مازن الفقهاء و الخراف السوداء ..!!
![عادل أبو هاشم
عادل أبو هاشم](https://palinfo.com/wp-content/uploads/models/media/images/2017/2/22/1589359418.jpg)
جريمة جديدة تقوم بها عصابات القتلة ..!
واغتيال آخر قامت به ” دولة المافيا ” ..!!
ومرثية أخرى نكتبها على صفحات الحزن اليومي الفلسطيني ..!!
فعلى الطريق إلى الوطن الكبير سقط القائد المجاهد مازن محمد الفقها “أبو محمد”
شهيدًا داخل الوطن الذي فرض عليه ..!!
كثيرون سقطوا على هذا الطريق .!
منهم من سقط برصاص قاتل مأجور.. وآخر سقط بتفجير سيارته .!
منهم من قتل بتفجير بيته على أطفاله.. وآخر سقط عن طريق الهاتف .!
منهم من قتل في بيروت .. في أثينا .. دمشق .. لشبونة .. روما .. لندن .. قبرص .. تونس .. نابلس .. خانيونس .. طولكرم.. غزة.. رام الله.. رفح.!
المكان متعدد الاحتمالات كاسم القاتل ..!
وكما يمكن تشخيص القاتل بأنه العدو، يمكن تحديد المكان بأنه المنفى .!
من كاتب القصة .. إلى رسام الكاريكاتير .!
ومن الشاعر .. إلى المؤرخ والصحفي .!
ومن الحالم .. إلى المفكر .!
من الطفل الرضيع في حضن أمه . . إلى الطفلة التلميذة على مقعدها المدرسي .!
ومن العجوز عند زيتونتها .. إلى المقاتل المجاهد في ميدان المعركة .!
من قتله المجهول .. ومن قتله المعلوم الذي تحول إلى مجهول .!!
من قتله العدو .. ومن قتله ابن جلدته .!!
من سقط قبل الشتات .. وفي الشتات .. وفي المنافي .. وبعد الشتات .!وآخر سقط داخل “الغيتو” الذي فـُرض عليه باسم السلام.!
هكذا كان الموكب وما زال طويلأً جداً، وقافلة الشهداء تسير دون توقف..
وينضم إليها يوميا كوكبة جديدة على طريق ذات الشوكة . . يمضون أطفالا ورجالا ونساء. . يرفعون الرايات المعطرة بدمائهم الزكية الطاهرة، ويرسمون معالم الطريق . . طريق انتصار الدم على السيف والحديد. . و يعبرون إلى جوار ربهم وقد أدّوا الأمانة دفاعاً عن أمة تستباح أرضها . . ومقدساتها . . ومساجدها . . أعراضها . . أرواح أبنائها . . كرامتها .!
إنها التراجيديا الفلسطينية.. من موكب جنائزي إلى آخر، ومن شهيد يرتقي إلى آخر يسابقه، وكأنهم جميعـًا في سباق أسطوري يفيض برائحة القدس وعبق يافا واللـد والرملة وحيفا.
ولكن هل تنتهي رحلة الألف ميل بطلقة واحدة .؟!
لقد تجاوزت خطوات الشهداء الألف ميل إلى آلاف الأميال .!
قطعوها خطوة .. خطوة .!
من رمال شاطئ غزة الأزرق إلى حقول القمح وأشجار العنب في الخليل.!
ومن جبال وكهوف نابلس إلى حقول الألغام والأسلاك الشائكة أينما ولوا وجوههم في المسيرة إلى الوطن، أو ما تبقى من هذا الوطن .!!
هذه هي فلسطين.. فائض من الشهداء، وألم ينوء عن حمله وطن عربي من المحيط إلى الخليج .!
لم تختلف نهاية القائد المجاهد مازن محمد الفقهاء “أبو محمد “عن بدايته إلا بمدى ما تختلف مراحل تطور مأساة الإنسان الفلسطيني ..!!
ولا تتصل نهاية “أبي محمد” ببدايته إلا بمدى ما تتصل حلقات هذه المراحل ..!!
من هنا لا تكون هذه النهاية قفزة أو تحولا وإنما هي تسلسل طبيعي بكل ما تحمله هذه الكلمة من مآس ..!!
لقد اختار “أبو محمد” بين التساقط .. أو السقوط شهيدًا ..!!
وقد اختار ..!!
لن تجدي الكلمات في رثائه ..!!
ولن يجدي الحرف في التعزية ..!!
ولن تجدي العبارات الحزينة في الإسهاب في فلسفة استشهاده ..!!
فعندما اختار القائد “أبو محمد” طريق الجهاد فقد اختار طريق الشهادة..!
لقد استشهد “أبو محمد” كما يستشهد الفرسان حقاً: ذهب إلى موته بشجاعة . . وجاؤوا إليه بخسة ونذالة .! سار في طريق الجهاد حتى الشهادة .. واغتاله العملاء بكل أحقادهم المكبوتة .!
ويتساءل الإنسان الفلسطيني بمرارة:
لماذا ظهرت ظاهرة العملاء بوضوح شديد بعد دخول السلطة الفلسطينية إلى الأراضي المحررة عام 1994م مع العلم أن هذه الظاهرة قد تم القضاء عليها في الانتفاضة الأولى منذ عام 1987م إلى عام 1994م ، حيث هرب قسم منهم إلى داخل “إسرائيل”، والباقي ذهب إلى المساجد لإعلان التوبة .!
وكيف استطاعت هذه الإفرازات والمظاهر الانحرافية التي لا تمت بصلة إلى عادات وتقاليد المجتمع الفلسطيني، وبعيدة كل البعد عن مبادئ الثورة الفلسطينية وقضية الشعب الفلسطيني الذي قدم لها هذا الشعب قوافل الشهداء والجرحى والمعتقلين أن تصبح أحصنة طروادة للعدو الإسرائيلي في اختراق المجتمع الفلسطيني .؟!
هل كان لتصاعد الحس الوطني ومشاركة الشعب الفلسطيني بكل شرائحه في فعاليات الانتفاضة الأولى سبب في القضاء على ظاهرة العملاء؟
وإذا كان كذلك فهل أفرزت عملية التسوية حالة من تقبل الشارع الفلسطيني لإمكانية التعاطي مع العدو الإسرائيلي في ظل رفع البعض لمبدأ “التنسيق الأمني المقدس” مع العدو، ودور بعض المتنفذين في السلطة في تنظيف (الخراف السوداء) وتبييضها وغسل عارها ومن ثم إدخالهم في أجهزة السلطة؟ !
وكيف سقطت القيم والقدوة الحسنة في نظر هؤلاء العملاء وفضلوا التعاون مع العدو في قتل أبناء شعبهم .؟!
وإذا كان البعض يستطيع أن يتغاضى ويتسامح ويتنازل عن حقه في معاقبة هؤلاء العملاء، فإن أيتام وأرامل وثكالى الشعب الفلسطيني البطل، وشواهد القبور وجدران الزنازين لا يمكن أن يتنازلوا عن حقهم في الأخذ بالثأر من الخونة والعملاء الذين برزوا للعلن وتحت حماية هذه الأجهزة في أغرب ظاهرة يتعرض لها الشعب الفلسطيني .
مازن الفقهاء:
ملحمة الشجاعة وسفر الرجولة والبسالة الذي دوخ العدو الإسرائيلي عقلا وتخطيطـًا وتنفيذًا.
لقد طلبت الاستشهاد بنفسك .. وعملت له .. وسعيت إليه .. ذلك لأنك آمنت بأن الشهادة هي أقصر الطرق إلى فلسطين ..!!
حق فلسطين علينا ألا نبكيك .. وحقك علينا أن نغبطك شرف الاستشهاد لهذا لن نرثيك ..!!
فالإنسان يرثي الأموات، ونحن ليس لدينا أموات، بل شهيداً قتل في سبيل الله.
لا وقت للحزن والدموع .. والرثاء لن يجدي .. وملصقات ” الشهيد ” لن تعيد الروح إليه .. ولكن فلنستمر على درب الشهيد.. درب فلسطين .. فالطريق إلى فلسطين معبدة بدماء الشهداء ..
مازن الفقها:
أيها الشاهد والشهيد:
إن الشهادة حق لا يناله إلا الأبرار، فهنيئا لك الشهادة ووسامها يا مازن، ونم قرير العين، فإن رحلت عنا فسينبت فينا ألف مازن فقها نجوم في سماء الوطن وعنوان الأمل القادم، ولتظل ذكراك أغنية فلسطينية متجددة على لسان الأطفال والأمهات، نزرعها في الأبناء جيلا بعد جيل حتى تحين ساعة النصر بإذن الله.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
![لاعترافها بفلسطين.. سلطات الاحتلال تلغي التمثيل الدبلوماسي للنرويج بالضفة](https://palinfo.com/wp-content/uploads/2024/08/النرويج.jpeg)
لاعترافها بفلسطين.. سلطات الاحتلال تلغي التمثيل الدبلوماسي للنرويج بالضفة
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام ألغت وزارة الخارجية في دولة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، تأشيرات السفر للبعثة الدبلوماسية النرويجية...
![بلدية خان يونس: الاحتلال دمر 70% من آبار المياه](https://palinfo.com/wp-content/uploads/2024/08/أزمة-مياه-2.jpg)
بلدية خان يونس: الاحتلال دمر 70% من آبار المياه
خان يونس - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت بلدية خان يونس جنوب قطاع غزة بأن الاحتلال الإسرائيلي دمر في حرب المستمر منذ 10 أكثر من 70% من آبار المياه...
![22 شهيدًا و77 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة](https://palinfo.com/wp-content/uploads/2024/07/GSsGwZGXwAAKa5v-1080x675.jpeg)
22 شهيدًا و77 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 22 شهيدا و77 إصابة...
![الاحتلال يُبعد الشيخ عكرمة صبري عن المسجد الأقصى 6 أشهر](https://palinfo.com/wp-content/uploads/models/media/images/2022/2/18/1782067235.jpg)
الاحتلال يُبعد الشيخ عكرمة صبري عن المسجد الأقصى 6 أشهر
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، قراراً بمنع خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري من...
![محتجون ضد الدعم الأمريكي لـ”إسرائيل” يهتفون في وجه هاريس: لن نصوّت للإبادة](https://palinfo.com/wp-content/uploads/2024/08/كمالا-هاريس-1080x675.jpg)
محتجون ضد الدعم الأمريكي لـ”إسرائيل” يهتفون في وجه هاريس: لن نصوّت للإبادة
واشنطن - المركز الفلسطيني للإعلام قاطعت هتافات مناهضة للإبادة الجماعية التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة كلمة مرشحة الحزب الديمقراطي...
![نادي الأسير يطالب بتحقيق دولي في تعذيب المعتقلين الفلسطينيين بسجون الاحتلال](https://palinfo.com/wp-content/uploads/2024/05/99.jpg)
نادي الأسير يطالب بتحقيق دولي في تعذيب المعتقلين الفلسطينيين بسجون الاحتلال
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام جدد نادي الأسير الفلسطيني -اليوم الأربعاء- مطالبته لهيئة الأمم المتحدة ومن خلال منظماتها المتخصصة بإجراء تحقيقٍ...
![إصابات واعتقالات بحملة دهم للاحتلال في الضفة](https://palinfo.com/wp-content/uploads/2023/08/image_processing20230530-3138791-xvv9a6-1080x675.jpg)
إصابات واعتقالات بحملة دهم للاحتلال في الضفة
الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الخميس، حملة دهم واعتقالات في أرجاء متفرقة من الضفة الغربية، تخللها...