مشتل أبو سويرح.. جزيرة الزهور وشاطئ الألوان

شهر إبريل/ نيسان، ليس كباقي الشهور عند المواطن عز الدين أبو سويرح (40 عاما)؛ فيحمل هذا الشهر الجميل مذاقا خاصا في مشتل الزهور الذي يمتلكه؛ فإبريل هو ذروة الموسم في كل عام.

وبدأت هواية ورحلة أبو سويرح مع الزهور قبل 23 عاما، حين كان طالبا في الكلية؛ حيث كان وقتها يبيع من إنتاج الزهور، وينفق على دراسته، حتى تحولت إلى غريزة وهواية لا تنفك عنه.

ويعد مشتل أبو سويرح للزهور قبلة لهواة الزهور كافة في قطاع غزة؛ فهو متخصص في كثير من أنواع الزهور الدائمة والموسمية خاصةً زهور (جريبرا والبيتونيا وجازانيا).

المواطن: عز الدين أبو سويرح
أبو سويرح يقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: بدأت العمل هاوٍ في ربع دونم، ثم تطورت على مراحل، والآن المشتل مساحته 1500 متر مربع، ويضم أنواعا نادرة ومشهورة عددها يفوق نصف مليون زهرة.

ويستعين أبو سويرح بخمسة عمال، يقومون كل يوم بمهمات الري ونقل الأشتال، وزراعة البذور، ووضع السماد، ورعاية أنواع نباتات الزينة كافة.

ويعتزّ أبو سويرح بأنه أدخل أنواعاً من الزهور لم تصل غزة منذ 20 عاما أهمها (جربيرا)، وهي صنف أمريكي وهولندي، قام بإنتاجه في مشتله، لأن الاحتلال يرفض إدخال بذوره لمزارعي الزهور بغزة.

ويتابع: “الاحتلال ممكن أن ينقل أشتالا، لكن معظم أنواع البذور ممنوعة حتى لا تنتج أصناف مهمة”.

وفي الجزء الغربي من مشتل أبو سويرح تبدو زهور (البيتونيا) في أجمل صورها على شكل أسطر كثيفة ملونة بالأحمر والزهري المتدرج، وهي محل فخر صاحب المشتل والعمال.

ويلازم أبو سويرح مشتله طوال اليوم والليل، فهو محب للزهور أكثر من محبته للربح من ورائها، وقد نسج علاقات مع كبار أثرياء وتجار ومطاعم غزة الذين يزينون حدائقهم من مشتله.

يعدد الأصناف التي ينتجها ومنها القديم والحديث وأهمها زهور (Big kiss، العدعاد، جربيرا، الجوري، القرنفل)، إضافة للزهور المعلقة في سلال بأنواعها.

ومعظم زبائن أبو سويرح هم من السيدات والشباب محبي الزهور الذين يجدون ما يحبون بأسعار تبدأ من شيكل واحد وحتى (50) شيكلا، وقد أنشأ قبل أسابيع محطة تحلية مولت نصف تكلفتها مؤسسة أمريكية لأن الزهور لا تعيش إلا بالماء العذب.