الثلاثاء 13/مايو/2025

اعتداء الاحتلال على فتيات جرادات بالخليل.. الحكاية الكاملة

اعتداء الاحتلال على فتيات جرادات بالخليل.. الحكاية الكاملة

في 20-1-2017، زهاء الساعة 14:00 ظهرًا، اشتبك جنود الاحتلال الصهيوني مع أطفال وفتية في قرية سعير، الواقعة شمال شرق مدينة الخليل، ورشقت مجموعة من الأطفال والفتية الحجارة على جنود الاحتلال، وأطلق هؤلاء الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت.

ووفق تقرير لمنظمة “بيتسيلم” “الإسرائيلية”؛ وقفت سبع فتيات من عائلة جرادات بالقرب من أحد منازل العائلة يشاهدنَ الاشتباكات، أربع سيارات جيب تابعة للاحتلال وصلت إلى المكان، وبدأ جنود الاحتلال الذين نزلوا منها بمطاردة الفتية الذين هربوا من المكان.

وأضاف التقرير: “كذلك هربت بنات عائلة جرادات”.

مصور يوثق الحادثة

وثّق مصوّر وصل إلى المكان بالفيديو نهاية الحادثة، حيث يشاهَد جندي ملثم، وهو يمسك بقوّة ذراع خديجة جرادات (13 عامًا)، بينما يدفع ضابط آخر والدتها التي كانت تحاول مساعدتها.

وصوّرت الكاميرا الشرطي يطلق سراح خديجة، ويهاجم ابنة عمها ضحى بدوي (20 عامًا)، موجّهًا ضرباته إلى رأسها.

تحقيق منظمة بتسيلم يبيّن أنّ سراج جرادات (28 عامًا) هربت مع ابنة عمّها سمر (10 أعوام) إلى منزل الأخيرة، حيث كان ثلاث من أخوات سراج (هبة، 18 عامًا، شيرين، 17 عامًا، وكفاح 11 عامًا).

أغلقت الفتاتان من خلفهنّ بوّابة ساحة المنزل الحديديّ، ودخلتا إلى البيت. وعندها، سمعتا طرقًا قويًّا على باب المنزل.

تفيد أقوال سراج وهبة أنّ جنود الاحتلال خبطوا الباب وركلوه إلى أن كسروا القفل ودخلوا إلى المنزل. لخوفهنّ من رجال الشرطة أخذت الفتاتان بالصراخ، والتصقت إحداهنّ بالأخرى. توجّه أحدهم إلى سراج، أمسك بكتفها وشدّها خارج المنزل. أخذت سراج تبكي وتصرخ، وقالت للجندي إنها لم تفعل شيئًا.

إفادة سراج
في إفادة قدّمتها في 21-1- 2017 لباحثة بتسيلم الميدانيّة، منال الجعبري، وصفت سراج جرادات ما حدث حينئذٍ، وقالت: “حاولت بنات عمي تخليصي من الجندي. التصقت سمر بي، صرخت وبكت، لكنّ الجنود (نحو خمسة أو ستّة) منعوا الفتيات الأخريات من الاقتراب منّي.


سراج جرادات

تتابع شهادتها لـ”بيتسيلم” “في الوقت الذي أخذني فيه الشرطي إلى الخارج وأنا أصرخ، رفعت هبة إبريق الماء البلاستيكي ورمته على ظهر الجندي. تركني الجندي وأخذ يطارد هبة”.

وتقول “خافت هبة، وركضت إلى إحدى الغرف، وأقفلت الباب على نفسها من الداخل. ركل الجندي الباب -الخشبي- فكسره، ومن ثمّ دخل إلى الغرفة. ضرب هبة بعقب بندقيته، وركلها”.

“عدت إلى بقيّة الفتيات، ومعًا حاولنا الوصول إلى هبة. لكنّ خمسة من الجنود وقفوا بالقرب من الباب، ومنعونا من دخول الغرفة في الوقت الذي كان الجندي يهاجمها. غادر الجندي الغرفة وهبة وراءه، شتمته، ثمّ أغلقت الباب مرّة أخرى، ولكن الجندي عاد ودفع الباب. كانت هبة تدفع الباب من الداخل والشرطي يدفعه من الخارج”، تقول الفتاة.

وتصف الفتاة سراج جرادات ما فعله الجندي الصهيوني، بعد اقتحامه غرفتها، وتقول: “كسر الجندي الباب الخشبي ودخل الغرفة حيث كنتُ مختبئةً وراء خزانة خشبية قديمة. ضربني بعقب بندقيّته مرّتين على ظهري، وركلني عدّة مرات. بعض الضربات أصابت الخزانة فانكسرت في عدّة مواضع”.

تتابع: “عندما غادر الغرفة، لم أتمالك نفسي من فرط غضبي لاعتدائه عليّ، فشتمته. فجأة رأيته يعود. أغلقت على الفور الباب المكسور، وقفت خلفه ودفعته بقوّة من الداخل في الوقت الذي دفعه هو من الخارج. تمكن هو من فتح الباب، وأمسك بي بيديه كلتيهما، وسحبني”.

وصل والد سراج في هذه اللحظة، تقول: “التصقتُ به، وأخذ هو يدافع عنّي. استلّ الجندي عبوة رذاذ الفلفل ووجّهها إليّ، لكن والدي دفعه ودفع العبوة وصرخ عليه. سأله والدي لماذا يعتدي علينا، وقال له إننا فتيات، وكيف يُعقل أن يعتدي هذا الجمع من الجنود المسلحين على النساء والأطفال”.

“عندئذٍ تركني الجندي، وخرج مع بقيّة الجنود. تبعناهم أنا وبنات عمّي، ورأينا جنديا ملثّمًا يعتدي على خديجة ويخنقها بذراعه، وبجانبه يقف ضباط صهاينة. تقدّم والدي إلى هناك لكَي يحاولَ تخليصها”، تقول سراج.

خديجة جرادات (13 عامًا) هربت إلى بيت العمّ جميل مع ثلاث من بنات عائلتها حين كنّ يشاهدن الاشتباكات، وهربت معهنّ ابنة عمّها ضحى التي كانت تنشر الغسيل بالقرب من المكان.


أغلقت الفتيات الباب من خلفهنّ، لكن بعد أن سمعن انفجار قنبلة خارج الباب فتحنه وقلن للجنود إنّ المنزل فيه فتيات فقط.

خارج المنزل، كان الجنود يطلقون الغاز المسيل للدموع باتجاه الأطفال والفتية، فهرب هؤلاء من المكان.

إفادة خديجة
خديجة جرادات تفيد لـ”بيتسليم” ما حدث، وتقول: “قبل أن أدخل المنزل، رأيت جنديا ملثمًا يركض نحونا. كان غاضبًا، وصرخ بالعربية: “هذه جاسوسة!”. “أصبتُ بالذعر، ودخلت بسرعة إلى المنزل”.

تقول: لاحقني إلى الداخل، وأمسك بي بقوّة من كتفي. قال لي: “أنت جاسوسة”، وبدأ يجرّني إلى الخارج. أخذت في الصراخ والبكاء، وحاولت بنات عمّي تخليصي منه. هنّ أيضًا بكين وصرخن، لكنّ الجندي واصل جرّي بعنف، وهو يلف يده حول عنقي. جرّني مسافة تبعد نحو ثلاثين مترًا عن المنزل وصولاً إلى سيارة الجيب التابعة لحرس الحدود.

وتمضي تقول: لوى يدي خلفَ ظهري، ولفّ ذراعه حول عنقي بحيث استصعبت أن أتنفّس، وألصقني إلى الجدار. حاولت أمّي وبنات عمّي، ضحى وسراج، تخليصي من رجال الشرطة، لكن ضابط شرطة حرس الحدود أبعدوهنّ عني. وصل أبي وحاول إقناع رجال الشرطة أنّنا فتيات ولا يُعقل أن نكون قد رشقنا الحجارة. وصل مصوّران وبدآ بتصوير ما يحدث. تمكّنت من الإفلات من يدي رجل الشرطة، وعندها هاجم ضحى وضربها على رأسها.

بعد أن تدخّل إبراهيم جرادات، والد هبة وخديجة، وأبعد الفتيات والأمّ، ومنع ضابط الاحتلال من مواصلة ضرب ضحى، غادر الجنود القرية دون أن يعتقلوا أحدًا.

في الإفادة التي قدّمتها في تاريخ 21-1-2017 روت هبة أنها لا تزال تعاني من آلام في ظهرها وفي أنحاء جسدها؛ جرّاء اعتداء الجندي عليها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات