الإثنين 01/يوليو/2024

الطفل أبو عاذرة.. خرج للعمل في أرضه فعاد مخضبًا بدمائه

الطفل أبو عاذرة.. خرج للعمل في أرضه فعاد مخضبًا بدمائه

لم يكن يعلم الطفل يوسف أن خروجه من منزله على قدميه إلى أرضهم الواقعة بالقرب من الشريط الحدودي، ستعيده إليه مرة أخرى، ولكن هذه المرة محمولاً على الأكتاف.

فبعد ساعات من عودته من مدرسته التي يدرس فيها، أخبر يوسف والده بنيته الخروج إلى أرضهم التي تبعد عن الشريط الحدودي حوالي 800 متر، رفقةَ أصدقائه من أجل العمل داخل الأرض وقضاء بعض الوقت من المرح.

الشهيد الطفل يوسف شعبان أبو عاذرة صاحب الـ(15 عامًا) من مخيم الشابورة للاجئين وسط محافظة رفح جنوب قطاع غزة، ارتقى نتيجة قصف مدفعي إسرائيلي فجر اليوم الأربعاء شرق المحافظة، فيما أصيب اثنان آخران من أصدقائه في نفس الضربة.

وعن تفاصيل الجريمة التي ارتكبها الاحتلال بحق الشهيد الطفل أبو عاذرة التقى مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” والده بعد أن وارى نجله الثرى في المقبرة الشرقية الخاصة بالمدينة.

ويقول شعبان أبو عاذرة (49 عاما): “عاد ابني يوسف الذي يدرس في الصف العاشر الأساسي من مدرسته الكائنة في مخيم البرازيل رفقة أصدقائه، وأخبرني بأنه يريد الذهاب إلى أرضنا الخاصة والتي تقع على مقربة من الشريط الحدودي”.

وأضاف والد الشهيد: “يوسف يعشق الأرض وخاصة المناطق الحدودية، ويتردد عليها باستمرار”، موضحاً أنه أخذ بعض البندورة والباذنجان والطحين ليتناول الطعام مع أصدقائه بعد أن يطبخها على النار.

وأبدى أبو عاذرة استغرابه من استهداف مجموعة أطفال جالسين في أرضهم، نافياً ما أوردته وسائل الإعلام الصهيونية بأنهم كانوا ينوون التسلل إلى داخل الأراضي المحتلة عام 48.

علامات الحزن والأسى كانت واضحة على عائلة الشهيد وأبناء منطقتهم، بعد الجريمة النكراء التي ارتكبتها سلطات الاحتلال بحق الطفل يوسف وأصدقائه الآمنين في أرضهم.

ويتابع الوالد المكلوم: “تفاجأت مع ساعات الفجر باتصال هاتفي من أحد أقاربي يخبرني فيه بأنه تم استهداف يوسف ومجموعة الأصدقاء الذين كانوا رفقته، وأنه وصل إلى المستشفى جثة هامدة”.

وعن مواصفات الشهيد، قال: “يوسف كان ابنا مطيعا وبارًّا بوالديه، إلى جانب أنه لطيف ويملك حس الدعابة، ويدخل قلب كل من يجلس معه، وأحتسبه عند الله شهيدا”.

عم الشهيد نصر أبو عاذرة، أوضح خلال حديثه لمراسلنا أن الاحتلال كذب في روايته بأن الطفل يوسف كان ينوي التسلل إلى الداخل المحتل أو نيته القيام بزرع عبوة ناسفة بالقرب من الشريط الحدودي.

وأوضح عم الشهيد أن يوسف يتردد على أرضهم باستمرار إلى جانب ذهابه لرعي الغنم رفقه إخوته وأقربائه في تلك المنطقة.

وقال: “مع ساعات الفجر استيقظنا على أصوات القذائف والرصاص، لكننا لم ندرك أن كل هذه القذائف يتم إطلاقها على أطفال جالسين في أرضهم آمنين، لنتلقى بعدها اتصالا هاتفيا بارتقاء يوسف شهيداً”.

وأضاف: “هذا عمل إسرائيلي إجرامي خصوصاً باستهدافه طفلا مسالما لم يعمل أي شيء بحقهم”، مطالباً الجهات الحقوقية والمعنية بمعاقبة “إسرائيل” على عملها المشين بقتلها الطفل يوسف.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات