عاجل

السبت 28/سبتمبر/2024

هل يطبق الاحتلال استراتيجية المواجهة بين الحروب مع غزة؟

هل يطبق الاحتلال استراتيجية المواجهة بين الحروب مع غزة؟

ربما يُطلق عليها “الحرب الناعمة” أو “الحرب الباردة” أو “المواجهة الصامتة”، تلك الفترة الزمنية التي تسبق أي حربٍ تالية في منطقة تشهد حروباً متكررة كما هو الحال في قطاع غزة، لكنّ المؤسسة العسكرية الصهيونية تطلق عليها “استراتيجية المواجهة بين الحروب”.

وبحسب الخبير في الشأن الصهيوني صالح النعامي، فإن عملية اغتيال المجاهد مازن فقها تنتمي إلى هذا النوع من العمليات.

ويوضح النعامي لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ المؤسسة العسكرية الصهيونية تعتمد بشكلٍ كبير على هذه الإستراتيجية وتعمل على تطويرها حيث شهدت خلال العقود الثلاثة الأخيرة تطويراً غير مسبوق.

ويقول: “هذه الاستراتيجية تقوم على استغلال الفترات التي تفصل بين الحروب والحملات العسكرية الكبيرة التي تشن ضد المقاومة في العمل على المس بقدراتها وإضعاف بناها التنظيمية والتسليحية والبشرية، وذلك من أجل تحسين مكانة “إسرائيل” في أية حرب أو حملة عسكرية كبيرة مستقبلا ضد المقاومة”.

ويشير الخبير في الشأن الصهيوني، أنّ حقيقة استهداف فقها كهدفٍ مباشر للاحتلال الصهيوني لا تتعارض مع تصفيته كأحد متطلبات تلك الاستراتيجية، بزعمها بأنه يتولى من غزة توجيه خلايا تعمل ضد الاحتلال في الضفة الغربية.

قنبلة موقوتة

وتحذر “إسرائيل” مما تسميه بالقنابل الموقوتة التي ربما تفجر حروباً معها في أي وقتٍ من الأوقات لذا تسعى إلى تفجيرها قبل أن تصلها الشرارة.

وفي هذا الإطار يقول الأكاديمي والمختص بالشأن الصهيوني عدنان أبو عامر، أنّ تصفية فقها تأتي في إطار استراتيجية المواجهة بين الحروب التي تعتمدها المؤسسة العسكرية.

ويشير أبو عامر في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ فقها وغيره من القادة العسكريين الذين تهدد “إسرائيل” باغتيالهم يشكل “قنبلة موقوتة”، لافتاً إلى أنّها لم تكن تهدف تصفيته نظراً لتاريخه في المقاومة، ولكن خشيتها من مستقبل أفعاله القادمة.

وهو ما يشير إليه النعامي، حيث يؤكد أنّ اختيار “إسرائيل” لتصفية فقها كان ضمن استراتيجية المواجهة بين الحروب، رغبةً منها في حرمان حماس من مبررات الرد.

إنجاز بلا خسائر

وفي إطار الاستراتيجية المتبعة، يؤكّد الأكاديمي أبو عامر، أنّ “إسرائيل” تسعى إلى تحقيق أكبر إنجاز بأقل الخسائر البشرية والمادية، لافتاً إلى ما تحدث به عدد من القادة العسكريين والسياسيين في الكيان الصهيوني حول نيتهم اتباع سياسة قاسية وصارمة مع “حماس” في الآونة التي سبقت اغتيال فقها.

وهو ما يشير إليه الخبير العسكري اللواء يوسف الشرقاوي، لمراسلنا، مبيناً أنّ استراتيجية المواجهة بين الحروب لا يشترط فيها تغيير قواعد اللعبة، ولكنها ضمن استعدادات مسبقة للاغتيال أو التصفية بأقل الخسائر دون الوقوع في شراك الحروب.

طبيعة الاستراتيجية

وتعتمد المعركة بين الحروب على تطوير واستخدام وسائل مختلفة، بغية إرباك تعاظم المقاومة والحفاظ على الردع وتعزيز شرعية “إسرائيل” وأعمالها تمهيداً لاحتمال نشوب حرب في المستقبل، على أن تتداخل جهود أجهزة وهيئات مختلفة لتحقق هذه الأهداف.

وتهدف استراتيجية المواجهة بين الحروب، إلى تمرير سلسلة عمليات هجومية منخفضة الوتيرة، أو قد تتمثل في “الاغتيال الهادئ” أو “الاغتيال النظيف” في فترة ما بين الحروب وذلك من أجل  إدارة الصراع مع المقاومة، وذلك في إطار العمل على إبعاد موعد الحرب الكبرى المقبلة، وكذلك توفير الظروف المواتية التي تجعل الحرب الكبرى ممكنة وسهلة وسريعة الحسم، وبالقدر الأقل من الخسائر المدنية والعسكرية.

تعاظم قوة حماس

وتتزامن تلك الاستراتيجية مع ادعاءات صهيونية تتحدث عن تعاظم قوة حماس، حيث زعمت إذاعة جيش الاحتلال صباح اليوم الثلاثاء (28-3)، أن الجناح العسكري لحركة حماس يمتلك عشرات الصواريخ الخطيرة جدا والتي قد تستخدم في أي مواجهة مقبلة.

وقالت الإذاعة: إن حماس تمتلك عشرات الصواريخ ذات الوزن الكبير، وهي مختلفة جداً عما عهدناه في السابق من أنواع أسلحة موجودة في غزة من ناحية حجم المواد المتفجرة الموجودة في رأس كل واحدة منها وأنها خطيرة جداً.

وأشارت الى أن هذا النوع من الصواريخ قصير المدى، رئيس مجلس مستوطنات ساحل عسقلان قال معقبًا على الخبر “في حالة الطوارئ سنخلي سكان مغتصبات ما يسمى بغلاف غزة”.

وفي تعقيبه على الخبر قال عدنان أبو عامر: “هذا الخبر “الإسرائيلي” العاجل، عن امتلاك المقاومة بغزة صواريخ كبيرة الحجم، ثقيلة جدا، مختلفة عما نعرفه، ذكرني بحديث كولين باول، وزير الخارجية الأمريكي عن امتلاك العراق سلاحا نوويا تمهيدا لغزوه”، مشيرا إلى أن التاريخ قد يعيد نفسه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات