الثلاثاء 02/يوليو/2024

شابة فلسطينية تكتب المصحف الشريف بخط يدها

شابة فلسطينية تكتب المصحف الشريف بخط يدها

على كرسي خشبي بالقرب من نافذة مطلة على مبان قديمة تذكر بالزمن الجميل، وبجانب أقلامها التي عشقتها ونسجت معها علاقة من نوع آخر، تخط الشابة الطموحة بيدها أجمل وأعذب الكلام.

الشابة سعدية العقاد صاحبة الـ24 عاما، والتي بدأت وبكل عزيمة وإصرار طريقها في كتابة القرآن الكريم بخط يدها، متجاوزة التكاليف المادية التي كانت تسير معها.

كانت البداية قبل عامين ونصف، بعد أن راودتها الفكرة وبدأت بكتابة أول صفحة من كتاب الله عز وجل، لتلقى تشجيعا وترحيبا من الأهل والأصدقاء، ما دفعها لمواصلة الطريق بأن تنهي كتابة المصحف الشريف.

وفي منزلها المتواضع الكائن بمنطقة الكتيبة في الغرب من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، تجلس الشابة التي أنهت تخصص إدارة الأعمال لتزين أوراق دفترها بآيات القرآن الكريم مستعينة بالله عز وجل وبالصبر والمثابرة.

ومع بداية شهر مايو عام 2014م، بدأت العقاد رحلتها في كتابة المصحف الشريف، لتبدأ مرحلة جديدة من حياتها.

وقالت الشابة لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إنها استمرت في كتابة المصحف مدة عامين ونصف، من (شهر مايو عام 2014م، حتي شهر يناير عام 2017م)؛ حيث انتهت من كتابته بتاريخ 15 يناير 2017م.

دوافع عدة قادت سعدية لكتابة المصحف الشريف أبرزها: طاعةً وتقرباً لله سبحانه وتعالي، وهبةً عن أرواح الشهداء جميعاً وتخص بالذكر أخاها الشهيد نور الدين شريف العقاد، إضافةً إلى توعية الأجيال والطلائع لتشجيعهم على كتابة المصحف وزرع بذور الإصرار وإبراز مواهبهم المدفونة.

وتعمل العقاد حالياً سكرتيرة إدارية في مدرسة بنات خان يونس الابتدائية “أ” تحت نظام عقد لمدة سنة لدى وكالة الغوث لإغاثة وتشغيل اللاجئين، بعد أن أنهت تخصص إدارة الأعمال من جامعة الأقصى عام 2014م.

واستخدمت الشابة اليافعة الكتابة بالرسم العثماني الجميل المتعارف عليه بالمصاحف، حيث بلغت عدد صفحات المصحف كاملة التي نسختها (522) صفحة، بجانب دعاء ختم القرآن الكريم والفهرس.
وأضافت: “لم أتلق أي دورات، ولم أتعلم الخط العثماني من قبل؛ بل كان رسماً ومحاكاة للرسم العثماني في المصحف الشريف”.

واعتمدت العقاد خلال كتابتها على ورق A4  (ورق الطباعة المتعارف عليه)، وقلم الخط العربي، وقلم الحبر PILOT لتشكيل ووضع علامات المصحف، إضافة للأقلام الخشبية الزرقاء لتجميل جوانب وحدود المصحف بالشكل النهائي.

وأوضحت خلال حديثها: “لم أتلق أي دورة بشأن الخط العربي”؛ حيث إنها تمتلك موهبة خاصة في الكتابة منذ الصغر، لافتةً أنها اعتمدت على مادة الخط العربي بالجامعة.

وحول سؤالها عن إمكانية وضعها النسخة في متحف أو مكان عام يطلع عليه عامة الناس، أجابت: “إذا لزم الأمر سيتم وضعه في متحف؛ وذلك سيكون شرفاً كبيراً لي”، موضحة أنها ستتواصل مع وزارة الأوقاف بخصوص هذا الشأن.

وقالت: “بإذنه تعالى بعد انتهاء عقدي الحالي سأتواصل مع وزارة التربية والتعليم العالي ومكتب وكالة الغوث لإغاثة وتشغيل اللاجئين، للسماح لي بالقيام بحملة توعية لدى طلاب المراحل الدنيا والعليا، والقيام بدورة خط مكثفة وتشجيعهم على كتابة مصحف بطريقة جميلة وفاعلة في إطار فني جميل”.

وأشارت إلى أنها لم تواجه الكثير من العقبات؛ بل كانت هناك بعض الصعوبات التي عملت على تذليلها بالإصرار والإرادة والعزيمة، واضعة قول الشاعر محمود درويش (على هذه الأرض ما يستحق الحياة) نصب عينيها.

وعن رسالتها وطموحاتها ورؤيتها المستقبلية، بيّنت أن رسالتها في الحياة هي إنشاء جيل مبدع في طاقاته وقدراته قادر على كتابة المصحف وليس فقط حفظه وقراءته.

وتطمح العقاد بأن تصبح كاتبة وأديبة مشهورة، يحذوها الإصرار والإلحاح لوصولها لمكان راقٍ ومتميز في عالم الأدب.

وتوجهت سعدية بالشكر والتقدير لأهلها وأصدقائها وعائلتها الذين شجعوها للوصول لهذه المرحلة من النجاح، وعلى رأسهم شقيقها علاء وزوجته اللذان ساعداها في صنع الغلاف اليدوي والتطريز الفلسطيني حتى خرج بهذا الشكل والرونق والجمال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقتل مستوطن بعملية إطلاق نار قرب نابلس

مقتل مستوطن بعملية إطلاق نار قرب نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام قتل مستوطن بعملية إطلاق نار -الثلاثاء- بالقرب من مستوطنة "هار براخ" المقامة عنوة على أراضي المواطنين في قريتي بورين...