الخميس 08/أغسطس/2024

الفقها وكسر قواعد الحرب

حازم عياد
الحرب في فلسطين لم تنته بين المقاومة والكيان، فهي مستمرة على مستويات عدة، وتأخذ العديد من الاشكال والصور، إلا أن الإضافة الجديدة للكيان باعتماد اسلوب الاغتيال الهادئ -كما وصفته المقاومة في غزة- يشير إلى رغبة في تغيير قواعد الحرب؛ ما استتبع مراجعة سريعة من المقاومة لأسلوب الرد الذي سيكسر معادلة الاغتيال الهادئ، بحسب ما توعد قادة المقاومة.

أقدم الكيان الإسرائيلي على اغتيال مازن فقها في قطاع غزة بكاتم صوت، معلنا بذلك تغييرا واضحا في قواعد اللعبة في فلسطين والصراع مع الكيان؛ أمر علقت عليه حركة حماس ومن خلال جناحها العسكري كتائب القسام ببيان صدر بعد ساعات قليلة من اغتياله بالقول: “سنكسر معادلة الاغتيال الهادئ، وسيدفع الاحتلال الثمن”؛ ما يعني ان المقاومة الفلسطينية لن تقبل بأن يفرض الكيان قواعد الحرب في فلسطين، ليحولها الى حرب صامتة تضعف قدرة المقاومة على الرد.

الحرب في فلسطين لم تنته بين المقاومة والكيان، فهي مستمرة على مستويات عدة، وتأخذ العديد من الأشكال والصور، إلا أن الإضافة الجديدة للكيان باعتماد أسلوب الاغتيال الهادئ -كما وصفته المقاومة في غزة- يشير إلى رغبة في تغيير قواعد الحرب؛ ما استتبع مراجعة سريعة من المقاومة لأسلوب الرد الذي سيكسر معادلة الاغتيال الهادئ، بحسب ما توعد قادة المقاومة.

الرد مسألة وقت كما هو واضح من التصريحات والإعلانات لكافة فصائل المقاومة، غير أن رد الفعل الصهيوني سيحدد المسار والاتجاه الذي سيطور المعركة المقبلة؛ فإما أن تستمر في حدود الردود المتوازية، وتقبل بالمعادلة التي صاغاتها دوائر صنع القرار الصهيوني، أو أن تتوسع إلى مواجهة شاملة ليس من المحتمل أن يكون الكيان مستعدا لها في المرحلة الحالية؛ بسبب الصراعات الداخلية، والغرق المتواصل في الأزمة السورية، وفوضى الإقليم، بدءا من البحر الأحمر، وليس انتهاءً بسوريا؛ والمترافق مع الارتباك الأمريكي الداخلي الذي انعكس على سياساتها الخارجية تجاه المنطقة والعالم.

المعضلة الآن باتت إسرائيلية؛ فالالتزام بمعادلة الرد الهادئ، أو الاغتيال الصامت قد لا تحتملها دوائر صنع القرار في الكيان الإسرائيلي؛ فقواعد المواجهة هذه قد تضع بداياتها، ولكن لا تستطيع أن تحدد نهاياتها، ومسار تطورها؛ فهي كعض الأصابع أمر قد لا تحتمله الماكينة العسكرية الإسرائيلية، أو الرأي العام الداخلي في الكيان؛ فالحرب الهادئة قد تستهوي المقاومة الفلسطينية أكثر مما قد تستهوي الكيان الإسرائيلي في المدى المتوسط أو حتى القصير.

 

المصدر: السبيل الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات