#مازن_فقها .. هكذا مهّد الاحتلال لجريمة الاغتيال الهادئ

4 رصاص من كاتم صوت، أبقت على حالة الهدوء اللحظي التي حاول الاحتلال أن يغلف بها ما يعدّه “إنجازًا هادئًا”، يتناغم مع سياسته المرحلية كما هي التعليقات التي مهد بها لتنفيذ العملية عبر إعلامه.
وبطريقة تحاكي اغتيال الطيار التونسي الشهيد محمد الزواري، نفذ الاحتلال اغتياله للشهيد القائد مازن فقها مساء الجمعة (24-3)؛ ما ينبئ بدخول مرحلة أمنية جديدة ومعقدة قد تنقل المواجهة إلى مربع آخر في المرحلة المقبلة.
تعامل حذر
الإعلام العبري الذي لم يكشف عن اعتراف رسمي للجانب الصهيوني وتعامل بحذر شديد مع حادثة الاغتيال، نشر مجموعة من ردود الأفعال التي رصدها قسم الترجمة في “المركز الفلسطيني للإعلام“، والتي تعكس حالة “هدوء الاستهداف” بناء على عملية بناء مرحلي استطاع الاحتلال من خلاله الوصول إلى ساعة التنفيذ.
فعلى صفحات “يديعوت” العبرية، كتب محرر الشؤون الفلسطينية “اليئور ليفي”، صباح اليوم السبت: “مازن فقها الذي أبعد إلى قطاع غزة كان أحد موجهي العمليات بالضفة الغربية قبل أسره، كما أنه وجّه بعد تحرره في العام 2011 من قطاع غزة خلايا عسكرية لحماس بالضفة الغربية”، على حد وصف الكاتب. وأضاف “فقها لم يترك طريق المقاومة للحظة واحدة”.
فيما قال غال بيرغر، المراسل العسكري لإذاعة ريشت بيت، أمس الجمعة: “اغتيال مازن فقها أحد كبار مخططي العمليات ضد اليهود في الضفة.. ماذا سيفعل السنوار الآن؟”، في إشارة إلى أن الاحتلال يحاول أن يختبر ردود المقاومة.
أما المراسل العسكري لإذاعة الجيش “تال ليف رام”، فقال يوم أمس الجمعة: “اغتيال فقها هو حدث محرج للغاية بالنسبة لحماس، وسيكون له انعكاسات لاحقة، اغتياله لربما سيؤدي إلى تصعيد في الساعات القادمة”.
بدوره، قال “آفي يسخروف” على موقع “واللا العبري”: “اتهام إسرائيل باغتيال قيادي في حماس مسؤول عن عشرات العمليات الدامية بالضفة، فيما لم يتضح بعد من يقف وراء عملية الاغتيال التي نفذت باستخدام مسدس مع كاتم للصوت”.
فيما ذكرت صحيفة معاريف أن اغتيال فقهاء في غزة “يشبه أسلوب تصفية الزواري بتونس”.
التمهيد للاغتيالصحيفة هآرتس العبرية نقلت في تقرير سابق لها كتبه محللها العسكري “عاموس هرئيل”، أنه قال إن محرري صفقة الجندي جلعاد شليط، والذين أُبعدوا إلى قطاع غزة هم الذين يديرون شبكات المقاومة الحالية في أرجاء الضفة.
وقالت الصحيفة إن الأذرع الأمنية “الإسرائيلية” التي توصلت إلى هذا الاستنتاج، تعتقد أن حماس أعادت بناء قيادة ذراعها العسكري في الضفة من قلب قطاع غزة، وأن هذا الذراع يدار عن بعد من بعض الأسرى المحررين الذين أمضوا عشرات السنين في السجون على خلفية قتل “إسرائيليين” ثم أُبعدوا إلى غزة.
وتابعت الصحيفة العبرية، نقلا عن العائلة قولها: إن قوة من المخابرات “الإسرائيلية” اقتحمت منزل عائلة الأسير المحرر مازن، وفي واحدة من الاقتحامات أمرت والده بالاتصال به عبر الهاتف، وأن ضابطًا في المخابرات الإسرائيلية حادثه، وهدده قائلا له “نعلم أين تسكن، وما هو عنوانك، وكل ما تقوم به، وأنصحك بالتوقف وإلا سوف نصل إليك”.
رئيس أركان الاحتلال “الإسرائيلي” صرح قبل أسابيع قائلاً: ” بعد عملية الجرف الصامد على قطاع غزة في العام 2014 تحولت غزة لهدف استخباري من الدرجة الأولى”.
أما رئيس مركز أبحاث الأمن القومي اللواء احتياط عاموس يدلين، فقد صرح قبل أيام أن “إسرائيل تتبنى سياسة التعتيم وعدم إعلان المسئولية؛ لأنها لا تريد للطرف الآخر أن يرد”، فيما هدد سابقا وزير الجيش أفيغدور ليبرمان باستخدام أساليب جديدة للرد على الصواريخ من غزة.
جريمة بلا أثرمحلل الشؤون الصهيونية في “المركز الفلسطيني للإعلام” عقب على حادثة الاغتيال بالقول “سعى الكيان الصهيوني من خلال عملية الاغتيال الصامت التي قام بها إلى فرض معادلة جديدة على الأرض، لكن لم يدرك الكيان أن هذه العملية ممكن أن تكون قد نزعت فتيل قنبلة معادلة “الرأس بالرأس”.
وأضاف “صحيح أن الكيان الصهيوني لم يعترف بشكل رسمي بعملية الاغتيال؛ إلا أن حملة الاتهامات التي ساقها الإعلام العبري منذ خروج محرري صفقة وفاء الاحرار، تشير وبشكل واضح إلى نية الاحتلال المبيته للتخلص من بعض الشخصيات التي فرضت على الاحتلال من خلال صفقة وفاء الأحرار”.
وأشار المحلل إلى أن الاحتلال وأبواقه الإعلامية ركزت وبشكل كبير على الأسير المحرر مازن فقها من خلال اتهامه بقيادة العمل العسكري في الضفة وتوجيه العمل المقاوم، ومن أبرزها “عملية خطف وقتل المستوطنين الثلاثة في الخليل”.
ونقل المحلل عن مراسل القناة العاشرة “ورهيلر” قوله: إن حماس تفضل الرد على اغتيال فقها بعمل عسكري بالضفة أو داخل “إسرائيل”، وليس بإطلاق الصواريخ من غزة، لكن من المتوقع أكثر أن الاغتيال سيخلق قيادة جديدة وشرسة في الضفة تقود العمل المقاوم.
وختم المحلل بقوله: إن الظروف التي تمت فيها العملية من استخدام سلاح كاتم للصوت واستهداف الأجزاء العلوية من الجسد، وفي جنح الليل وبالقرب من منزل فقها، كلها دلائل على بصمات أذرع الموساد “الإسرائيلي”، لكي تصبح الجريمة بلا أثر.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأونروا تحذر من ضرر غير قابل للإصلاح مع إطالة أمد الحصار الإسرائيلي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أن إطالة سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع إدخال المساعدات إلى...

السفير الأمريكي في إسرائيل يجدد دعم واشنطن لتهجير الفلسطينيين من غزة
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام جدد السفير الأمريكي لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي مايك هاكابي، دعم واشنطن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، رغم...

جيش الاحتلال يعلن استعادة رفات جندي قٌتل في اجتياح لبنان 1982
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، استعادة رفات جندي إسرائيلي من الأراضي السورية في عملية وصفة بالخاصة....

مسيرة احتجاجية في ستوكهولم تنديدا بالإبادة الإسرائيلية في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام انطلقت في العاصمة السويدية ستوكهولم، السبت، مسيرة احتجاجية تنديدا بقرار إسرائيل توسيع الإبادة على قطاع غزة. ووفق الأناضول؛...

1500 مواطن فقدوا بصرهم جراء الإبادة في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت وزارة الصحة الفلسطينية أن نحو 1500 مواطن فقدوا البصر جراء حرب الإبادة، و 4000 آخرون مهددون بفقدانه؛ مع نقص...

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، حملة دهم واعتقالات في عدة مناطق في الضفة الغربية المحتلة، تخللها...

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...