اعتقال حراس الأقصى.. عدوان صهيوني مفتوح ضد المسجد

موظف في سلطة الآثار الصهيونية، يعتدي عنوة على حرمة المسجد الأقصى المبارك، ويحاول جهاراً سرقة حجارة من داخل المصلى القديم، لأهداف مريبة، إلا أن حراس الأقصى كانوا له بالمرصاد، ومنعوه، وتصدوا له، وإزاء ذلك كان مصير الحراس الاعتقال والمحاكمة.

ووفق مراقبين؛ فإن الاحتلال يحاول سرقة حجارة من داخل المسجد الأقصى، لتحليلها تاريخيا، بعد أن فشل في ذلك خلال عمليات التنقيب والحفريات، في محاولة منه لادعاء أحقّيتهم بالمسجد.

كما يقول المراقبون إن الاحتلال يصعد من اعتداءاته المختلفة في المسجد الأقصى، مع اقتراب الأعياد اليهودية؛ في محاولة لخلق واقع جديد.

توتر شديد

ويفيد مراسلنا بالقدس، أنه ولليوم الثاني على التوالي يسود المسجد الأقصى حالة من التوتر الشديد، في الوقت الذي تعتدي فيه قوات الاحتلال على حراس المسجد، وتعتقل عددا منهم، وتحولهم للمحاكمة.

ويضيف مراسلنا أن هذا التوتر يعود إلى تصدي الحراس لموظف من سلطة الآثار الصهيونية، أمس الاثنين، ومنعه من سرقة حجارة صغيرة من المصلى القديم، فيما اعتدت قوات الاحتلال على الحراس، واعتقلت عددًا منهم، وحولتهم إلى المحاكمة.

يقول خطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري: “ما حصل خلال هذين اليومين يؤكد أن شرطة الاحتلال تتجاوز صلاحياتها، وإننا نستنكر ما قامت به من اعتداء واعتقال لعدد من حراس المسجد وتحويلهم للمحاكمة”.

وأشار صبري في حديث لمراسلنا، إلى أن الحراس أدّوا واجبهم المنوط بهم، من خلال منع خبير الآثار الصهيوني من سرقة الحجارة من المسجد الأقصى، مستدركا بأن شرطة الاحتلال تريد ردع الحراس بشكل خاص والمصلين بشكل عام حتى لا يحتجوا على الاقتحامات.

وقال: التصعيد من قوات الاحتلال في الأقصى متعمد، مستغلين انشغال الدول العربية بمشاكلهم الداخلية.

وأكد أن الإجراءات الصهيونية في الأقصى باطلة، ولن تكسب الاحتلال أي حق في المسجد المبارك.

وتابع: أظهر خبراء الآثار فشلهم حينما لم يجدوا حجرا واحدا أثناء التنقيبات والحفريات، وهم الآن يحاولون سرقة حجارة الأقصى من الداخل بحجة أن يحللوها تاريخيا، ولكن هذه المحاولات يائسة.

الحراس يؤدون واجبهم
من جانبه قال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، إن موظفًا من سلطة الآثار رفقة ضابط من شرطة الاحتلال اقتحما ساحات المسجد، بينما لا تسمح الأوقاف لموظفي سلطة الآثار بدخول المسجد أو مرافقه، ودخلا بالقوة إلى داخل المصلى القديم، وأبلغ الحارس الأوقاف أن موظف الآثار، أخذ حجارة من أحد الأعمدة من داخل المصلى القديم.

وأضاف في تصريح صحفي: “حينها توجه الحراس لموظف الآثار، وطالبوا ضابط الشرطة بتفتيشه حتى لا يأخذ شيئا، ولم يسمحوا له بالخروج إلا عندما تأكدوا أنه لا يحمل الحجارة، وردًّا على ذلك اعتقلت قوات الاحتلال الحراس الذين منعوا موظف الآثار من سرقة الحجارة”.

وأوضح، أن قوات الاحتلال افتعلت المشاكل عند مدخل باب الناظر خلال استراحة حراس المسجد، واعتقلت أحد الحراس نافيا التهم التي توجهها شرطة الاحتلال للحراس؛ حيث تدعي أنهم هددوا الشرطة لفظيا.

وبين أن الحراس يؤدّون واجبهم داخل الأقصى، ويتلقون تعليماتهم من إدارة الأوقاف، وليس الشرطة الصهيونية.

وقال الشيخ عمر: لا تسمح الأوقاف لأيٍّ كان أن يتدخل في شؤون المسجد الأقصى والحراس، أو أي شأن يتعلق بالمسجد، عادًّا اعتقال الحراس أثناء عملهم تعديا واضحا واستهتارا بدائرة الأوقاف، وعدم احترام سيادتها على المسجد الأقصى.

جريمة نكراء
من جانبها وصفت هيئة العلماء والدعاة في فلسطين الاعتداء على حراس المسجد الأقصى المبارك بأنه جريمة نكراء.

وقالت في بيان صحفي وصل “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخة عنه إن هذه هي ليست المرة الأولى التي يعتدي الاحتلال فيها على الحراس، ويحاكمهم ظلما وعدوانا.

وأكدت الهيئة أن حراس الأقصى هم وحدهم المخولون رسميا وقانونيا بالحراسة فيه، وذلك من دائرة الأوقاف في القدس، وهي المسؤول الوحيد عن المسجد الأقصى.

كما أكدت أنه لا يحق لشرطة الاحتلال التدخل في عملهم، وما جرى أمس يؤكد أن شرطة الاحتلال تتجاوز حدودها وصلاحياتها.

وطالبت الهيئة حكومات الدول العربية والإسلامية، وكذلك ملوك ورؤساء الدول العربية المجتمعين في الأردن، والمنظمات والهيئات الإنسانية ومنظمات حقوق الإنسان كافة أن يقفوا عند مسؤولياتهم إزاء ما يجرى في الأقصى من انتهاكات واعتداءات على المسجد وعلى المصلين فيه وعلى حرّاسه المرابطين.

حركة حماس وفي بيان لها، أكدت أن اعتقال الاحتلال حراس المسجد الأقصى المبارك يأتي استمراراً للعدوان الصهيوني المفتوح على مقدساتنا، ومواصلة للهجمة الشرسة التي تستهدف الهوية الفلسطينية العربية لمدينة القدس المحتلة.

وفي إطار ردود الفعل كذلك؛ أكد القيادي في حركة فتح رأفت عليان أن اعتقال الاحتلال حراس الأقصى قبل يوم من انعقاد القمة العربية في عمان هي رسالة تحدٍّ واضحة للمجتمعين في هذه القمة كافة.