السبت 29/يونيو/2024

العمليات الاستشهادية.. الثأر المقدس ردًّا على الاغتيالات

العمليات الاستشهادية.. الثأر المقدس ردًّا على الاغتيالات

“الثأر المقدس”، هو اللغة والفعل التي خطت معالم الرد المقاوم على اغتيال الاحتلال الصهيوني الشهيد المهندس يحيى عياش في العام 1996، وهو ما جعلها بصمة تحافظ عليها كتائب عز الدين القسام، في ردها على عمليات الاغتيال الصيهوينة على مدار السنوات الماضية.

وظل خيار العمليات الاستشهادية حاضرًا دوما في ذهنية العقل المقاوم، الذي لن يعدم الوسيلة في الرد على اغتيال قادته وانتهاكات الاحتلال ضد أبناء شعبه ومقدساته، فعنصرا التنويع والمباغتة، سلاحان أبدعت باستخدامهما “كتائب القسام” في حروبها الأخيرة مع الاحتلال الصهيوني.

وبين يدي حدث الساعة، باغتيال القائد القسامي مازن فقها، سال حبر كثير حول طبيعة رد كتائب القسام على العملية، اختلف المحللون حول شكله، ولكنهم أجمعوا، ومعهم محللون “إسرائيليون”، بأن الرد قادم لا محالة، فيما يبدو خيار العمليات الاستشهادية حاضرًا بقوة على أي وقت مضى.

في هذه الدراسة الخاصة، التي عكف عليها قسم الدراسات في “المركز الفلسطيني للإعلام”، نستعرض تاريخ العمليات الاستشهادية، منذ العام 1996.  

الثأر المقدس
أطلقت حركة حماس على سلسلة عمليات جناحها العسكري “كتائب عز الدين القسام”، رداً على اغتيال القائد يحيى عياش، اسم “العلميات الاستشهادية” (عمليات الثأر)، والتي قادها الأسير حسن سلامة، وانتقل من قطاع غزة إلى الضفة الغربية، لتنفيذ المهمة الموكلة له من قائد كتائب القسام محمد الضيف.

وبدأت عمليات الرد القسامي، بعد استشهاد المهندس عياش، بأربعين يوماً بسلسلة عمليات استشهادية، كانت باكورتها عملية الاستشهادي مجدي أبو وردة، إلى جانب الاستشهادي إبراهيم السراحنة في اليوم نفسه، ولحقه الاستشهادي رائد الشغنوبي، بتاريخ (3/3/1996)م، وأدّت هذه العمليات الثلاث مجتمعة، إلى مقتل نحو (46) صهيونياً وجرح نحو (1633) آخرين.

وفيما يلي، أبرز العمليات النوعية التي نفذتها كتائب القسام منذ العام 1996:

• عملية الحافلة “108” الاستشهادية:
في تاريخ (25-02-1996) جاء أول رد على اغتيال القائد المهندس يحيى عياش؛ فقد أقدم الاستشهادي مجدي، الذي ارتدى زي شبان يهود على تفجير نفسه في باص رقم 108 في القدس المحتلة، أدى إلى مقتل 28 صهيونيا، وجرح نحو خمسين آخرين بجراح، وصفت جراح العديد منهم بأنها خطيرة أو تسببت في إعاقات دائمة. 

• عملية “إبراهيم السراحنة” الاستشهادية:
في تاريخ (26-2-1996) (وافق ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف)، فجّر الاستشهادي إبراهيم نفسه في محطة للحافلات في مدينة عسقلان؛ ردًّا قساميًّا على عملية اغتيال المهندس يحيى عياش، فأوقع عشرات القتلى والجرحى بين جنود الاحتلال، ولم تعترف “إسرائيل” سوى بمقتل (3)، وإصابة (40) آخرين.

• عملية “هاشم النجار” الاستشهادية: 
بتاريخ (22/12/2000) شكلت عملية هاشم النجار، واحدة من أكثر عمليات المقاومة الفلسطينية جرأة ودقة داخل المغتصبات، ردًّا مباشرًا من كتائب القسام على مجازر الاحتلال المتزايدة بحق شعبنا آنذاك، كما كانت ردًّا على اغتيال الشهيد القائد إبراهيم بني عودة أحد أبرز قيادات كتائب القسام، ففي الجمعة الأخيرة من رمضان لعام (2000)، انطلق الاستشهادي إلى مغتصبة “ميحولا” في غور الأردن يحمل قنابله ومتفجراته، وماهي إلا لحظات حتى دوى صوت الانفجار في المكان المزدحم برواده من جيش العدو، محولًا المقهى إلى ركام وأشلاء متناثرة، مخلفًا ستة قتلى من جنود العدو، بالإضافة إلى أكثر من خمسة عشر جريحاً.

• عمليات “العهدة العشرية”:
وهي سلسلة من العمليات نفذها الجهاز العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، سميت بـ”العهدة العشرية”، بعد إعلان الشيخ أحمد ياسين بأن حركته ستبادر إلى تنفيذ (10) عمليات ردًّا سريعًا على جرائم العدو.

* والعمليات هي:
– فجّر الاستشهادي “أحمد عليان” من مدينة طولكرم، ظهيرة وقفة عرفة، بتاريخ (4/3/2001)، حزامه الناسف وسط شوارع مدينة نتانيا، وقد أسفر الهجوم عن مقتل 4 مغتصبين وجرح نحو 40 آخرين بجروح مختلفة.

– بتاريخ (18/5/2001) تقدم الاستشهادي القسامي محمود أحمد مرمش (21 عاما) من مدينة طولكرم في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف، تجاه مركز هشارون التجاري في مدينة نتانيا وفجر نفسه على بوابة المجمع، ما أسفر عن مقتل 7 صهاينة وإصابة ما يزيد عن 100 آخرين.

– بتاريخ (25/5/2001) توجه الاستشهادي القسامي حسين أبو نصر من مدينة غزة، بسيارته المفخخة إلى أحد المواقع العسكرية القريبة من مغتصبة “نتساريم” (المحررة)، وقد أسفر الهجوم عن وقوع العشرات من الصهاينة ما بين قتيل وجريح.

– بتاريخ (29/5/2001) فجر قسامي نفسه بجنود الاحتلال على حاجز التفاح بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، فيما ألقى قسامي آخر عدداً من القنابل اليدوية على جنود الاحتلال في نفس المكان، وهما الاستشهاديان إسماعيل عاشور، وعبد المعطي العصار.

– في السابع والعشرين من مارس عام 2002م، دخل الشهيد القسامي عبد الباسط عودة مطعم فندق بارك في نتانيا شمال تل الربيع المحتلة، وفجر نفسه بشحنة ناسفة كان يحملها، ما أدى إلى مقتل 36 صهيونياً، وكانت هذه العملية أخطر هجوم من هذا النوع تتعرض له دولة الكيان منذ احتلالها فلسطين عام 1948م.

– مساء يوم الجمعة الموافق الأول من حزيران عام (2001) فجر الاستشهادي سعيد الحوتري نفسه في عمق الكيان الصهيوني  في تل الربيع (تل أبيب)، وأوقع أكثر من عشرين صهيونيا وما يزيد على المائة وخمسين جريحا، لتكون أعنف عملية يشهدها الكيان الصهيوني منذ أكثر من خمسة أعوام باعترافهم.

– في (27-3-2001) فجر الاستشهادي القسامي ضياء الطويل حزامًا ناسفًا بحافلة صهيونية في مستوطنة التلة الفرنسية شمال مدينة القدس المحتلة، أسفرت عن إصابة أكثر من 30 صهيونيا بجروح مختلفة.

– بتاريخ (28/3/2001) نفذ فادي عطا الله يوسف عملية استشهادية عند الحاجز العسكري لقرية كفر سابا، وقتل منهم اثنين وجرح سبعة جنود آخرين، جراح أربعة منهم خطيرة، حيث مات أحدهم لاحقا متأثرا بجراحه.

– في صبيحة (23/4/2001) فجر الشهيد الشاب عماد الزبيدي (18 عاما) حزامه الناسف في مدينة كفار سابا، حيث الهدف الذي حُدّد بدقة، وكانت النتيجة مقتل وإصابة ما يزيد عن خمسين من الصهاينة.

– تقدم المجاهد جمال ناصر بتاريخ (29/4/2001) بسيارته المفخخة التي تحمل 240 كيلوغراما من المتفجرات إلى أحد الباصات التي تنقل الجنود والمستوطنين الصهاينة على مشارف مستوطنة “شافي شمرون”، وصدم الباص مفجرًا سيارته، وكعادته لم يعترف العدو بحجم  الخسائر التي تكبدها.

• عملية عز الدين المصري؛ ثأراً لاغتيال الجماليْن:
رداً منه على اغتيال القائدين في حركة حماس جمال سليم وجمال منصور؛ تمكن الاستشهادي القسامي عز الدين سهيل المصري (24 عاماً)، بتاريخ (9-8-2001) من تفجير حزامه الناسف في مطعم سبارو -مفرق شارع الملك داود وشارع يافا بالقدس المحتلة، وأسفرت عن (19)  قتيلا وأكثر من 120 جريحا.

• عملية الاستشهادي ماهر حبيشة:
في إطار ردّ كتائب القسام على اغتيال الشهيد القسامي محمود أبو الهنود، تمكن الاستشهادي ماهر محيي الدين حبيشة من مدينة نابلس، الأحد الموافق (2001/12/2م)، من الصعود إلى حافلة تابعة لشركة إيغد في مدينة حيفا، وما لبث أن هز جنبات المدينة انفجار عنيف في حي الخالصة نتج عنه مقتل 16 شخصا على الأقل وجرح 55 آخرين، ووصفت جراح 15 منها بأنها ميؤوس منها.

• عملية شارع الأنبياء الاستشهادية:
في (4-9-2001)، تقدم الاستشهادي القسامي رائد البرغوثي تجاه تجمع للصهاينة في شارع الأنبياء بالقدس المحتلة، متنكراً بزي متدين صهيوني حاملا حقيبة مليئة بالمتفجرات، وعندما طلب منه مجموعة من الجنود الصهاينة تفتيشه، فجّر العبوة الناسفة؛ ما أدى إلى مقتل 5 صهاينة وجرح أكثر من 30 آخرين.

• عملية الاستشهادي “جهاد حمادة”:
في تاريخ (04-08-2002) ورداً على اغتيال الشيخ صلاح شحادة، تمكن الاستشهادي “جهاد حمادة” من مدينة جنين من الصعود إلى إحدى الحافلات الصهيونية، وفجر حزامه الناسف، ما أدى إلى مقتل 10 صهاينة وجرح 46 آخرين، وقد كانت هذه العملية من تخطيط الشهيد مازن محمد فقها، (اغتيل في غزة قبل أيام). 

• عملية الاستشهادي رائد مسك:
عند الساعة التاسعة مساء يوم الثلاثاء (19-8-2003م)، وجّهت المقاومة الفلسطينية ضربة جديدة للأمن الصهيوني. وقتها تمكن المجاهد القسامي رائد مسك، من الوصول إلى مدينة القدس، رغم الحواجز العسكرية، وصعد في حافلة صهيونية مزدوجة مكتظة بالمستوطنين والصهاينة، وفجّر نفسه داخلها، ما أسفر عن مصرع 21 صهيونياً وإصابة أكثر من 136.

وقد جاءت العملية ثأراً للمجاهدين الذين اغتالتهم يد الغدر الصهيونية وعلى رأسهم الشهيد القائد “عبد الله القواسمي”.

• عملية مقهى “مايكس بلاس”؛ ردًّا على اغتيال القائد إبراهيم المقادمة:
في خطوة فاجأت الصهاينة استطاع المجاهد عاصف محمد حنيف، البريطاني من أصل باكستاني، الوصول إلى قلب “تل أبيب” وتفجير نفسه منتصف ليلة الأربعاء (2003/4/30) على مدخل بار “مقهى” صهيوني يدعى “mikes place” قرب السفارة

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات