الأربعاء 26/يونيو/2024

آدم الرضيع وريث المحروم في خيمة اعتصام جنين

آدم الرضيع وريث المحروم في خيمة اعتصام جنين

جلس آدم ذو الأشهر الأربعة في خيمة الاعتصام وسط مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، محدقا في عيون المساندين لإضراب الأسرى، ليكون بذلك أصغر متضامن مع الأسرى في إضرابهم الذي يتصاعد يوما بعد يوم.

ووسط أجيال  مختلفة من الشباب وكبار السن والشخصيات الاعتبارية وغيرهم، كان آدم يعتصم في كوتته الصغيرة تضامنا مع أب لم يشهد مولده؛ لأنه الأسير سامر المحروم المعاد اعتقاله منذ ثلاث سنوات بعد تحرره في صفقة وفاء الأحرار.

وفي مساحة صغيرة بين جدته أم عصام ووالدته، كان آدم محط مداعبة الداخلين والخارجين من خيمة الاعتصام، سيما عندما يعرفون أنه ابن أحد عمداء أسرى جنين، سامر المحروم.

وعلى الرغم مما تركته السنوات من نصب كبير على وجنة أم عصام؛ فما زالت لديها روح التحدي لتزور خيمة الاعتصام، وتشارك في فعاليات مناصرة الإضراب، وهي التي ظنت لوهلة أن خروج ابنها من سجون الاحتلال بصفقة وفاء الأحرار قد طوى 27 عاما من التنقل بين السجون وخيام الاعتصام.

عقود من الصمود
وتؤكد أم عصام المحروم، والتي عايشت إضرابات الأسرى عبر عقود، لمراسلنا، أن التضامن مع الأسرى واجب على كل حر سواء أكان من ذوي الأسرى أو غيرهم.

وطالبت بحراك فاعل يرتقي لمستوى الحدث، معربة عن أسفها لحجم التفاعل “الذي لا يرتقي لمستوى الحدث”، ما يتطلب من المؤسسات والتنظيمات والأطر أن تزيد الحشد لهذه القضية الحساسة.

وبينما تجلس زوجة الأسير المحروم، والتي لم يسعفها الحال في العيش مع زوجها سوى فترة قصيرة بين إطلاق سراحه وإعادة اعتقاله، فإنها تبقى شاردة الذهن على شريط من التحولات التي تثق بأن نهايتها ستكون سعيدة بخروج زوجها رغم ما يفعله الاحتلال من إعادة الأحكام السابقة على الأسرى المحررين المعاد اعتقالهم.

وتستذكر السيدة فلسطين كيف أعيد اعتقال زوجها وهي حامل، فأجهضت وهي في الشهر الخامس، ثم وبعد أن طال أمد الاعتقال أنجبت ابنها آدم من نطفة مجمدة، إيمانا بأن الحياة لا يجب أن تتوقف خلف قضبان الاحتلال.

باب السجن لا يغلق
وفي خيمة باتت تشكل رمزا للتضامن مع الأسرى، ترى فلسطين أن رمزيتها لزوجات وأبناء وأمهات الأسرى لها معانٍ مختلفة وتجسيد بأننا لا ننسى أسرانا، ولكن الأمر يتطلب أكثر من ذلك بكثير، وفق قولها.

وبينما تسير فلسطين وأم عصام بآدم في شوارع جنين وحواريها ما بين منزل قديم وجديد وبين خيمة الاعتصام، يسجل القادم الجديد إلى الحياة بذاكرته صورا لمعالم بلد خرج منها والده فتى في السابعة عشرة من عمره، قاصدا القدس مع رفيق دربه الشهيد عمر النايف، والمبعد حمزة النايف؛ لينفذوا عملية طعن أسفرت عن قتل مستوطن عام 1986، ليمضي عقودا في السجن خرج منها لاستراحة قصيرة، سمحت بخروجه للحياة ثم عاد حيث كان.

ولكن ما هو ثابت لدى هذه العائلة، أن المقاومة التي أخرجت سامر في المرة الأولى، ستخرجه في المرة الثانية، وما بينهما طريق الآلام الذي يعبده الفلسطينيون بحثا عن حريتهم المفقودة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات