أربع كتل تتنافس على بلدية الخليل.. وفتح تتصارع مع ذاتها!!

قدمت أربع قوائم انتخابية، أسماء مرشحيها لفرع اللجنة المركزية للانتخابات البلدية في مدينة الخليل، (كبرى المدن الفلسطينية جنوب الضفة الغربية المحتلة)، فيما انسحبت الكتلة الخامسة دعمًا لأخرى.

وعلم “المركز الفلسطيني للإعلام”، من  مصادر مقربة من اللجنة المركزية للانتخابات، أن الكتل الأربع المرشحة هي: قائمة فتح يترأسها الشيخ تيسير أبو اسنينة، وقائمة الوفاق الوطني “خليل الرحمن” يترأسها خالد فهد القواسمي، وقائمة “المستقبل المستقل” يترأسها عبد أبو اسنينة، وقائمة رابعة يترأسها داود الزعتري، رئيس بلدية الخليل الحالي.

وكانت كتلة “الخليل للجميع” برئاسة أيمن القواسمي، أحد ضباط الأمن الوقائي السابقين، ومدير عام إذاعة منبر الحرية، انسحبت لصالح كتلة الوفاق الوطني.

صراع فتح الداخلي
 وفي نظرة تحليلية، لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” للواقع الانتخابي في محافظة الخليل، يظهر أن حركة فتح تعيش حالة من الصراع الداخلي المستفحل في المحافظة، (يقارب عدد سكانها نحو مليون شخص، فيما يبلغ عدد سكان المدينة نحو (400 ألف) نسمة)؛ فقد تشرذمت الحركة إلى عدة كتل، فالكتلة الرسمية التي تقدمت بها “فتح”، جاءت بعد صراع متجذر ومتنامٍ، فالأجهزة الأمنية كانت تسعى لأن يترأس الكتلة ضابط منها، وخاصة جهاز المخابرات، حيث دفع اللواء ماجد فرج، بمدير عام مالية جهازه، الضابط سفيان المحتسب (أبو سيف)، إلا أن “فرج” لم يفلح بالضغط على “فتح”، بهذا الخيار، بعد أن هدد التنظيم بالانسحاب كليا من الانتخابات.
   
بدوره طرح “التنظيم” الدكتور وليد زلوم، مدير المستشفى الحكومي، رئيسا للكتلة، لكن جهاز الأمن الوقائي تحفظ عليه، وبالتالي استُبعد، وفق معلومات خاصة، لـ”المركز“، رفض أصحابها الإفصاح عن أسمائهم خشية الملاحقة.

وبعد صراع ومشادّات كلامية وتهديدات، قررت اللجنة الحركية العليا، وبالتنسيق مع مكتب رئيس السلطة محمود عباس، اختيار شخصية فتحاوية قديمة ذات ميول إسلامية، لا بل يعدّها الفتحاويون ليست منهم، فالشيخ تيسير أبو اسنينة، ينتمي لتيار (منير شفيق ومعين الطاهر وحمدي سلطان ومروان الكيالي)، وهو مناضل معروف قاد عملية “الدبويا” الشهيرة، قتل وأصيب فيها العشرات من المستوطنين عام 1979.
   
ووقع اختيار “فتح” على أبو اسنينة، (عمل مديرا للأوقاف في الخليل)؛ ظناً من التنظيم، أنه قد يستجلب أصوات الإسلاميين، إلا أن الغالبية من كوادر حركة فتح غير راضية عن ترشيحه، ويعدّونه خصما لاتفاق أوسلو، كما ينظرون أحيانا أنه ضد “فتح”.

فسيفساء الخارطة الانتخابية
واستكمالا لاستعراض فسيفساء الخارطة الانتخابية لبلدية الخليل، يرى مراقبون أن انشقاق المرشح القوي عن حركة فتح، الدكتور المهندس خالد فهد القواسمي، وزير الحكم المحلي السابق، ونجل القائد الشهيد فهد القواسمي، الرئيس الأسبق لبلدية الخليل، سيحدث شرخا قويا في صفوف الحركة، خاصة وأنه لم يلتزم بأوامر التنظيم بسحب قائمته، وأصر على المضي في ترشحه، وقدم قائمة قوية باسم “الوفاق الوطني”، تحتضن كفاءات وخبرات وأكاديميين ورجال أعمال، متحديا قرار رئيس السلطة محمود عباس بفصله، وهذا بدوره سيزيد من تمزق “فتح” وتشتيت أصواتها.
   
ولكن المفاجأة الكبرى، كما وصفها مراقبون، عندما قدم رئيس بلدية الخليل الحالي داود الزعتري، ترشحه للانتخابات، بدعم من تيار الوسط، في مسعى لإفشال مرشح التنظيم غير الفتحاوي، تيسير أبو اسنينة، بحسب نظرهم، وهذا بدوره شرخ ثالث يضرب “فتح” ومخططها الانتخابي لبلدية الخليل.
        
والكتلة الرابعة والأخيرة، “القائمه المستقلة”، يرأسها عبد المعطي أبو اسنينة، وتضم في صفوفها عددا من الصحفيين والحقوقيين والمقربين من التيار الإسلامي، ويعدّها البعض مقربة من حماس، وقد تلقى بعض أعضائها في الفترة السابقة تهديدات كثيرة ومتواصلة من مخابرات الاحتلال وأجهزة السلطة.