وادي المطوي.. من مقصد سياحي إلى بقعة لا تسر الناظرين

هناك في وسط فلسطين المحتلة؛ تقع منطقة “المطوي”، الأعلى خصوبة والأكثر في عدد الينابيع؛ فهي فوق أكبر حوض مائي؛ حيث تنساب مياه النبع الصافي لعدة أمتار، إلا أنه يعكرها امتزاجها بمياه مجاري أكبر مستوطنة في الضفة الغربية وهي مستوطنة “اريئيل”.
المزارع جمال بني نمرة “أبو علي” من سلفيت؛ يشكو تلوث المنطقة والمزروعات، وهجرة المزارعين منطقة المطوي نتيجة تدفق مياه المجاري التي تتبع مستوطنة “اريئيل”.

هجرة الأرض
يقول أبو علي لـ “المركز الفلسطيني للإعلام”: “منطقة المطوي كانت عامرة في السابق بالمزارعين والمصطافين؛ وقبل تدفق المجاري بعشرات ومئات المزارعين؛ إلى أن جاء الاحتلال وأنشأ مستوطنة “اريئيل”، وراحت تسكب مجاريها ومياهها الملوثة في وادي المطوي، ومنذ لحظتها أخذ المزارعون بهجرة الأرض”.
وعن سبب هجران الأرض أضاف: “أخذت المزروعات تضربها الأمراض، ويخسر المزارع موسما تلو موسم، والرائحة لا يطيقها المزارعون، وصار منظر مجاري مستوطنة “اريئيل” لا يسر الناظرين، بعدما كانت منطقة المطوي يقصدها مئات وآلاف السواح الفلسطينيين في السياحة الداخلية، والآن لا يأتي أحد نهائيا بسبب الرائحة”.
وأضاف: “لم يبق إلا خمسة مزارعين في منطقة المطوي تقريبا بشكل دائم، وأمراض الأشجار كثيرة جدا، والمزروعات نتيجة انتقال الأمراض في الهواء من خلال مجاري المستوطنة، والمزارعون الذين بقوا صامدين هنا في المطوي لا أحد يدعمهم بالشكل المطلوب، ومن يفكر بالزراعة في المطوي يخسر الكثير نتيجة الأمراض لوحدها”.
ويملك “أبو علي” بركة مياه صغيرة جعلها مكانا لتربية الأسماك؛ حيث يوجد فيها ألف سمكة الآن، والتي تكاثرت من أربع سمكات كما يقول، كما أنه الآن يحضر لشهر رمضان الكريم بزراعة الخس والبصل والنعنع والبقدونس وغيرها”.

تلوث المياه
وبحسب الباحث د. خالد معالي فان مجاري مستوطنة “اريئيل” تختلط بمياه ينبوع بئر حارس، وينابيع منطقة المطوي، ونبع الفوار التابع لبلدة كفر الديك، كما أنها تختلط بمياه الأمطار كل عام، وتتسبب بتلويث المياه الجوفية نتيجة تسربها لجوف الأرض.
وعن منطقة المطوي قال معالي: “المطوي يقع في منطقة “ج” بحسب تصنيفات الاحتلال ضمن اتفاقية “أوسلو” ، ولا يسمح بإنشاء مشاريع تطويريه فيه، وعمل الاحتلال على طرد المزارعين بطريقة ذكية دون طلقة واحدة، أو أوامر عسكرية أو مصادرات، وذلك بسكبة المجاري والمياه العادمة في واد المطوي؛ الذي يمتد لعدة كيلو مترات في أراضي سلفيت وحارس وبروقين وكفر الديك.
وختم معالي بالقول: “تحتوي منطقة المطوي على أجمل المناظر الطبيعية؛ من ينابيع طبيعية، وأحراش ومناطق رعوية، وصخور عالية، وكهوف وخرب أثرية مثل خربة جلال الدين، وعزبة أبو بصل القديمة، وكذلك على حقول زيتون وأراضٍ زراعية خصبة”.



الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاحتلال هدم 600 منزلاً في جنين ويوسع عمليات تجريف المخيم
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام يواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 106 أيام عدوانه على مدينة جنين ومخيمها، مع توسيع عمليات التجريف والتدمير داخل...

حماس: الخطة الإسرائيلية الأمريكية لتوزيع المساعدات تمثل خرقاً للقانون الدولي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، رفضها الشديد تحويل المساعدات إلى أداة ابتزاز سياسي أو إخضاعها لشروط الاحتلال،...

أوتشا: الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات تتناقض مع المبادي الإنسانية
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام دعت الأمم المتحدة زعماء العالم إلى توفير الغذاء للمدنيين في قطاع غزة، في ظل دخول "الحصار الشامل" الذي تفرضه...

سلطات الاحتلال تهدم قرية خلة الضبع في مسافر يطا
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، قرية خلة الضبع بمسافر يطا جنوب الخليل، في واحدة من أوسع عمليات...

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عدد من أسرى قطاع غزة، والذي وصلوا إلى المستشفى في حالة صحية منهكة....

العفو الدولية تطالب بخطوات جادة لوقف جرائم إسرائيل في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام دعت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار، جميع الجهات الدولية الفاعلة، وفي مقدمتها الاتحاد...

كتائب القسام تعلن عن كمين مركب لقوة هندسة صهيونية شرق خانيونس
المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الاثنين، تنفيذ كمين مركب لقوة هندسة صهيونية وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح...