الإثنين 05/مايو/2025

الراعي جهاد وخرافه.. رحلة تحدٍّ يومية شرق غزة

الراعي جهاد وخرافه.. رحلة تحدٍّ يومية شرق غزة

لا شيء ينغّص رحلة الراعي جهاد على حدود غزة الشرقية سوى تلك العربة العسكرية الصهيونية التي تتردد على البرج العسكري، ويستخدمها جنود الاحتلال لإطلاق النار نحو خرافه إذا تعدت حدود (150) متراً غرب السلك الفاصل.

الأجواء في منطقة وادي غزة ريفية خالصة؛ فالعشب في هذه الأيام في أفضل حالاته، والدفء بدأ يحل مع طول ساعات النهار في الربيع تدريجياً.

ويتعرض رعاة الأغنام يومياً لإطلاق نار وقنابل الغاز المسيّل للدموع على حدود غزة من جنود الاحتلال، في حين تحرمهم عمليات التجريف المتكررة للحدود، ورش مبيدات الأعشاب، من الرعي بحريّة.


رحلة يومية
لا شيء في مواجهة الثكنة العسكرية بمنطقة وادي غزة سوى الراعي جهاد السواركة (21 عاما)، وخرافه المنتشرة الباحثة عن رزقها.

واعتاد جهاد رعاية الخراف في مهنة تعلّمها من والده قبل ثمان سنوات، وهو اليوم يتنقل غرب السلك الفاصل بحثاً عن العشب، بعد أن تأخر نمو الأعشاب بسبب شحّ الأمطار وتوتر المنطقة الحدودية.

ويضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “أرعي الخراف كل يوم من الصباح حتى قبيل المغرب؛ فالموسم يبدأ نهاية ديسمبر ويستمر حتى مطلع مايو، ونحن الآن في أفضل أيام للرعي، لكن المطر تأخر والعشب ظهر في فبراير، ونحن نواصل الرعي حتى حصاد القمح في مايو”.

ويشكو جهاد من تكرار عمليات التجريف التي تنفذها آليات الاحتلال، ورش الطائرات للمبيدات التي تقتل الأعشاب البريّة، والتي تمتد آثارها لعمق عشرات الأمتار غرب السلك الفاصل.

ويتابع: “استيراد الماشية، وشحّ الأمطار، وتدهور الحالة الاقتصادية انعكس سلباً على الأسعار، ونحن الآن نتجهّز لشهر رمضان وعيد الأضحى فربما يتحسن الحال”.

شاي وتبغ
ينتقل جهاد ببصره نحو إحدى العربات العسكرية التي حضرت مسرعة للحدود، مشيراً أن الاحتلال لاحظ وجود حركة غريبة، وربما يكرر بعد قليل إطلاق النار كما فعل قبل دقائق.

ويضيف: “هنا كل شيء جميل من خضرة وهدوء لكن الاحتلال يحرمنا الطمأنينة، فلو تقدمت الخراف 150 مترا فأفل من الحاجز، ترصدها الكاميرات، ويطلقون النار والغاز، ومنذ سنتين بدأت الخراف تلد أجنّة مشوّهة بعين واحدة، وأحياناً بغير عيون من استنشاقها للغاز، وقد فقدت في الحرب تسعة خراف”.

ويتصاعد عمود دخان من نار نصف مشتعلة نضجت فوقها ثمار الطماطم والباذنجان، التي تشكل أفضل وجبة للراعي جهاد وهو في خلوته.

ويتابع: “أسلي نفسي بتدخين التبغ وشرب الشاي، ويزورني هنا أصدقائي فنتجاذب أطراف الحديث، فجمال الطبيعة هنا لا يهدده سوى خطر تعرضي وخرافي للرصاص والغاز”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عدد من أسرى قطاع غزة، والذي وصلوا إلى المستشفى في حالة صحية منهكة....