الإسراج الفلسطيني

يتهلل وجه المصطفى فرحاً وهو يرى المسجد النبوي يضيء فوق نوره نوراً! فيسأل عن صاحب السراج فيقال له: تميم الداري!
قدم من فلسطين حاملاً معه مشروع إنارة مسجد رسول الله وبحوزته قناديل وزيت، فدخلها يوم جمعة ثم أعد العدة وشد الحبال، وعلق القناديل، وصب فيها الماء والزيت، وجعل فيها الفتل، وانتظر اللحظة وقلبه يخفق مضطرباً بجلال الموقف وكمال الفضل الذي أجراه الله على يديه في إنارة مسجد نبيِّه فلما غربت الشمس أسرجها، فتلألأت المنورة فوق ضيائها فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد فإذا هو يزهر فدعا لتميم بكمال نور الله عليه في الدنيا والآخرة، بل أبدى الرغبة في مصاهرته لو كان عنده بنت عزباء.
كانت المكافأة بعد ذلك أكبر من شخص تميم فجاءت لتعم البلد المقدس الذي جاء منه، ومن أحق من رسول الله برد الجميل، ومن أحق منه بتقديم حمايةٍ لبلد باركه الله وجبر خاطر رسوله بزيارته ليرتفع من فوقه إلى سدرة المنتهى خاتماً للنبيين وإماما لهم، فألهمه الله حديثا ظل هو الأبرز في فقه نصرة بيت المقدس “فابعثوا بزيت يسرج بقناديله”، ليظل الوصية النبوية الأشهر لكل من نأى به جسده عن المكان وعاش بقلبه وجوارحه فيه، وأما مدد الزيت فكان مطلقاً لا يحدّ بشكل ولا بزمن وإنما يتعدد ويتقولب باختلاف العصور.
كان زيتاً بشرياً تمثل في تميم الداري، ثم بدا في شكله المعروف زيتاً مشتعلاً ينير بيوت الله، ثم توسع ليشمل كل خطوة ودعوة ومشروع وكلمة وووو.. تبقي المسجد منيراً بأنوار الهدى والصمود والثبات، إنارة إشعاع يعلق أنظار الأمة بذلك المكان؛ حيث سيتوهج مستقبل الإسلام مرة أخرى وأخيرة ستكون فيه الخلافة خلافة هداية وبيعة هدى.
لم تكن مصادفة أن يكون الإسراج الأول فلسطينياً لتكون من بعده العهدة النبوية والفتوى الدينية إلى الأمة برد الدَّينِ إلى ذات المكان المقدس بأمر المصطفى “فابعثوا” غير المحدود بزمن.
فهل يعود الزمان لنجد زيت الأمة يصب حيث أراد له الرسول صلى الله عليه وسلم فنرى مكة والمدينة وحواضر المسلمين تهب من زيتها ليبقى الأقصى منيراً عزيزاً؟!
لقد رجع أول صحابي أسلم من أهل فلسطين بعد لقاء رسول الله فأقطعه من أرضها ليكون هناك في استقبال الفاتحين الذين قدموا بعد سنين لا ينسون وصية المصطفى ولا يفرطون فيها.
وما زال أحفاده موجودين في انتظار الفاتحين الجدد ومدد الزيت فهل يطول الانتظار؟!
بدأ الإسراج من فلسطين، وسيعود إليها، فطوبى لمن كان له نصيب وسهم من نور الله.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

إصابة جنود إسرائيليين بصاروخ مضاد للدروع في حي الشجاعية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم السبت، بإصابة عدد من جنود جيش الاحتلال في قطاع غزة نيران المقاومة الفلسطينية. وقال...

جامعة كولومبيا تعلّق دراسة 65 طالبا احجوا ضد الإبادة في غزة
واشنطن - المركز الفسطيني للإعلام علقت جامعة كولومبيا دراسة 65 طالبا من "مؤيدي فلسطين" لمشاركتهم في احتجاج داخل المكتبة الرئيسية للجامعة يوم الأربعاء...

باكستان تطلق عملية “البنيان المرصوص” ضد الهند
إسلام أباد - المركز الفلسطيني للإعلام أطلقت باكستان فجر اليوم السبت، عملية عسكرية مضادة للهجمات العدوانية الهندية على أراضيها ومنشآتها العسكرية تحت...

لجنة أممية تحذر من خطر المجاعة والمرض على الفئات الهشة بغزة
جنيف - المركز الفلسطيني للإعلام قالت لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري إن نفاد الغذاء في قطاع غزة، إلى جانب الدمار الواسع...

إصابتان برصاص الاحتلال وهجمات للمستوطنين في الضفة
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب شاب فلسطيني برصاص الاحتلال في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، فجر السبت، في الضفة الغربية المحتلة، إثر اقتحام...

“الجهاد الإسلامي” تنعى القائد بسرايا القدس الشهيد نور البيطاوي
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام نعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشهيد نور عبد الكريم البيطاوي، القائد في "كتيبة جنين" التابعة لسرايا القدس،...

حماس: اغتيال المقاومين في الضفة لن يزيد شبابها الثائر إلا مزيداً من الإصرار على المواجهة
الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس أن سياسة الاحتلال الصهيوني باغتيال المقاومين وتصعيد استهدافه لأبناء شعبنا في الضفة الغربية؛...