الأحد 20/أكتوبر/2024

تقليم أشجار العنب بغزة.. خبرة الأجداد يتناقلها الأبناء

تقليم أشجار العنب بغزة.. خبرة الأجداد يتناقلها الأبناء

منذ عشرة أيام تمتد راحاتهم الخبيرة لأعواد شجرة العنب الجافّة، يقصون العقل والأجزاء النافقة ليمنحوا الحياة والحيوية لشجرة توارثوا رعايتها أباً عن جدّ.
 
ويواصل مزارعو الشجرة الجميلة من منتصف فبراير مهمة تقليم العنب؛ التي تستمر حتى منتصف مارس، للتخلص من الأعواد والعقل النافقة وفتح المجال لبزوغ الأوراق في الربيع.
 
إنتاج وفير

في أحد بساتين العنب المجاورة لمدينة الزهراء والقريبة من الطريق الساحلي، يبدأ 4 أشخاص عملهم من السابعة صباحاً، يقلّمون في أعواد شجرة العنب استعداداً لظهور الأوراق الخضراء بعد أسابيع.
 
اعتاد منصور أبو عويض (71 عامًا) تقليم أشجار العنب في مثل هذا الوقت من السنة من عشرات السنين بآلية لم تتغير كثيراً وإنما زاد إتقانه لها مع الخبرة.
 

يقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “نعد عقدتين حتى أربعة عقد على الأكثر ثم نقص بقية الأعواد الجافّة، فلو تركناها كما هي تظل الشجرة ضعيفة وبعد ذلك نضع سواتر لحماية الشجرة من ملوحة هواء البحر، ونبدأ برفع الساق عن الأرض عبر عصي التسنيد”.
 
ويبدي أبو عويض إعجابه ببستان العنب الذي يقلّم فيه، مشيراً أن بساتين منطقة أبو مدين والشيخ عجلين أفضل بساتين غزة، فيما يختلف عنب منطقة الخليل التي عمل فيها قديماً بأن أشجاره قصيرة وقطوفه تتدلى فوق الصخور دون الحاجة لإسناده بالعصي.
 
ولا يخالط صوت مقص المزارع أحمد قرمان (56 عامًا) سوى صوت أمواج البحر المحاذية للبستان في مهمة اعتاد تكرارها كل سنة بقص الأعواد الجافة بعد (2-4) عقد لتنتج قطوف بعدد أكبر ومحصول وفير”.
 
ويتابع لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “نقص بعد عقدتين أو ثلاثة ومن يحبون وجود أوراق أكثر نقص لهم بعد 4 عقد، ولاحظت سيلان المياه من الأعواد ما يبشّر بموسم خصب وإنتاج وفير”.
 
هطول الأمطار

بشكل مواز، يقلّم المزارع صلاح أبو جبارة (54 عامًا)، الأعواد الجافّة كأصحابه، مشيراً أن هطول الأمطار بغزارة قبل أسبوعين انعكس إيجابياً على الأشجار.
 
ويرى أن شجرة العنب تحتاج لرعاية طوال السنة؛ حيث تتلو مرحلة التقليم مرحلة التسنيد ثم رش المبيدات والأسمدة قبل ظهور الأوراق في الربيع.
 
في آخر البستان يجلس الشاب غسان قرمان على ركبتيه، ويجمع الأعواد الجافّة التي قصها من قبل، ويحزمها في مجموعات يربطها بأحد الأعواد الطريّة.
 
ويضيف: “أتحرك خلفهم تماماً وأجمع ما يقصونه وأنظف محيط كل شجرة، فلابد أن يكون محيطها نظيفا استعداداً لتسنيد الشجرة، وهذه الحزم نستخدمها في إيقاد النيران”.
 


null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات