الإثنين 05/مايو/2025

أحمد دحبور.. رسم فلسطين بشعره ورحل

أحمد دحبور.. رسم فلسطين بشعره ورحل

“عوفر والمسكوبية والسجن اللي بالصحرا” بكلماته البسيطة والنقية عبّر الشاعر الفلسطيني أحمد دحبور عن معاناة شعبٍ بأكمله، لكّنه رحل وترك شعره خالدا تُغنيه الأجيال ليكون نبراساً على طريق التحرير.

هو شاعر الثورة الذي شقت كلماته طريقها إلى مسامع الناس عبر “فرقة العاشقين” الفلسطينية؛ لتكون له سهماً وطنياً منذ أن كان طفلاً في شوارع حيفا.

ويشهد له المجتمع الفني الثوري الفلسطيني أنّه أكثر الشعراء إثراءً للمكتبة الوطنية التي تحافظ على الهوية الأدبية والثقافية بإسهاماته الإبداعية.

من هو دحبور
ولد الشاعر أحمد دحبور في مدينة حيفا عام 1946م، هاجر رفقة عائلته إبان نكبة 48 إلى لبنان، ومن ثم إلى مخيم حمص في سوريا الذي نشأ فيه وتلقى تعليمه هناك.

لم يتلق دحبور تعليما أساسيا كافياً، لكنه كان قارئاً نهماً وتواقاً للمعرفة؛ فصقل موهبته الشعرية بقراءة عيون الشعر العربي قديمة وحديثة.

عمل مديراً لتحرير مجلة “لوتس” حتى عام 1988، ومديراً عاماً لدائرة الثقافة بمنظمة التحرير الفلسطينية، وعضوا في اتحاد الكتّاب والصحفيين الفلسطينيين.

التجربة الفلسطينية
يعد دحبور أحد أعمدة الثقافة الفلسطينية؛ حيث كّرس حياته للتعبير عن التجربة الفلسطينية المريرة؛ حيث عمل مديراً عامًا لدائرة الثقافة بمنظمة التحرير الفلسطينية.

أصدر العديد من الدواوين الشعرية من أشهرها (الضواري وعيون الأطفال) و(حكاية الولد الفلسطيني) و(طائر الوحدات) و(شهادة بالأصابع الخمس) و(كسور عشرية)، وحصل على جائزة توفيق زياد في الشعر عام 1988.

ولا تزال الكثير من الأغنيات التي كتب كلماتها تتردد في العديد من المناسبات الوطنية ومنها (اشهد يا عالم) و(عوفر والمسكوبية) و(يا شعبي يا عود الند) و(والله لأزرعك بالدار) و(يا بنت قولي لأمك) و(غزة والضفة) و(صبرا وشاتيلا) وغيرها.

خسارة كبيرة
عانى الراحل من مشاكل صحية عديدة خلال العام الأخير، وكان يرقد على سرير الشفاء في المستشفى الاستشاري العربي في رام الله، حتى وفاته المنية السبت 8 إبريل 2017، عن عمرٍ ناهز (71 عاماً).

ونعت وزارة الثقافة، الشاعر دحبور وقالت إنّ رحيله يمثل خسارة كبيرة للحركة الوطنية والثقافية الفلسطينية، حيث سخّر الشاعر حياته لخدمة القضايا الوطنية، وجسد أروع صور الانتماء للأرض والقضية، وقدم على مدار سنوات طويلة تجربة شعرية وثقافية راسخة ومتميزة ساهمت في نقل القضية الفلسطينية إلى المحافل الدولية.

وأشارت إلى أنّه من رواد الشعراء الفلسطينيين الذين حفروا بصمات واضحة في الأدب الفلسطيني بشكل عام، وشعر المقاومة على وجه الخصوص، وعبّرت كتاباته وإنتاجاته الأدبية بعمق عن تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه ومقدساته، وصموده الأسطوري على أرضه في وجه أعتى براثن الوحشية والاستبداد والاستعمار”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات