الأربعاء 07/مايو/2025

يوسي بيلين.. مهندس أوسلو يعيد المفاتيح لـإسرائيل

يوسي بيلين.. مهندس أوسلو يعيد المفاتيح لـإسرائيل

“أنا ابتكرت أوسلو، وأدعم حل السلطة، وإعادة المفاتيح لـ”إسرائيل”.. دائمًا يمكن التفاهم بين البشر.. بينيت لا يريد حل الدولتين، لكن يمكن الوصول لكونفدرالية..”، بهذه العبارات ظهر “يوسي بيلين” زعيم حزب “ميرتس” السابق ومهندس اتفاقية “أوسلو”، في مقابلة تلفزيونية، عادًّا أن “السلطة الفلسطينية لا تخدم إلا اليمين (الإسرائيلي)”، كما قال.

ودعا بيلين قبل أيام، لحل السلطة؛ لأن وجودها يخدم اليمين، وإعادة المفاتيح لـ”إسرائيل” والعمل على تأسيس كونفدرالية حلا بديلا خيار الدولتين، كما قال.

حل السّلطة

“يوسي بيلين”، السياسي المتقاعد، يطل هذه المرة من نافذةٍ يخشى الكثيرون الحديث منها حين يدعو لحل السلطة؛ لأن اليمين المتطرف هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة بعد أفول نجم اليسار في الكيان الصهيوني.

ويرى حاتم أبو زايدة، الباحث في الشئون الصهيونية أن “بيلين” يرى أن “خيار التسوية انهار بالكامل، وأن “إسرائيل” -بإعادة سيطرتها الكاملة على الضفة- عليها تحمل أعبائها في وقتٍ انهار فيه خيار حل الدولتين بسبب انقلاب وتطرف اليمين”.

اليوم، وبعد 9 سنوات من هجرته الحياة السياسية ومراقبتها عن بعد أمام بقاء السلطة على أقل من 40% من أراضي الضفة وحصار غزة الموشكة على الانفجار، لم يعد أفق حسب تحليل الباحث أبو زايدة لأي شكل من أشكال حل الدولتين.

المقابلة المتلفزة التي قال فيها “أنا ابتكرت أوسلو، وأدعم حل السلطة”، أتبعها رجل اليسار المخضرم بنصف تفاؤل حين أضاف: “دائمًا هناك فرصة للتفاهم بين البشر”؛ حين بدا غاضبًا من تطرف “نفتالي بينيت” الوزير الصهيوني.

صراحة “بيلين” أبرز قادة حزب العمل قديمًا و”ميرتس” لاحقًا والابن المدلل لـ”شمعون بيريز” تؤكد -حسب رؤية عبد الستار قاسم المحلل السياسي- أن مؤسس “أوسلو” وصل لقناعة راسخة أن اتفاقه فشل بعد عجزه عن قراءة خارطة الفلسطينيين والصهاينة السياسية بوضوح.

دلالة حديث “بيلين” مؤسس لاتفاق “أوسلو” حين دعا لحل السلطة لا تُعبر -حسب تأكيد طلال عوكل المحلل السياسي- عن كامل الموقف الصهيوني، فهو من حزبٍ حاول فرض حل دولتين بشكل متذبذب في وقت وصلت فيه قوة مؤسسات السلطة لأقل من صلاحيات بلدية.

وظيفة أمنية

ورغم أن وضوح “بيلين” وصراحته في إخفاق ما أسس له سنة 1993 لن تؤثر في الموقف الرسمي الصهيوني إلا أن الحقيقة تتراكم حول بقاء دور السلطة الفلسطينية متركزًا فقط في التنسيق مع الاحتلال أمنيًّا.

ويقول الباحث أبو زايدة إن موقف “بيلين” يؤكد انهيار عملية التسوية كليًّا، وإن “إسرائيل” مارست الخداع على الفلسطينيين طوال ربع قرن في وقت قدم فيه الفلسطينيون كل شيء.

ويتابع: “منذ إبرام “أوسلو”، عشنا سوبر احتلال، لم تدفع فيه “إسرائيل” أي تكلفة، في حين قدم الفلسطينيون كل شيء، وأولها خدمة “إسرائيل” أمنيًّا، لكن دعوة بيلين تمثل اليوم أقلية، فمعظم مجتمعه يميني”.

ويعقّب طلال عوكل، على رؤية “بيلين” بالإشارة إلى نزع “إسرائيل” كل صلاحيات السلطة مبقية على الشق الأمني وما يخدمها مقدمًا استنتاجًا ونصيحة أنه لم يتبق أمل في التسوية.

ولم يُبق الاحتلال في الضفة شيئًا من الصلاحيات للسلطة الفلسطينية سوى دور وظيفي أمني حتى الإدارة المدنية باتت بديلاً عن كثير من الصلاحيات، وتتعامل مع سكان الضفة مباشرة.

عجز سياسي

ورغم صراحة “يوسي بيلين” ودعوته لواقع يغرّد فيه بعيدًا عن سرب اليمين المهيمن على القرار ومعظم المؤسسات الصهيونية الرسمية إلا أنه لا يبدو متشائمًا من وجود “كونفدرالية” بين الفلسطينيين و”أحد الجيران”، كما قال عوكل.

ويؤكد الباحث أبو زايدة أن “بيلين” يدرك عدم وجود أفق لحل الصراع وسط التغيرات الإقليمية وهيمنة “إسرائيل” على الضفة؛ لأن اليمين هو الحاكم والمتحكم في الضفة، أما غزة فهناك قرار بالتخلص من خطرها الديمغرافي بإبقائها معزولة.

التفكير في كيان يحمل أعباء الاحتلال كان -حسب تأكيدات المحلل أبو زايدة- من سنة 1968؛ لأن الاحتلال كان يبحث عن سلطة عربية تخلصه من عقدة كونه “الدولة المحتلة” الوحيدة في العالم، وتخلصه من شؤون السكان وأعبائهم فوجد ضالته في (أوسلو).

ويضيف: “منذ انطلاق “أوسلو”، تفكر “إسرائيل” في مسقبلها، ونحن لا نفكر، وعباس لا يأخذ رأي أحد، ومفروض أن نضع استراتيجية عمل، وحل السلطة وعودة الاحتلال ستدفعنا في العمل للمستقبل، لكن مشكلة الفصائل أنها تمنح عباس الشرعية”.

الحديث عن حل دولتين داخل الكيان الصهيوني بقي محل رفض بإجماع القادة الكبار وحتى نتنياهو وشارون تحدثوا به فقط للاستهلاك الإعلامي، لذا لن يكون له أنصار في زمن اليمين الذهبي.

ويتابع: “اليمين بـ”إسرائيل” يضغط لتطبيق أيديولوجيته، ويستولي على مزيد من المقدسات والاستيطان بينما السلطة لا تفعل شيئًا، والحديث عن كونفدرالية بحاجة لمقومات غير موجودة عندنا”.

ورغم أن مؤسس “أوسلو” أشهر راية إخفاقها إلا أن رئاسة السلطة -حسب توقع المحلل عوكل- ستعود مجددًا للتعويل على مبعوث الولايات المتحدة الأمريكية؛ أملاً في لقاء قريب مع رئيسها الجديد “ترمب”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...