الأحد 04/مايو/2025

حاجز برطعة.. بؤرة تنكيل بالحياة خلف الجدار العنصري

حاجز برطعة.. بؤرة تنكيل بالحياة خلف الجدار العنصري

يضبطون إيقاع حياتهم على أوقات فتحه وإغلاقه.. هكذا يبدو حال المواطنين على حاجز برطعة، إذ يتحكم بضعة من جنود الاحتلال بممر الآلاف إلى الحياة شمال الضفة المحتة.

ويعد هذا الحاجز سيئ الصيت الرابط الوحيد بين بلدة برطعة الشرقية جنوب جنين، التي عزلها جدار الفصل العنصري، والضفة الغربية المحتلة؛ فالموظف والطالب والتاجر عليه أن يضبط ساعته على وقت فتح وإغلاق هذا الحاجز على الرغم من تمديد ساعات العمل عليه.

ويشير ماجد قبها، من سكان برطعة لمراسلنا، أن هذا الحاجز غيّر أنماط الحياة في البلدة، تماما مثل ما هو الحال في البلدات المعزولة خلف جدار الفصل العنصري في الضفة المحتلة.

وتتعدد أشكال المعاناة على الحاجز؛ فكثيرًا ما تجرى عليه حالات اعتقال لتجار وعمال سواء ممن يعملون في سوق برطعة التجاري، أو ممن يدخلون منه لأراضي 48، وبالنسبة لكثيرين فلا مجال لتجاوزه وإلا تعرضوا للاعتقال.

أشكال مختلفة للمعاناة:
ويؤكد عضو مجلس قروي برطعة توفيق قبها لمراسلنا، أن حاجز برطعة الذي أقيم عقب بناء جدار الفصل العنصري عام 2003 وعزل القرية خلفه يمثل أحد أشكال المعاناة لأهالي المنطقة.

ويجتهد المجلس القروي في برطعة في تدبير حياة الناس وتنظيمها في القرية؛ حيث تقع عليه أعباء كبيرة بعد عزلها خلف الجدار تزيد عن المهام الاعتيادية للمجالس القروية الأخرى.

ويقع على عاتق المجلس ضمان الخدمات الصحية والبيئية والمؤسساتية في البلدة، وهي أمور جمعيها مرتبطة بأذون الدخول والخروج من هذا الحاجز.

ويشير عاملون في مؤسسات مجتمعية إلى أنهم يضطرون أحيانا لإلغاء أنشطة وفعاليات مقررة في البلدة بسبب عدم منحهم تصاريح من سلطات الاحتلال للدخول للبلدة عبر الحاجز.

إبعاد قسري
ويشكل الحاجز أداة قهر للوزير السابق وصفي قبها والمبعد عن بلدته برطعة قسرًا بسبب هذا الحاجز؛ حيث ترفض سلطات الاحتلال منحه تصريحا لدخول البلدة، علما بأن الإجراءات الخاصة بسكان البلدات الواقعة خلف جدار الفصل العنصري تلزم سلطات الاحتلال بمنح تصاريح مرور لجميع سكان البلدات المعزولة.

ومنذ سنوات يمنع قبها من دخول بلدته والمشاركة في مناسباتها، وهو ما يجعل لهذا الحاجز أدوارًا للتنكيل ذات أبعاد مختلفة.

ويشير الناشط عبد الحكيم ناصر لمراسنا إلى أن سلطات الاحتلال تقيم نحو (66) بوابة على جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية، 27 منها مغلقة، و39 منها فقط تستخدم للعبور، وقسم منها (19) بوابة تفتح بشكل موسمي فقط مثل موسم قطف الزيتون.

يذكر أن قرية برطعة الشرقية تعرضت لتقلبات جغرافية وديمغرافية منذ عام 1948، حيث انقسمت بعد النكبة إلى شطرين؛ الأول برطعة الغربية وتقع ضمن أراضي 48، وبرطعة الشرقية ضمن أراضي 67، وبعد “نكسة حزيران” عام 67 لحق بها ما جرى على كثير من بلدات ومدن الضفة من متغيرات.

وفي عام 2003 عزلتها قوات الاحتلال خلف جدار الفصل العنصري؛ ما أدى لتحولات جذرية في التركيبة السكانية والجغرافية في البلدة؛ إذ عزلت عن محيطها الطبيعي في جنين، وما تزال تعاني جرّاء ذلك، ولكن عدد سكانها ومنشآتها تضاعفت عدة مرات بسبب انفتاحها نسبيا من الجهة الأخرى للقرية على أراضي 48.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات