الأحد 23/يونيو/2024

أحمد غزال.. ابتسامة في ساحات الأقصى وخاتمة عز على أبوابه

أحمد غزال.. ابتسامة في ساحات الأقصى وخاتمة عز على أبوابه

خرج أحمد من بيته صباحًا وكل ظن أهله به بأنه قد توجه إلى مكان عمله هناك في أحد مختبرات الأسنان في مدينة نابلس، ولكن لم يكن أحد يعلم بأن قلبه هناك متعلق بساحات المسجد الأقصى وروحه ترنو إلى الارتقاء هناك على بواباته.. ليتجول مبتسمًا وليرحل بطلاً حقيقيا في يوم انشغل به الكثيرون بـ”كذبة نيسان”!.

أحمد فهمي غزال..أمضى سني عمره الـ 17 بقلب يملؤه الإيمان بالله أولا ثم الانتماء لأرضه، والرغبة في الانتقام من عدوٍّ أوغل في جرائمه وتمادى في غيه ضد كل ما هو فلسطيني، ليخرج غزال إلى مدينة القدس مصليًا فيها، وتاركًا لبطولاته تتحدث عنه بعد أن قطع عشرات الكيلومترات من نابلس حتى المدينة المقدسة ليرتقي على أبوابها.

رحيل مفاجئ

بين أوساط عائلة متواضعة عاش أحمد في حي رأس العين بمدينة نابلس طفولته، وترك أثره عند كل من عرفه وزامله على مقاعد الدراسة أو شوارع حيه أو مجالس ذويه، فبهدوئه عُرف، وبالتزامه اتصف.

وعن أحمد ونشأته وظروف استشهاده، يقول والده، خلال حديث له مع “المركز  الفلسطيني للإعلام“: “ما يواسينا في مصيبتنا هو أن أحمد ارتقى شهيدًا على بوابات المسجد الأقصى المبارك، وإن كان رحيله يدمي قلوبنا إلا أن ثقتنا بالله وقضائه وقدره فوق أي اعتبار”.

وأكد والده أن الاحتلال مجرم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وتابع: “مع أني أعرف ابني وهدوءه جيدًا، وما زلت غير مصدق أن يقدم على عملية طعن، إلا أنني في ذات الوقت أعدّ جرائم الاحتلال اليومية أكبر حافز لإيقاد نار الحقد لدى قلوب الشباب الفلسطيني”.

وتساءل: “أليس كان بمقدور جنود الاحتلال الصهيوني الاكتفاء باعتقال أحمد دون قتله؟، ولكن ما جرى مع أحمد وغيره الكثيرين يؤكد أننا أمام عدو لا يعرف إلا لغة القتل للأطفال والنساء بذريعة وبدون ذريعة”.

عشق ينتهي بالشهادة

ويتحدث والد أحمد عن نجله قائلاً: “أحمد كان شابًّا طموحًا يتدرب في أحد مختبرات الأسنان ليكتسب منها مهنة يعتاش عليها لاحقًا، وعندما خرج صباحًا لم نتوقع للحظة أن يكون مسار سيره إلى مدينة القدس بدلاً من مكان عمله، وعندما وافانا خبر استشهاده أصبنا بصدمة لا توصف”.

وأردف: “أحمد كان محبوبًا بين الجميع ولم يعرف عنه الانتماء لأي حزب سياسي، ولكنه في نفس الوقت كان يتابع جرائم الاحتلال ويؤلمه مشاهد القتل والإعدامات  اليومية، منتميًا إلى وطنه وقضيته رغم حداثة سنه”.

وتابع أن ولده أحمد “كان يصر على المحافظة على الصلوات الخمس، بل إنه يحرص على صلاة الفجر في جماعة، ولم  نكن على علم بتوجهه إلى المسجد الأقصى  إلا بعد  استشهاده”.

رحل أحمد وخلف وراءه صورة لحظاته الأخيرة، التي تحكي قصة عشق وانتماء للوطن وللأقصى، وابتسامته تشرع معالم الأمل بالنصر والتحرير.. وليترك خنجره يحكي قصة وفائه وليطعن ثلاث من الصهاينة يصيبهم بجراح.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

54 شهيدًا بأربعة مجازر خلال ساعات في غزة

54 شهيدًا بأربعة مجازر خلال ساعات في غزة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 54 مواطنًا وأصيب العشرات غالبيتهم من الأطفال والنساء، في ثلاثة مجازر ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، السبت،...