الجمعة 28/يونيو/2024

تقرير: 2600 حالة اعتقال لقاصرين منذ انتفاضة القدس

تقرير: 2600 حالة اعتقال لقاصرين منذ انتفاضة القدس

أكد الباحث في شؤون الأسرى، رياض الأشقر، أن الاحتلال صعد بشكل كبير من استهداف الأطفال الفلسطينيين، منذ اندلاع انتفاضة القدس أول أكتوبر من العام 2015؛ حيث رصد المركز 2600 حالة اعتقال لقاصرين، وإصدار أحكام انتقامية قاسية.
 
وقال الأشقر، في تقرير بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني، الذي يصادف الخامس من نيسان/أبريل، إن الاحتلال لا زال يحتجز في سجونه ما يزيد عن 320 طفلاً ما دون الـ 18 عامًا، في ظروف لا إنسانية وقاسية ويحرمهم من حقوقهم.
 
وأضاف الأشقر أن الاحتلال جعل من استهداف الأطفال الفلسطينيين بالاعتقال الخيار الأول، بعد أن كثّف من عمليات اعتقال الأطفال الفلسطينيين خلال انتفاضة القدس، والزج بهم في ظروف قاسية، في مراكز التوقيف والتحقيق، ومارس الاحتلال بحقهم كل أشكال الانتهاك والتعذيب والضغط النفسي والجسدي وخاصة في معتقل عتصيون السيئ السمعة.
 
وعدّ الأشقر ممارسات الاحتلال بحق الأطفال مخالفة لأبسط قواعد القانون الدولي، وتحديدًا اتفاقية حقوق الطفل، والتي شددت على ضرورة توفير الحماية للأطفال وعدم تعريضهم للاعتقال والتعذيب إلا في أضيق الحدود.

ظروف قاسية

وأوضح أن غالبية الأطفال الأسرى موزعين على سجني عوفر ومجدو والتي تفتقر إلى الحد الأدنى من المقومات الإنسانية والصحية، فهم يعيشون في غرف صغيرة لا تتوفر فيها تهوية وإنارة مناسبتين، ويعانون من نقص الطعام ورداءته، وانعدام النظافة، وانتشار الحشرات، والاكتظاظ، والإهمال الطبي وانعدام الرعاية الصحية.

كما أن الأطفال الأسرى محرومون من حقهم في التعلم، واستخدام المكتبة، بالإضافة إلى أن سلطات الاحتلال اتخذت من قضايا الأسرى الأطفال موردًا للدخل من خلال استمرار سياسة فرض الغرامات المالية الجائرة والباهظة عليهم من خلال قاعات المحاكم العسكرية الصهيونية، وخاصة في محكمتي “عوفر” و”سالم”؛ حيث وصلت قيمة الغرامات المالية خلال العام الماضي فقط ما يقارب مليون دولار.

اعتقـال المصابين

وأشار الأشقر إلى أن الاحتلال تعمد إطلاق النار على الأطفال من مسافات قريبة وإصابتهم بالرصاص ومن ثم اعتقالهم، ونقلهم إلى السجون في ظروف صحية صعبة، بحجة محاولة تنفيذ عمليات طعن؛ حيث اعتقل ما يزيد عن 17 طفلاً قاصرًا بعد إصابتهم، وبعضهم لا يزال يعانى من آلام مكان الإصابة نتيجة الاستهتار الطبي.

ممارسات إجرامية

وقال الأشقر إن استهداف الاحتلال للأطفال الفلسطينيين سياسة ممنهجة ومعتمدة لتدمير الطفل الفلسطيني وتحطيم مستقبله، وكل ما يمارس بحقهم يدل بشكل واضح ومباشر على ذلك الهدف من قتل خارج القانون، واعتقال وتعذيب وحبس منزلي وإبعاد، وغيرها من الانتهاكات.

ويتعمد الاحتلال اعتقال الأطفال بشكل عنيف وقاس، بهدف إرهابهم وتحقيق سياسة الردع، وتخويفهم من المشاركة في الانتفاضة؛ حيث يعتدي عليهم بالضرب المبرح فور اعتقالهم لتحقيق أكبر قدر من الإصابات بهم، ثم ينقلهم في الآليات تحت الضرب المستمر، حتى الوصول إلى مراكز التحقيق، وهناك يتعرضون لأبشع أنواع التنكيل والتعذيب، قبل نقلهم إلى السجون.

وهذه الظروف القاسية لا يقتصر أثرها على فترة التحقيق والاعتقال، إنما تمتد لمرحلة ما بعد السجن؛ حيث إن الأطفال يخرجون من السجن وهم في حالة نفسية مقلقة تنعكس بشكل سلبي علي حياتهم، من عدم القدرة على ضبط الانفعال والتوتر الدائم، والانطواء، وعدم القدرة على الاندماج في المجتمع، والعودة إلى الحياة الطبيعية كما كانوا قبل الاعتقال، فيميلون إلى العزلة والوحدة، ويصبحون عدوانيين جراء هذا الوضع الجديد.

وناشد المركز المنظمات الدولية المعنية بالأطفال، والصليب الأحمر بتحمل مسؤولياتها، وإلزام الاحتلال بتطبيق المواثيق والاتفاقيات الخاصة بالأطفال لوضع حدّ لمعاناتهم المتفاقمة بشكل يومي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات