السبت 03/مايو/2025

سجن أريحا.. تصفية حسابات بالتحطيم المعنوي

سجن أريحا.. تصفية حسابات بالتحطيم المعنوي

يدوسون عليهم بالأقدام ويبصقون على وجوههم صباح مساء.. هذا جزء من مشهد تراجيدي يتجسد يوميًّا في سجن أريحا المركزي التابع للسلطة في مدينة أريحا شرق الضفة الغربية.

اللافت للنظر أن ذلك لا يجري مع معتقلين محسوبين على حماس أو غيرها كما جرت العادة، بل إن الأمر مرتبط بالعشرات من أبناء وكوادر حركة فتح ممن اعتقلوا في الشهور الأخيرة سواء من أبناء المخيمات أو ممن اتهموا بأنهم محسوبون على القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان.

يروي معتقلون أفرج عنهم مؤخرًا لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” حكايات عن أشكال التعذيب التي تعرضوا لها، معربين عن صدمتهم، ومؤكدين وجود قرار من أعلى المستويات بتحطيمهم نفسيًّا قبل الإفراج عنهم.

ويقول أحدهم: “كان الضرب والتنكيل وجبات يومية لنا، نرمى في ممر مكبلين ومعصوبي الأعين، ثم يبدأ عناصر الأمن بالدوس علينا بأقدامهم في كافة أعضاء جسدنا”.

وأضاف: “في كل وقت وعلى مدار اليوم تسمع صراخ أناس يعذبون، بحيث يبقى الجميع في حالة من التوتر والخوف”.

تحطيم من الداخل

واستعرض آخر ما كان يجري معه يوميًّا، حين كان يمر عليه ضابط وهو مكبل ومعصوب العينين، وواقف على قدميه لأوقات طويلة؛ حيث يقترب من أذنه ثم يبصق بها ويغادر، مؤكدًا أن ذلك كان يتم معه كل يوم.

ونبه بأنهم تقدموا بشكاوى لممثلي منظمات حقوق الإنسان حول ما جرى معهم، ولكن دون جدوى أو ردة فعل.

واستعرض آخر كيف كان يعلق على بوابة الزنزانة طوال ساعات اليوم، بحيث تربط يداه من الخلف، ثم ترفع لأعلى بشكل قوس، ويترك معلقًا.

كما أشار إلى أن أحد الضباط كان يأتي إليه يوميًّا وهو مكبل إلى الخلف ثم يبدأ برفع يديه وهما مكبلتان وبشكل حاد، ما تسبب له بآلام شديدة استدعت تلقيه العلاج بعد ذلك.

وعدّ المعتقلون المفرج عنهم ممن تحدثوا لمراسلنا أن ما يجري من تعذيب في سجن أريحا المركزي يفوق الوصف، وهو عبارة عن مكان مخصص لتحطيم الإنسان من الداخل؛ بحيث يخرج وقد فقد الثقة في نفسه.

تصفية حسابات

وطالب المفرج عنهم المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية بأن ترفع صوتها تجاه ما يجري في سجن أريحا من تجاوزات تفوق الوصف.

وعن طبيعة المعتقلين في هذه الحملة ممن تعرضوا لهذه الممارسات، أشاروا إلى أن التهم التي وجهت لهم كانت تافهة، وأن غالبيتهم من مخيمي بلاطة وجنين والأمعري ومناطق أخرى من الضفة.

وأضافوا: “كل من شارك وحضر في المؤتمر الصحفي الذي عقدته بعض قيادات فتح في مخيم الأمعري قبل أشهر، اعتقلوا ولو لمجرد الحضور والاستماع، وكل من شارك في المؤتمر الشبابي في القاهرة كان مصيره سجن أريحا، إضافة لمن تلاحقهم السلطة من أبناء مخيمي بلاطة ومخيم جنين، على خلفية المواجهات التي دارت بين أمن السلطة ومسلحين”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

استشهاد رضيعة في غزة بسبب سوء التغذية

استشهاد رضيعة في غزة بسبب سوء التغذية

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مصادر طبية عن استشهاد طفلة، اليوم السبت، بسبب سوء التغذية وعدم توفر الحليب والمكملات الغذائية جراء الحصار الذي...