مخطط ألون الاستيطاني.. فصل الضفة يدخل حيز التنفيذ

يرى المتتبع لسير الأمور على أرض الواقع فيما يتعلق بالاستيطان في الضفة الغربية، ويراقب حركة الزحف العمراني التي تشهدها المستوطنات الصهيونية، ومدى التوسع الحاصل على حساب الأراضي الفلسطينية؛ أن هناك شيئا يرسم في كواليس حكومة الاحتلال الصهيونية.

وما يعزز فرضية ما هو متوقع حول نوايا حكومة الاحتلال المتعلقة بالاستيطان، إقرار الأخيرة عدة مشاريع لإعادة هيكلة المستوطنات بهدف ربطها ببعضها البعض، ووصولا إلى تنفيذ ما يعرف بمخطط “ألون” الاستعماري؛ القاضي بفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها من خلال سلسلة من المستوطنات والكتل والبؤر  ابتداء من “ارائيل” وصولا إلى “معاليه افرايم” في منطقة الأغوار.

مخططات هيكلية

بشار القريوتي الباحث في شؤون الاستيطان، يؤكد أن مشروع “ألون” دخل حيز التنفيذ  فعليا من خلال حركة الاستيطان العلنية والسرية الموجودة في قرى قريوت وجالود وقصرة وصولا إلى ما يعرف بإصبع “ارائيل”.

وشدد القريوتي خلال لقائه مع “المركز الفلسطيني للإعلام” على أن حكومة الاحتلال الصهيونية أقرت في الآونة الأخيرة ستة من المخططات الهيكلية في المستوطنات في جنوب نابلس تهدف في نهاية المطاف إلى ربط المستوطنات ببعضها البعض ليُحوّل ما يعرف بمخطط “ألون” الاستيطاني إلى واقع على حد قوله.

وعن هذه المخططات، قال القريوتي: “تهدف هذه المخططات الهيكلية إلى ربط المستوطنات بعضها ببعض بناءً على ما هو مخطط من الاحتلال الصهيوني منذ فترة طويلة والحلم الصهيوني القائم على ربط المستوطنات مع ما هو معروف بـ”إصبع ارائيل” وتطبيق خطة “ألون” التي ستفصل شمال الضفة عن جنوبها”.

ويشير القريوتي إلى أن خطة الربط  تبدأ من مستوطنة “ارئيل” إلى “راحيل” مرورا “بعيليه”، ومن ثم “معاليه ليفونه” إلى “شيلو”، وصولا إلى بؤرة “عادي عاد” و”كديا”، وانتهاء بمستوطنة “معالي افرايم” في منطقة الأغوار، على حد قوله.

وتابع: “ارائيل يوجد فيها مخطط هيكليي يقضي بتوسيعها إلى جانب “رحليم” التي ستربط بـ”ارائيل” من خلال مخططين هيكليين، ومن ثم ربط رحليم بعيليه، وإلى شيلو التي حظيت بمخططين يربطها بالبؤر الاستيطانية كافة التي تتولى إداراتها والإشراف عليها”.

كارثة خطيرة

وكشف القريوتي أن مجلس المستوطنات الذي تدار منه كل المخططات الصهيونية يقع في مستوطنة شيلو التي تتولى مسؤولية ربط المخططات الهيكلية كافة لتحقيق الربط المقصود.

وذكر القريوتي بأن مخطط “شيفوت راحيل” الذي سيربَط مع بؤرة “أحياط” ليؤسس بينهما بؤرة استيطانية جديدة، سيُنقل مستوطنو عمونة المخلاة إليه، وأُصدر قرار بمصادرة آلاف الدونمات في تلك المنطقة لصالح هذا المشروع.

وختم القريوتي: “المئات بل الآلاف من الدونمات الزراعية ستكون ضحية لهذا المخطط الخطير الذي في حال نفذ كما هو مخطط له سيكون بمنزلة الكارثة أولا على صعيد أراضي المواطنين، ومن ثَم على صعيد فصل الضفة الغريية وتقسيمها، وإضافة مزيد من العقبات التي ستحول دون التواصل الجغرافي والبشري بينها كذلك”.