولية، سيما بعدما تحدثت بشكل صريح أنّها حركة فلسطينية بمرجعية إسلامية دون أن تتطرق للإخوان المسلمين.

المشاركة السياسية

وكما هو الحال من قبل؛ فقد اتفق المحللون في حديثهم لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ حماس اختارت بوثيقتها الجديدة مدّ يدها للكل الوطني الفلسطيني، حيث أكّد العواودة، أنّ حماس ترمي من خلالها الكرة في ملعب حركة فتح وقيادة (م.ت.ف)، موضحاً أنّ المسألة ليست مرتبطة بحماس أو الوثيقة؛ لأن مضمون الوثيقة شملته اتفاقيات المصالحة السابقة.

وهو ما حدا بالأكاديمي يوسف لدعوة حماس إلى الانطلاق في مشروع المصالحة وفق الوثيقة وضرورة تجديد الدماء في شرايين النظام السياسي الفلسطيني.

فيما أكّد المحلل الشوبكي، أنّ الوثيقة يمكن أن تعزز الشراكة السياسية على المستوى الفلسطيني وتقريب المفاهيم الديمقراطية التي تدفع باتجاه درء التخوفات.

ويعتقد الشوبكي أنّ الوثيقة خاطبت في أكثر مضامينها الكل الفلسطيني أكثر من الخارجي، سيما أنّها أكّدت على واقعية سلوكها على مدار أعوام انطلاقتها.