الثمانيني أبو أشرف.. حلاقة على أنغام الناي

يقبل عليه الزبائن للحلاقة خاصة من كبار السن؛ كي يسمعوا أنغام نايه؛ التي لا يمل ولا يكل من حمله أينما حل وارتحل.. إنه الكهل الثمانيني محمد مصطفى زهد “أبو أشرف” من مدينة سلفيت.
وعن بدايات عمله؛ يقول أبو أشرف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إنه بدأ العمل في مهنة الحلاقة منذ كان عمره تقريبا 12 عاما، وأجاد استخدام الناي، وورث المهنة عن أبيه مصطفى، وهو الآن يورثها لابنه ضياء.
إحياء الأعراس
وأشار إلى أن الزبائن في الأربعينات والخمسينات كانوا يعطونه أجرته بأرطال من القمح والشعير، تقريبا 12 كليوغراما من القمح أجرة حلاقة رؤوسهم طوال العام، وكان يشبب لهم بنايه وسط الفرحة والسعادة.
ويضيف أبو أشرف: “بعد ذلك صرت آخذ أجرتي قرشا أردنيا أو تعريفه، حسب الزبون، وصارت الأعراس في سلفيت وقراها المجاورة تطلبني كي أشبب لهم بنايي “شبابتي”، وكان العريس في السابق لا يمكن أن يزف إلا إذا كنت موجودا يسمع صوت الناي العذب والجميل، وتزيد بذلك البهجة والسعادة لدى أهالي العريس والعروس، والمدعوين من أصدقائه وأقربائه وأهالي منطقته.
وعن إقبال المواطنين على الحلاقة والاستماع لأنغام الناي يقول: “في الوقت الحالي قليل من يطلب الناي، وقليل يقبل على استخدام الناي في الأعراس نتيجة عدم الحفاظ على التراث، ونسيان الناس لتراثهم الجميل إلا من كبار السن الذين ما زالوا يريدون سماع الناي “الشبابة”، فقد تغيرت أمور كثيرة في حياتنا خلال السنوات الماضية، ولم نعد نحافظ على تراثنا الجميل إلا من قلة قليلة”.
وبرغم كبر سن أبو أشرف الذي جاوز الثمانين بعامين؛ إلا أنه ما زال يتقن استخدام الناي، ويرفض تركه رغم أنه أجريت له عملية قلب، ويقول إنه قديما “كان الناس أفضل من هالأيام، حيث كان التراث والتقاليد والأفراح والأعراس أجمل بكثير جدا من أفراح اليوم وأعراسه”.
أيام الزمن الجميل
ويروي أنه كان يحمل شنطة الحلاقة ومعه الناي، ويقوم بالحلاقة للعريس والتشبيب، وسط الدبكة الفلسطينية الفلكورية والتراثية الجميلة، وبعدة أنواع، خاصة نوع وصوت ناي يطلق عليه الطيارة الذي يتناغم مع أقوى أنواع الدبكة، وكنت أمزج مع الزجل الشعبي، الذي كان الشباب يحبونه كثيرا، ويطلبون مني كثيرا أن استخدمه لهم.
ويتحسر أبو أشرف على أيام زمان ويقول: “صحيح أن المال كان أقل والناس فقراء، لكن كانت تعاونهم وسعادتهم غامرة، وكان كل شيء فيه البركة والجمال، وكل عمل يقوم به الشخص يقوم به عن نفس، أي بنية صافية، وكان وقوف الناس مع بعضهم بعضا أقوى بكثير جدا، فكانت إذا حصلت مناسبة عند أي شخص ترى البلد جميعها واقفة معه، وكنا نغلق “التلفزيون إن شخص توفى في سلفيت لمدة ثلاثة أيام، دون توقف، ودون أن يطلب أحد منا ذلك، مواساة لأهل الفقيد؛ لكن اليوم تسمع الزوامير والجنازة في الشارع”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

كتائب القسام تعلن عن كمين مركب لقوة هندسة صهيونية شرق خانيونس
المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الاثنين، تنفيذ كمين مركب لقوة هندسة صهيونية وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح...

حماس تُثمن حصار اليمن الجوي على دولة لاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ثمّنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إعلان القوات المسلحة اليمنية فرضها حصاراً جوياً شاملاً على كيان الاحتلال...

القوات المسلحة اليمنية تُعلن فرض حصار جوي شامل على إسرائيل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت القوات المسلحة اليمنية، مساء اليوم الأحد، فرض حصار جوي على كيان الاحتلال الإسرائيلي، رداً على التصعيد...

حماس تثمن إعلان اليمن فرض حصار جوي على كيان الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام ثمّنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إعلان القوات المسلحة اليمنية فرضها حصاراً جوياً شاملاً على العدو الصهيوني، رداً على...

منظمات أممية تعلن رفضها الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات بغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام رفضت منظمات أممية وغير حكومية، المشاركة في الخطة التي يستعد الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذها في قطاع غزة بخصوص توزيع...

الاتصالات تُحذر من انقطاع الخدمة جنوب ووسط قطاع غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية، مساء اليوم السبت، أنها ستُنفذ أعمال صيانة اضطرارية على أحد المسارات الرئيسية في قطاع...

الدويري: عمليات القسام برفح تمثل فشلا إسرائيليا مزدوجا
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن عمليات كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)-...