فلسطينيي الخارج يختتم أعماله بالدعوة إلى هيكلة منظمة التحرير

دعا المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، مساء اليوم الأحد، في ختام أعماله التي استمرت يومين في إسطنبول، إلى إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية، بإجراء انتخابات ديمقراطية شفافة، فيما تمسك بحق العودة وخيار المقاومة للتحرير.

وأكد المؤتمر في بيانه الختامي الذي حصل “المركز الفلسطيني للإعلام” على نسخةٍ منه، أن “اتفاقية أسلو، وما تبعها من تنازلات، ألحقت ضررا كارثيا بحقوق الشعب الفلسطيني”، منبها إلى أنه “سيعمل على إخراج منظمة التحرير من الاتفاقية المشؤومة”.

وشدد على أن تطوير دور فلسطينيي الخارج، ومشاركتهم بالقرار السياسي، “يجب أن يستند لإعادة هيكلة منظمة التحرير؛ بإجراء انتخابات ديمقراطية وشفافة لانتخاب مجلس وطني جديد يفرز لجنة تنفيذية تكون قادرة على وضع برنامج وطني جامع بعد إعلان التخلص من اتفاقية أوسلو وتصفية تركتها الضارة بحقوق الشعب الفلسطيني”.

وفي توصيف المؤتمر، الذي عقد تحت شعار “مشروعنا الوطني طريق عودتنا” أوضح أنه “إطار شعبي جامع لتفعيل دور فلسطينيي الخارج، في معادلة الصراع الصهيوني وفق استراتيجية فلسطينية واضحة”، مشددا على أن أبوابه مفتوحة لأبناء الشعب الفلسطيني.

مخرجات عملية

ومن المخرجات المهمة للمؤتمر؛ التوافق على اعتماد تسمية “المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج” برئاسة الدكتور أنيس فوزي قاسم، وينبثق عنه هيئة عامة يرأسها سلمان أبو ستة ولها ثلاثة نواب وأمين للسر، وانتخب ماجد الزير ونائلة الوعري نائبين، على أن يجرى التوافق على الثالث، فيما انتخب محمد الأنصاري أمينا للسر.

كما اختير المفكر منير شفيق أمينا عاما، وهشام أبو محفوط نائبا للأمين العام، واعتمد إضافة عضوية 30 من الشباب للهيئة العامة، واعتماد تشكيل لجنة القدس.

التمسك بالمقاومةوفي إطار المواقف، أكد حق الشعب الفلسطيني بممارسة أشكال النضال كافة، ضد الاحتلال “الإسرائيلي”، وعد ذلك حقا شرعيا كفلته جميع المواثيق.

وقال إن “الاحتلال يخوض حربَ حدود لا حرب وجود، وهو ما يفسر لماذا أسقط الاحتلال كل حلول التسوية، بما فيه حل الدولتين، بل يطالبون باعتراف عربي بيهودية الدولة”.

وتابع: “مع الإخفاق الذريع لخيارات التسوية، وتنكر الاحتلال لحق العودة، فلا بد من توحد الشعب الفلسطيني على قاعدة المقاومة والثوابت”.

ودعا المؤتمر إلى إطلاق طاقات الشباب الفلسطيني، حيثما وجدوا، وإلى تشجيع المبادرات الشعبية في كل المجالات.

وأكد المؤتمر أن الشعب الفلسطيني جزء أصيل من الأمتين العربية والإسلامية، وأن مصالحه امتداد لمصلحتهما، داعيا إلى تعزيز الدور العربي والإسلامي للوصول إلى حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة.

بوصلتنا فلسطين

وجاء في البيان الختامي، أن المؤتمر الشعبي الفلسطيني ينأى بنفسه عن التدخل بالمحاور العربية، ويعلن أن بوصلته فلسطين، وليس طرفا بالتجاذبات السياسية، داعيا إلى تحييد المخيمات حيث وجدت، عن دوائر الصراع فيها.

وطالب البيان الختامي الدول العربية الشقيقة كافة، وجميع الدول التي تحتضن الشتات الفلسطيني، بتوفير سبل الحياة الكريمة، وحرية التنقل والسكن، والتي لا تنتقص من حقهم بالعودة.

وأكد تغليب المصلحة الفلسطينية العليا على أية ولاءات خاصة، مشددا أن مظلته هي فلسطين والوطن والشعب.

تفعيل دور الشتات

وقرر المؤتمر إطلاق مسارات ومبادرات جامعة تأسيسا على تراكم جهود شعبنا في مراحل النصال لكافة، كما بحث تفعيل دور فلسطينيي الشتات بالمسارات الإعلامية والاجتماعية والاقتصادية والإعلانية والجماهيري.

وأكد أن المؤتمر يشكل دعوة خالصة وصرخة عالية للعودة للتمسك بالثوابت والوحدة واستعادة روح المقاومة والتضحية.

وسجل المؤتمر اعتزازه بتمسك أبناء الشعب الفلسطيني بحق العودة لأرضهم، “وهو حق جماعي وفردي لا رجعة عنه وغير قابل للتصرف”.

وطالب الفصائل الفلسطينية بالوحدة على قاعدة الالتزام بخيار المقاومة.

وحيا المؤتمر الجمهورية التركية لاستضافتها المؤتمر، كما أشاد بصمود أهلنا في القدس وانتفاضتهم الباسلة، داعيا الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى دعم صمودهم، والحفاظ على الهوية الفلسطينية ومنع ذوبانها.

تحية انتفاضة القدس

وأكد البيان أن الرد على السياسة الاحتلالية الصهيونية لا يكون إلا بتأكيد الحق الكامل غير المنقوص بإقامة الدولية الفلسطينية وعاصمته القدس.

وأشاد البيان الختامي بـ”الانتفاضة الفلسطينية الشبابية الثالثة”، وأنها جاءت بمنزلة بدء مرحلة جديدة لدحر الاحتلال وإزالة آثاره.

وانطلق المؤتمر أمس، السبت، بمشاركة أكثر من 6 آلاف فلسطيني، منهم 3500 قدموا من خارج تركيا.

وتتجاوز أعداد فلسطينيي الخارج 6 ملايين، يتوزع معظمهم لاجئين في الأردن ولبنان وسوريا ودول الخليج، فيما يعيش مئات الآلاف منهم في الدول الأوروبية والولايات المتحدة ودول أخرى حول العالم.

للحصول على وثيقة البيان الختامي اضغط هنا