مقام لاوين.. معلم يمزج التاريخ بالتراث

على أطراف بلدة سيلة الظهر بين محافظتي نابلس وجنين يتربع مقام “ابن لاوي”، على تلة مطلة على مساحات واسعة من السهول السفوح الجبلي شمال مدينة نابلس، يحكي حكايات ومحطات من تاريخ عهود مرت عليها المنطقة.

يقول الباحث والدليل السياحي خالد تميم، إن مقام “ابن لاوي” يعد موقعًا تاريخيًّا وتراثيًّا، انطلاقًا من كونه ضريحًا لأحد الأولياء، وكان مزارًا للطرق الصوفية لعقود طويلة، موضحًا أنه مقام عثماني يقع على تلة أثرية تحتوي على تعدد حقب تاريخية، وهذه التلة تحتوي على مقام صوفي، والمكان حسب الخبراء موجود منذ العصر الحديدي حتى الآن.

وفي داخل المقام مجموعة من القبور لشهداء ثورة 1936 الذين استشهدوا مع الشيخ المجاهد عزالدين القسام، وكان آخر ترميم للمقام في عام 2008، وتم الاستفادة منه من قبل المجتمع المحلي بإشراف من البلدية.

وأضاف تميم لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن “مقام لاوين” تم بناؤه بواسطة حجارة تعود لفترات تاريخية وبقايا أعمدة بيزنطية ورومانية، ويحتوي على عدة غرف استخدمت مسجدًا وخلوة صوفي، منوهًا بأنه تعرض للهدم في الثمانينيات بعد خروج سليم القيم، وهو آخر معتكف صوفي.

null
مقبرة للشهداء

وأشار إلى أن قبور الشهداء بداخله تعود لعدد من شهداء ثورة عام 1936 في المقام، وهم شهداء معركة أحراش يعبد، مضيفًا أنه يوجد داخل الغرفة الأصلية في “مقام لاوين” شكل ضريح.

وقال تميم إنه تم ترميم المقام من خلال مؤسسة رواق وحكومة السويد، لصالح جمعية رعاية الشباب، إلا أنه تم الاعتداء على المقام وتدمير كل الأعمال التي تمت، وهذه الاعتداءات كانت أعمالاً تخريبية مقصودة، وكان منها حفر “ضريح لاوين” وقبورالشهداء أكثر من مرة بحجة البحث عن آثار وكنوز.

ويؤكد عماد حنتولي رئيس بلدية سيلة الظهر السابق أن المكان يعد موقعً في غاية الأهمية، والعبث به يعد استهتارًا بكنز في البلدة وعملاً غير مسئول، مشددًا على أن ضرورة الحفاظ على المكان  وصيانته واستقطاب الزائرين عليه.

من جانبه أوضح نائب رئيس مجلس بلدية سيلة الظهر فتحي أبو عصبة، أن بعض الصبية كانوا يلهون بمنطقة مقام لاوين، وبعدها قاموا بتكسير المقام وتخريبة، وأن البلدية تستنكر هذه الأعمال.  مؤكدا ان النية لدى البلدية لترميمه وإعادة تأهيله،  والحفاظ على المقام لأنه مكان اثري.

null
null