تقارير

عنقاء النجاح.. حينما تبدع الكتلة الإسلامية رغم استهدافها

الأحد 16/أبريل/2017 الساعة 5:56 صباحًا

على مدار سنوات عملها الممتدة منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي، استطاعت الكتلة الإسلامية تقديم خدماتها للطلبة بكل الظروف، لتثبت أنها عصية على الاجتثاث والانكسار.

وعلى العكس من ذلك، حافظت الكتلة على ريادتها للعمل، رغم وقوعها تحت اعتداءات الاحتلال وأجهزة السلطة معاً، وتضييق الإدارة عليها في العمل، والتي تعاظمت خلال السنوات القليلة الماضية.

اعتداءات السلطة
يشير المتحدث باسم الكتلة الإسلامية مؤمن صباح لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: إلى “أن الأجهزة الأمنية تعمل ليل نهار على ملاحقة وإحباط نشاطات الكتلة الإسلامية، بدءاً من اعتقال أبنائها ونشطائها، فعلى سبيل المثال: طالت اعتقالات أجهزة السلطة الفصل الماضي لوحده 30 طالباً وذلك إما باقتحام سكناتهم الجامعية، أو من أمام بوابات الجامعة، أو من خلال استدعائهم، وغُيّبوا لفترات تزيد عن الشهر، تعرضوا بأغلبهم لعمليات التعذيب الجسدي، لإجبارهم على الحديث عن نشاطاتهم في صفوف الكتلة الإسلامية”.

يضيف مؤمن: “إن أغلبهم خرجوا وهم يشتكون من آلامهم نتيجة التعذيب، ولم يمض على تحررهم أسبوع أو أسبوعين، إلا وكان 29 طالباً منهم في عداد المعتقلين في سجون الاحتلال”.

ويتابع: “أما على صعيد النشاطات فمعيقات السلطة تبدأ من التحضير للنشاط، وذلك بمصادرة محتوياته وتجهيزاته وقت دخولها للجامعة أو خروجها، ولم تتوقف المصادرة على القماش الأخضر اللون ورايات الكتلة الإسلامية والمواد الدعائية، بل تجاوزها لمصادرة الكتب، ففي شهر مارس آذار من العام الماضي 2016 صودرت كتب فكرية وثقافية، كانت معدة لمعرض كتاب “بلا هوامش”، بما قيمته 13 ألف شيكل وهي تنقل من الحرم القديم للحرم الجديد”.

ويضيف المتحدث باسم الكتلة الإسلامية مؤمن صباح: “كما صودرت كل تجهيزات مهرجاني الخريجين للعام 2015، للقدس أعددنا الجموع، حفل الخريجين للعام 2016، العلم شراع سفينتنا، وهي خارجة من الجامعة بكل ما فيها من جداريات ورايات وخشب وكل شيء”، منبهاً: “ورغم أن قضية الأسرى في سجون الاحتلال تعدّ همّا فلسطينياً جامعاً، إلا أن معرض “القمر السجين” الذي كان في شباط/ فبراير 2016 تم أيضاً مصادرة جميع تجهيزاته وهي خارجة من الجامعة”.

احتلال يكمل المهمة
يسعى الاحتلال جاهداً لوقف العمل النقابي الجامعي للكتلة الإسلامية كونها تحمل فكر المقاومة وترسخه في عقول طلبة الجامعات، لذلك لا تنفك سلطات الاحتلال تشن حملاتها على طلبة جامعة النجاح، في حين أن مستوى الأحكام مرتفعة جداً بحقهم،والغرامات المالية عالية جداً.

فالعضوية في الكتلة دون مسؤولية 14 شهراً، وقد حكم منسق الكتلة الإسلامية عاصم اشتية بالسجن 18 شهراً، والطالب عبد الحفيظ شحادة بالسجن 14 شهرا، والطالب مالك اشتية 18 شهراً، أمير اشتية 18 شهراً إدارياً، والآن تحول إلى قضية أخرى.

وما يزال 65 طالبا من طلبة الكتلة في سجون الاحتلال، عشرة منهم محكومون بأحكام عالية جداً، موجودون منذ سنوات، فيما الباقي منهم ما زال زملاؤهم على مقاعد الدراسة.

أما مخازن الكتلة التي لم تصل إليها أجهزة السلطة، فقد وصلت لها قوات الاحتلال، وكان أبرزها ما حصل ليلة حفل الخريجين للعام 2016، حيث اقتحمت قوات الاحتلال المخازن الساعة الثالثة من فجر يوم الخميس 14/7/2016 وصادرت كل محتوياتها، وذلك بنفس يوم الاحتفال المركزي.

وكانت هذه المخازن تحوي دروع الخريجين لما يزيد عن 900 طالب، ومن الرايات، ما مثل هذا تحديّا كبيرا للكتلة الإسلامية، واستطاعت الكتلة الإسلامية أن تعيد ترتيب الدروع ثانية وتنجز احتفالها كما كان يجب أن يكون.

إدارة منحازة
إدارة الجامعة لم تقف على مسافة واحدة من الكتل الطلابية، وتعاملت مع حركة الشبيبة الذراع الطلابي لحركة فتح، كطفل مدلل لها، فبداية عملت على تأجيل الانتخابات لأربع سنوات متتالية منذ العام 2013 بحجج واهية.

ويشير مؤمن صباح المتحدث باسم الكتلة الإسلامية: “وعندما نقدم للإدارة طلباً للحصول على نشاط، تسمح لنا بالحد الأدنى مما نطلب بعد مماطلة طويلة تصل الى ما يزيد عن الشهر، بعد قيامها بحذف الكثير من تفاصيل النشاطات بحجة أن هذا الأمر فيه شيء يمجد المقاومة وأنه عسكري والطالب لا دخل له به، علماً أن دستور الجامعة الذي أقرَّه مجس الأمناء فيه بند: أنه من وظيفة الكتل الطلابية ربط الطالب بواقعه السياسي والوطني”.

ويضيف مؤمن: ” تحتاج المعارض لأسبوع تقريباً لتجهيزها بشكل فني مميز يليق بالطلبة، لكن الجامعة لا تعطينا سوى مهلة يوم أو يومين فقط للتجهيز، وعندما ننهي المعرض أو الاحتفال نهدد من الإدارة. إذا لم يفكك المعرض بنفس اليوم، ستلقى محتوياته في الشارع، بينما حركة الشبيبة أنهت احتفالات الخريجين يوم الأربعاء الماضي أي قبل خمسة أيام، وما تزال زينتها ومنصتها موجودة، ولم تطلب منهم الجامعة إزالة مظاهر الاحتفال، كما ان زينة حفلهم لاستقبال الطلبة الجدد ما تزال موجودة في الجامعة منذ شهر أيلول سبتمبر من العام الماضي، دون أن تجبرهم الإدارة على إزالتها في محاباة واضحة لهم”.

ولفت إلى أنه: ” كما أن الكثير من المحظورات علينا إدخالها للجامعة من قبيل الحديد والشبك اللازم للمعارض نمنع من إدخالها بحجة أنها تضر الطالب، في حين أنها مسموحة لحركة الشبيبة، ونحن نقول في أنفسنا لا ضير: يصل نصف الشيء للطلبة ولا عدمه”، “كما أن المجلس المفروض به قانونياً بحكم المنحل ومفاتيحه في يد الإدارة، لكنه ما زال بيد المجلس المنحل”.

نشاط متقد
رغم كل المعيقات التي تواجهها الكتلة الإسلامية، إلا أن نشاطاتها لم تتوقف يوماً، وبقيت على ذات الوتيرة غير عابئة باقتراب انتخابات أو رحيلها.

وعن ذلك يقول مؤمن: “لذلك كلما زاد التحدي زاد الإصرار، لذلك تعود أبناء الكتلة الإسلامية على أجواء الصعاب والتحدي في العمل وهي ما تزيد إنجازهم فخراً ورضى بتمامه”.

وقال: “على مدار الأربع سنوات الماضية من عمر آخر مجلس للطلبة أنجزت الكتلة الاسلامية 628 نشاطاً نقابياً ورياضياً واجتماعياً وجماهيرياً وسياسياً في كل الأصعدة، منها فقط على مدار العام الماضي 205 نشاطات، منها 120نشاطاً على مستوى الجامعة و85 على مستوى كليات، تنوعت هذه النشاطات ما بين: حفل للخريجين، وحملات للتوصيل المجاني، وحملات للخصم على تصوير المواد الأكاديمية والامتحانات، والمعارض المتنوعة، والمسابقات.

المجلس وسيلة لا غاية
وعن الانتخابات مجلس الطلبة المزمع إجراؤها يوم الثلاثاء 18/4/2017 يشير المتحدث باسم الكتلة الإسلامية مؤمن صباح:” خلال الأربع سنوات الماضية بقينا مع الطلبة بغض النظر عن الانتخابات التي تأجلت أربع سنوات، وبقيت نشاطاتنا متواصلة بلا انقطاع”.

ويضيف: “الفوز يهم كل شخص، لكننا نرى المجلس وسيلة لخدمة أكبر للطلبة، ومع هذا فنحن نعمل بذات الوتيرة بغض النظر عن الانتخابات، ولا ننظر للانتخابات على أنها مدعاة لاستمرار نشاطاتنا أو توقفها، فبعد الانتخابات مباشرة هناك حفل للخريجين، أما من يركز نشاطاته قبيل الانتخابات فهو ينظر للمجلس أنه غاية ومطمع، والطلبة واعين لهذا الأمر، بينما للأسف البعض سيعود لسباته بعد انقضاء الانتخابات كما كان”.