الأربعاء 07/مايو/2025

كتاب بيوت بلا أعمدة2.. قصص واقعية امتلأت بالألم ونبضت بالأمل

كتاب بيوت بلا أعمدة2.. قصص واقعية امتلأت بالألم ونبضت بالأمل

ما أن تتصفح أعمالهم حتى تجد زفرات الألم، ونبضات الأمل متمازجة، لقدرتهم على توثيق اللحظة الآنية من صميم واقعهم الممتلئ بالمرارة على مدى سنوات الحروب والحصار.

ثلاثون قصة صحفية تشتعل أملاً وإرادة، وتوثق إرهاب الاحتلال، وما أحدثه من أضرار جسيمة للشعب الفلسطيني بشكل عام، وللأطفال بشكل خاص، بعدما فقدوا الأمن والأمان والبيت والأب والأم والحنان.


كتاب “بيوت بلا أعمدة” هو خلاصة أيام تعايش فيها اثنا عشر فتى وفتاة في المنطقة الشرقية الحدودية المتضررة لخانيونس، بعد تدريبهم عبر دورات متخصصة في الكتابة الصحفية والإعداد والتقديم الإذاعي، وليس انتهاءً بالتصوير الفوتوغرافي.

واستطاع الكتاب الصغار من خلال هذا الكتاب الوقوف عند تلك النوافذ الخضراء في حياة أقرانهم الموهوبين الذين امتلأت ذاكرتهم بالقصص التي لا يمكن نسيانها جراء العدوان الأخير على قطاع غزة، من خلال كتابة قصصهم ونقشها على صفحات من نور.

وتحت شعار “لأنهم يستحقون حياة كريمة”، أطلق مركز بناة الغد التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر، حملة متكاملة أطلقوا عليها اسم “بيوت بلا أعمدة”، تروي معاناة الأطفال الذين جمعتهم بيوت الصفيح أو ما يطلق عليها “الكرفانات”.

وتضم بعض جنبات الكتاب؛ الساعات التي قضاها الطفل سليمان أبو مطلق (14 عاما) تحت حصار مشدد، خضع خلالهما هو وأسرته لتحقيق مباشر وعنيف من جنود الاحتلال، أثناء اجتياح بلدة خزاعة شرقي خانيونس في عدوان صيف 2014م.

كثيرة هي القصص التي طالعها الفتى أبو مطلق، والذي يمتلك موهبة كتابة القصة وهواية القراءة منذ نعومة أظفاره، منها ما بقي عالقا، ومنها ما تفلت من ذاكرته.


الكاتبة الصغيرة ديانا الفقعاوي (13 عاما) استطاعت أن تنقل المعاناة التي عايشتها الطفلة آلاء قديح من سكان بلدة خزاعة، والتي عاشت أيامها تلملم جراح العدوان، الذي خلف وراءه بيتاً مدمراً وأشلاء أحلام بات تحقيقها شبه مستحيل، بعد أن أصبحت تسكن في كرفان حديدي لتحرم أبسط معاني الطفولة.

وتقول الفقعاوي لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن هذه التجربة نقلتها إلى عالم آخر وهو الكتابة الصحفية، والذي تعشقه منذ نعومة أظفارها، مشيرة إلى أنها استطاعت خلالها التعايش مع معاناة زملائها في المنطقة الشرقية الحدودية لمدينة خانيونس.

وعبرت عن سعادتها لتوقيع كتاب “بيوت بلا أعمدة2″، متمنية أن تحقق حلمها بأن تصبح صحفية تنقل الحقيقة ومعاناة الناس عبر قلمها أو حتى عبر الصوت والصورة.


بدورها بيّنت ميساء سلامة منشطة قسم الأنشطة الثقافية بمركز بناة الغد، أن هذا الكتاب هو خلاصة أيام تعايش فيه 12 من فتيان وفتيات المركز مع أقرانهم في المنطقة الشرقية المتضررة خلال العدوان الأخير.

وأوضحت سلامة لمراسلنا أن هذا الكتاب يتضمن ثلاثين قصة صحفية تشتعل أملاً وإرادة، تعرّض خلالها أصحابها الأطفال لأقسى ما قد يتعرض له الطفل، وهو فقدانه الأمن والأمان في بيئته.

وتابعت: إصدارات “بيوت بلا أعمدة” لم تكن مجرد أرقام، إنما كانت فعاليات التحم فيها إحساس جميع الأطفال بالأهل في المناطق الشرقية.

مديرة مركز بناة الغد آمال خضير أكدت أن هذا الكتاب يرصد قصصًا واقعية مسّت قلوب هؤلاء الأطفال، وعبروا عنها، وعكسوها بطريقة آمنة تحمل الأمل والحياة والمستقبل الأفضل لهؤلاء الأطفال.

وقالت لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن هذه الحملة تُعرض في دول أوروبية وعربية من أجل نقل معاناة الطفل الفلسطيني، وإظهار مدى الوحشية التي يسببها الاحتلال في نفوس وقلوب سكان وأطفال قطاع غزة.

وأوضحت أن “بيوت بلا أعمدة” هي حملة متكاملة نظمها المركز، منحت أبناءه فرصة مشاركة المكلومين أوجاعهم ونقل معاناتهم وتوثيقها، ضمن برنامج يهدف إلى التوعية الحقوقية وتعميق الانتماء إلى البيئة المحلية.

وتابعت: “كانت هذه الحملة من خلال نقل تلك المعاناة نصا وصوتا وصورة فوتوغرافية، بعد تدريبهم لمدة عام ونصف، عبر دورات متخصصة في الكتابة الصحفية والإعداد والتقديم الإذاعي، وأخيرًا التصوير الفوتوغرافي، أطلقوا عليها هذا الاسم”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيد بقصف الاحتلال مركبة بصيدا جنوب لبنان

شهيد بقصف الاحتلال مركبة بصيدا جنوب لبنان

المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مواطن لبناني، صباح اليوم الأربعاء، في قصف طائرات الاحتلال الحربية، مركبة في مدنية صيدا جنوب لبنان. وأفادت الوكالة...