تقلب صرف العملات يرهق جيوب المواطنين

فرح المواطن ناصر أبو بكر للهبوط الحاد في سعر صرف الدولار منذ مطلع الشهر الجاري، والذي تفاقم في الأيام الأخيرة، نظرًا لما يمثله ذلك من فائدة كبيرة له في سداد قرضه الذي استدانه من البنك بالدولار الأمريكي.

وفي المقابل بدت علامات الامتعاض على حسين شواهنة الذي يتقاضى راتبه بالدولار الأمريكي؛ حيث تكبد خسارة ملحوظة في راتبه لانخفاض سعر صرف الدولار.

وسجل سعر صرف الدولار انخفاضا من 3.9 شيقل إلى 3.7 شيقل خلال فترة قصيرة، فيما شهدت الأيام الماضية الانخفاض الأكبر، ويخشى من انخفاض أكبر خلال الفترة المقبلة.

ويتقاضى نحو 25% من الفلسطينيين العاملين رواتبهم بالدولار الأمريكي والدينار الأردني، وهذه الشريحة تكون مكشوفة أمام تقلبات العملات التي تضرب الأسواق؛ فيما لا يتأثر باقي الموظفين بشكل مباشر كونهم يتقاضون رواتبهم بالشيقل الإسرائيلي.

ويعاني الأفراد والشركات والمؤسسات من هذه التقلبات، والتي يرى الخبير الاقتصادي الدكتور نصر عبد الكريم أنها تثقل فاتورة الفلسطينيين.

فلسطين تتأثر أكثر من غيرها
وأشار لمراسلنا إلى أن فلسطين تتأثر أكثر من غيرها من انخفاض الدولار، نظرا لعدم وجود عملة فلسطينية ما يزيد من حدة الانكشاف.

وأضاف: دائما هناك مستفيد وخاسر من هبوط وارتفاع العملات، فالحكومة الفلسطينية تتلقى مثلا المساعدات الدولية بالدولار، فيما تدفع رواتب موظفيها بالشيقل، ما يعني أن هبوط الدولار يتسبب بمخاسر.

وكذلك فإن نحو ربع الموظفين في القطاعات المختلفة الأخرى يتقاضون رواتبهم بالدولار أو الدينار الأردني المرتبط به وهؤلاء يخسرون أيضا.

وأردف أنه لا يتوقع هبوطا أكثر خلال العام الجاري للدولار، رغم سياسات ترمب المعلن عنها تجاه الاقتصاد وتحفيزه، فانخفاض الدولار يعزز الصادرات الأمريكية؛ متوقعا ألا ينحدر أكثر، وأن يعود للاستقرار مجددًا.

وشدد على أنه لا يمكن تحديد سقف زمني لحدوث ذلك الاستقرار؛ لأن العملات تختلف بين لحظة وأخرى، إضافة إلى العوامل السياسية والاقتصادية ومستوى التوتر كالذي حدث مع المكسيك والصين مثلا.

اضطراب 
ويشير التاجر وائل تركمان في حديثه لمراسلنا إلى أن التجار يتأثرون كثيرا من هذه التقلبات، والتي تنعكس على المستهلك مباشرة؛ “فنحن نستورد بالدولار، ونبيع بالشيقل”، وفق قوله.

وأكد أن هذه إحدى تأثيرات الاحتلال السلبية، فلا يوجد مجتمع في العالم يتداول محليا بثلاث عملات رئيسة سوانا.