الإثنين 05/مايو/2025

​الثمانيني أبو أشرف.. حلاقة على أنغام الناي

​الثمانيني أبو أشرف.. حلاقة على أنغام الناي

يقبل عليه الزبائن للحلاقة خاصة من كبار السن؛ كي يسمعوا أنغام نايه؛ التي لا يمل ولا يكل من حمله أينما حل وارتحل.. إنه الكهل الثمانيني محمد مصطفى زهد “أبو أشرف” من مدينة سلفيت.

وعن بدايات عمله؛ يقول أبو أشرف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إنه بدأ العمل في مهنة الحلاقة منذ كان عمره تقريبا 12 عاما، وأجاد استخدام الناي، وورث المهنة عن أبيه مصطفى، وهو الآن يورثها لابنه ضياء.

إحياء الأعراس

وأشار إلى أن الزبائن في الأربعينات والخمسينات كانوا يعطونه أجرته بأرطال من القمح والشعير، تقريبا 12  كليوغراما من القمح أجرة حلاقة رؤوسهم طوال العام، وكان يشبب لهم بنايه وسط الفرحة والسعادة.

ويضيف أبو أشرف: “بعد ذلك صرت آخذ أجرتي قرشا أردنيا أو تعريفه، حسب الزبون، وصارت الأعراس في سلفيت وقراها المجاورة تطلبني كي أشبب لهم بنايي “شبابتي”، وكان العريس في السابق لا يمكن أن يزف إلا إذا كنت موجودا يسمع صوت الناي العذب والجميل، وتزيد بذلك البهجة والسعادة لدى أهالي العريس والعروس، والمدعوين من أصدقائه وأقربائه وأهالي منطقته.

وعن إقبال المواطنين على الحلاقة والاستماع لأنغام الناي يقول: “في الوقت الحالي قليل من يطلب الناي، وقليل يقبل على استخدام الناي في الأعراس نتيجة عدم الحفاظ على التراث، ونسيان الناس لتراثهم الجميل إلا من كبار السن الذين ما زالوا يريدون سماع الناي “الشبابة”، فقد تغيرت أمور كثيرة في  حياتنا خلال السنوات الماضية، ولم نعد نحافظ على تراثنا الجميل إلا من قلة قليلة”.

وبرغم كبر سن أبو أشرف الذي جاوز الثمانين بعامين؛ إلا أنه ما زال يتقن استخدام الناي، ويرفض تركه رغم أنه أجريت له عملية قلب، ويقول إنه قديما “كان الناس أفضل من هالأيام، حيث كان التراث والتقاليد والأفراح والأعراس أجمل بكثير جدا من أفراح اليوم وأعراسه”.

أيام الزمن الجميل

ويروي أنه  كان يحمل شنطة الحلاقة ومعه الناي، ويقوم بالحلاقة للعريس والتشبيب، وسط الدبكة الفلسطينية الفلكورية والتراثية الجميلة، وبعدة أنواع، خاصة نوع وصوت ناي يطلق عليه الطيارة الذي يتناغم مع أقوى أنواع الدبكة، وكنت أمزج مع الزجل الشعبي،  الذي كان الشباب يحبونه كثيرا، ويطلبون مني كثيرا أن استخدمه لهم.

ويتحسر أبو أشرف  على أيام زمان ويقول: “صحيح أن المال كان أقل والناس فقراء، لكن كانت تعاونهم وسعادتهم غامرة، وكان كل شيء فيه البركة والجمال، وكل عمل يقوم به الشخص يقوم به عن نفس، أي بنية صافية، وكان وقوف الناس مع بعضهم بعضا أقوى بكثير جدا، فكانت إذا حصلت مناسبة عند أي شخص ترى البلد جميعها واقفة معه، وكنا نغلق “التلفزيون إن شخص توفى في سلفيت لمدة ثلاثة أيام، دون توقف، ودون أن يطلب أحد منا ذلك، مواساة لأهل الفقيد؛ لكن اليوم تسمع الزوامير والجنازة في الشارع”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات