كهف وتوابيت وذهب.. آثار عمورية بين السرقة والإهمال

تقع قرية عمورية الصغيرة، جنوب نابلس، على بعد قرابة 500 متر هوائي  من مدينة سلفيت، وهي برغم صغرها جرى فيها حدث كبير وغير معتاد  قبل سنوات، وهو قيام طائرة مروحية عسكرية ضخمة بها وزير  حرب الاحتلال وقتها “موشيه ديان” بالهبوط فوق جبلها.

يقول أهالي القرية لمراسلنا: “بعد الاحتلال عام 67، وتحديدا في عام 1975 تفاجأنا بهبوط طائرة مروحية عسكرية، ليخرج منها وزير حرب الاحتلال وقتها “موشيه ديان” ومن ثم يتوجه نحو كهف أو مغارة  نسميها في القرية “القطعة”، ومنها أخرج تابوتين اثنين من الحجارة المنحوتة بدقة وبشكل جميل لافت للنظر ومغلقين، وحمّلا في الطائرة المروحية التي غادرت على الفور وسط دهشتنا واستغرابنا”.

رواية الذهب

ويتناقل بعض المواطنين رواية أنه يوجد في التابوتين ذهب، وهي رواية لا يوجد ما يؤكدها، حيث إن الاحتلال يتكتم ولا يخبر أحدا بما يوجد في التابوتين، إلا أن أهالي القرية يشيرون إلى وجود شيء ثمين فيهما وإلا لما أتى وزير حرب الاحتلال بنفسه ليستخرجهما ويسرقهما ويخرج سريعا من القرية.

وعن حال المغارة أو الكهف الذي وجد بداخله التابوتان؛ ناشد مجلس قروي عمورية ترميم مغارة “القطعة” فميزانية المجلس لا تستطيع ترميم الكهف والحفاظ عليه، وقد بدا عليه الإهمال، وأصبح مكبا للنفايات رغم أنه كهف مهم من الناحية التاريخية والتراثية والأثرية، وهو معلم بارز في قرية عمورية.

ويطالب مجلس قروي عمورية بعمل سياج وبوابة لموقع الكهف وإزالة ما لحق  به من نفايات، ويعتبون على وزارة الأوقاف ووزارة السياحة والآثار؛ حيث تقع المغارة في ارض تابعه لوزارة الأوقاف.

كما يوجد في قرية عمورية شجرة توت عتيقة، وهي أمام مسجد قديم يقال إنه مسجد عمري، وبعد انهيار المسجد القديم بنى أهل القرية مسجدا مكانه ويقدر عمر التوتة بأربعمائة عام وأكثر.

مصادرة الآثار

بدوره الباحث د. خالد  معالي من سلفيت أكد رواية أهالي القرية، وأشار إلى أن مواطني سلفيت خاصة من كبار السن يقصون حادثة مصادرة التابوتين، ويرددونها، وأن عملية مصادرة الآثار والاستيلاء عليها تكررت في أكثر من موقع في سلفيت، كما في قرية دير سمعان الأثرية غرب سلفيت، من سلطات الاحتلال، عبر طواقم من وزارة الآثار “الإسرائيلية”.

ولفت معالي إلى أن عملية مصادرة الآثار تعدّ جريمة حرب بنظر القانون الدولي ومخالفة لاتفاقية جنيف الرابعة، التي تمنع تدمير أو تخريب أو مصادرة الآثار؛ كونها ملك الحضارة الإنسانية جمعاء.

وتقع قرية عمورية على مسافة 26 كم للجنوب من مدينة نابلس، يصلها طريق بطول حوالي 4 كم الى قرية اللبن الشرقية المجاورة، و ترتفع عن سطح البحر 560 م وتبلغ مساحة القرية (حسب مخطط وزارة الحكم المحلي) 120 دونما يزرع فيها أشجار الزيتون واللوز، يحيط بأراضيها قرى اللبن الشرقية، الساوية، سلفيت، خربة قيس.