الجمعة 28/يونيو/2024

فلسطين تجمع شتات أبنائها في مؤتمر إسطنبول

فلسطين تجمع شتات أبنائها في مؤتمر إسطنبول

لم تقس عليهم مطلقا، وهي الثكلى بفقدهم، سبعون عاما على نكبتها، وهي تسعى لجمعهم على ثراها، لم ترفع الراية البيضاء، وكلها ثقة بيوم قريب تحتضنهم جميعا.

من خمسين دولة حضر زهاء (6000) من أبنائها، يعاهدونها أن يكون مؤتمرهم القادم في القدس، يزفونها كالعروس، يهتفون باسمها، ويرددون أجمل الأهازيج على قلبها، كل منهم يريد رضاها، فهي أول العشق ومنتهاه.

ترقب بأعينهم نظرة تحدٍّ تشع بأمل العودة، فذاك حضر من مخيم عين الحلوة بلبنان، يتسامر مع أخيه الفلسطيني من مخيم البقعة بالأردن، عن أحوال قريتهم في بيت لحم، فكلاهما تصادف أنه من نفس القرية بتير، طال نقاشهما بتفاصيلها، وقد اختلفا في سبب تسميتها، ولكنهما تعاهدا بالنهاية أن يتزاورا على أرضها.

ومن القدس، أسير عاش مرارة المعتقل، وقد التقى زميله في الأسر وقد أبعد إلى تركيا، احتضنا بعضهما طويلا، قبل أن تلتئم حولهما حلقة عريضة، يسردان خلالها بطولة الأسرى وصمودهم.

في خضم تلك الصور والجلسات، حاج ينأى بنفسه مطرقا، وقد بلغ السبعين، وهو المبعد إلى قطر منذ ما يزيد عن خمسين عاما، يقول الحاج أمين النتشة (أبو فراس)، لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، “لم أشعر يوما بالدفء بعيدا عن فلسطين، وكل من يتنازل عن قيراط صغير منها ليس منا ولا نحن منه”.

بحماسة الشباب، يبدي استعداه لكي يحمل السلاح مجددا، وقد قاتل اليهود في العام 1968م، مع والده المرحوم يوسف النتشة، يؤكد: “نحن ما زلنا على نفس الطريق، الذي أسرنا وأبعدنا من أجله، لن نقبل بغير فلسطين دولة نعيش فيها”.

يجول الحاج “أبو فراس” بخياله في قريته “خزق الفار” بالخليل، يصف تفاصيلها بدقة، فهي الشابة التي لم تكبر، يتحدث عن ذكرياته مع لعبة الجلول (كرات زجاجية صغيرة، بألوان و أحجام مختلفة)، في زقاق وحواريها، يعاهدها على العودة.

ظنناه يمزح عندما قال اسم قريته، أعدنا عليه السؤال، فبدأ يسرد علينا سبب التسمية، قائلا: “سمي كذلك لضيقه وكثافة الزائرين والوافدين للخليل القديمة من خلاله، وكل هذا حسب الرواية الشعبية التي تناقلها الأجداد، أما اسمه الحقيقي فهو “القصبة” حيث يتفرع من خلاله عدة أسواق، كسوق اللحامين، الحصرية، الخواجات أو الأقمشة، الزيت، وغيرها من الأسواق التي عرفت بها الخليل القديمة”.

ويطالب من خلال مشاركته بمؤتمر فلسطينيي الخارج بتمثيل حقيقي للفلسطينيين بالشتات، وقد جاء لإيصال رسالة، بأن الحق الفلسطيني لا بد له من قوة تحميه، وأن على كل فرد من أبناء هذا الشعب واجب دعم قضيته ونصرتها.

ومن الأردن شيخ آخر أحدودب ظهره، بالكاد يمشي متكئا على عكازه، لم يترك فعالية لنصرة فلسطين إلا وشارك فيها، رغم سنيه التسعين، تعرفه “إسرائيل” جيدا وقد كان أحد أبطال أسطول الحرية.

يؤكد الحاج إسماعيل نشوان لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: ” أنا مُتفائل بالعودة إلى فلسطين أكثر من أي وقت مضى، وسأظل أشارك بأي فعالية لنصرة القضية الفلسطينية، طالما الدماء تجري في عروقي”.

ويردد مستهزئا، ما كان يقوله قادة الاحتلال الصهيوني، “بأن الكبار يموتون والصغار ينسون” (في إشارة إلى الشعب الفلسطيني)، ويقول: “لدي 80 حفيدا، كلهم يريدون العودة إلى قرية الدوايمة بالخليل، فكبارنا يموتون.. لكن صغارنا لا ينسون”.

مشاركة الحاج نشوان (أكبر المشاركين عمرًا) في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج تكتسب رمزية خاصة، وتبعث روح الأمل في التحرير والعودة، وتشير إلى أن شيوخ فلسطين وشبابها متمسكون بحقوقهم المشروعة وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني من البحر إلى النهر.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات