الجمعة 28/يونيو/2024

راحة الحلقوم.. عبق الماضي يقاوم الاندثار

راحة الحلقوم.. عبق الماضي يقاوم الاندثار

خمسون عاما، وما يزال أبو أحمد عياد يصر على المضي قدما في صناعة راحة الحلقوم، تلك المهنة التي امتهنها وباتت جزءا من حياته ومصدر رزق له ولعائلته.

في مصنعه المتواضع على أطراف البلدة القديمة من مدينة نابلس، يتحدى كل الظروف، ويسعى لتلبية أذواق ورغبات الزبائن الذين تسرقهم مشاهد بضاعته المعروضة على أعتاب مصنعه الصغير.


أبو أحمد عياد أثناء عمله في صناعة راحة الحلقوم

مشهد تراثي

المركز الفلسطيني للإعلام” التقى أبو أحمد سليم عياد صاحب مصنع عياد لصناعة راحة الحلقوم في البلدة القديمة بمدينة نابلس، والذي بدوره أكد أن تلك الصناعة تعد من المشاهد التراثية القديمة، التي تستأثر بها مدينة نابلس، وتختص بها أكثر من غيرها.

ويشير أبو أحمد إلى أن صناعة راحة الحلقوم بدأت منذ عشرات السنين في مدينة نابلس.

وتابع: “منذ أن كان عمري سبعة أعوام بدأت العمل في صناعة الحلقوم في أحد المصانع في البلدة القديمة، وبعد أن كبرت وأصبحت شابا، وهنا أتحدث قبل خمسين عاما، قمت بالاستقلال في عملي، وافتتحت المصنع الخاص بي والذي ما زلت حتى الآن أعمل به في ذات المجال والمهنة”.


إعداد راحة الحلقوم
وعن المواد الرئيسية المكونة لراحة الحلقوم، قال أبو أحمد: “تتكون راحة الحلقوم من السكر والنشا وملح الليمون والأصباغ والقطر والتي تعدّ مكوناتها في طريقة تصل في النهاية إلى شكل الحلقوم الموجود الآن”.

وعن مراحل إعداد الحلقوم، أوضح: “في بداية الأمر يوضع السكر وملح الليمون، ويطبخ في وعاء حتى يغلي، ومن ثم يضاف إليه النشا، ليصبح مثل القطر المغلي، وتخلط تلك المكونات أثناء الغليان في وعاء كبير بماكينة مثل الخلاط الحديث إلى أن تتماسك وتنضج جيدا”.

وأردف: “بعد أن تنضج تفرد على مسطح أمل أملس ومستوٍ، ومن ثم تقطع قطعا صغيرة، ثم يضاف إليها السكر الناعم مرة أخرى، وقبل ذلك تضاف إليها الصبغات والألوان حسب الرغبة إلى أن تصبح جاهزة للتناول لاحقا”.

وتنقل تلك القطع -وفق أبو أحمد- بعد خضوعها للعمليات السابقة، إلى محطة التغليف والتعليب؛ حيث توضع قطع الحلقوم في علب كرتونية صغيرة، ويضاف إليها السكر الناعم بعناية ودقة، بعد ذلك تزود الأسواق بها.

وذكر أبو أحمد أنه وعلاوة على الأصباغ التي تضاف إلى راحة الحلقوم، فإنه؛ وفي كثير من الأحيان، يوضع في الخلطة أنواع شتى من المكسرات التي تضفي طعما ومذاقا ورونقا آخر للراحة، وتجعلها مشهدا مغريا للزبائن.


المحافظة على الوجود
وكشف أبو أحمد عن محافظة تلك الحلوى على وجودها في مدينة نابلس، وبل وتوسعها رغم جميع التهديدات التي تعترض استمرارها.

وأضاف: “قبل خمسين عاما ويزيد، كان هناك فقط أربعة مصانع للحلقوم في مدينة نابلس، وكلها في البلدة القديمة، وهي مصانع القوقا، وشقو، والبيتاوي، والخليلي، واليوم يوجد في نابلس لوحدها أكثر من خمسين مصنعا لراحة الحلقوم”.
تهديدات ومعوقات
وعن التهديدات التي تعترض الحلقوم وصناعته، قال أبو أحمد: “لعل فتح الأسواق العالمية، وغزوها للسوق الفلسطيني جعل صناعة الحلقوم تتراجع، ولا سميا في ظل استيراد راحة الحلقوم من دول أخرى، وتحديدا سوريا المعروف عنها تميزها في هذه الصناعة، ووفرة المكسرات التي تدخل بشكل كبير في صناعتها”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات