السبت 03/مايو/2025

وهم حل الدولتين

مصطفى الصواف

مرة أخرى يحاولون خداع أنفسهم قبل خداعنا أن الرفض الصهيوني لحل الدولتين فشل بسبب قدوم ترمب للبيت البيت كونه يهوديًّا من المرتبة الأولى ومنحازًا للكيان إلى حد الثمالة، وكأن من سبق ترمب من رؤساء أمريكان منذ جورج الأب وجورج الابن وكلنتون وأوباما كانوا يدعمون حل الدولتين ولكن الوقت لم يمنحهم الفرصة لتحقيق ذلك. والحقيقة أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة وصولا إلى الإدارة الأمريكية الحالية جميعهم أضاعوا الوقت حتى نصل إلى ما وصلنا إليه في عهد ترمب؛ وهو التخلي العلني عن وهم السلام تحت وهم حل الدولتين.

أوسلو زرعت بذور الفشل الذي نجنيه اليوم أو تجنيه السلطة وعباس الذي أصرّ على مواصلة طريق أوسلو ولم يعترف بأنه طريق سيقود إلى فشل مشروعه للوهم (السلام)، ولا زال يعول على جهات هي سبب رئيس في ضياع حقوق الشعب.

لقد قدمت سلطة أوسلو كل ما تريد (إسرائيل) وزيادة؛ لاحقت المقاومة، وسلمت المقاومين، واسألوا من سلم خلية صوريف، ومن شارك باغتيال الشهيدين عماد وعادل عوض الله، ومن تسبب في اعتقال حسن سلامة، ومن سلم سعدات ومجموعة اغتيال زئيفي، ومن سلم عبد الله البرغوثي ولو بطريق غير مباشر، ومن سهل اعتقال اللواء الشوبكي والأسير مروان البرغوثي، والقائمة تطول ويصعب حصرها، الشاهد أن سلطة أوسلو لم يبق لها شيء يمكن أن تحاسب عليه، حتى إن عباس شارك في جنازة الإرهابي بيرس، ولم يسمح له بالمشاركة في تشييع جنازة أي شهيد فلسطيني أو نعيه كشهيد خشيةَ محاسبته عليها، وآخر ما فعله أن حرم الأسير مروان البرغوثي من أن يكون نائبا له في زعامة حركة فتح خشية اتهامه بدعم ما يسمى (الإرهاب) المقاومة؛ كون الاسير البرغوثي دعم كتائب شهداء الأقصى في انتفاضة الأقصى، ولأسباب أخرى ومن يريد معرفتها ليسأل فدوى البرغوثي.

“حل الدولتين” مشروع ولد ميتًا، وجرت خلفه سلطة عباس لتبيع الشعب الفلسطيني وهم الدولة والسلام، وجميعنا سمع ما سماه فياض بناء مؤسسات الدولة، وفي النهاية ذهب فياض وذهبت مؤسسات الدولة ليصحوا على فساد مؤسسات الدولة من رأس الهرم حتى قاعدته.

أربعة وعشرون عاما لم يدرك خلالها عباس وفريق الحياة تفاوض َأن (إسرائيل) لن تمنح الفلسطينيين دولة وقالها العرب (هل الحداية بتوزع صيصان؟!)، والسياسة تقول لا تستجدى الدول على طاولة المفاوضات.. أربعة وعشرون عاما و(إسرائيل) تمنّي وتفاوض وتسوف، وعباس والسلطة تجري خلفها وخلف الوعود 99 موعدًا، الدولة 204 موعد الدولة، وهمٌ كبير أوصلنا إلى حقيقة صدح بها الغيورون على الأرض، وحاول تجار القضية إغماض أعينهم عنها وقبلوا بالدنية 22% من أرض فلسطين، ولم ينالوها، ليعلن الجميع بعد إضاعة الوقت موت حل الدولتين والذي شيعناه إلى مثواه الأخير منذ أوسلو تقسيم الشعب والوطن.

الحقائق باتت جليه أمام تجار القضية؛ القدس الموحدة عاصة (إسرائيل)، غور الأردن أمن (إسرائيل)، يهودية الدولة، والدولة الفلسطينية إما شرقا أو جنوبا، جنوبا حيث المشروع الذي يخطط له ترمب و(إسرائيل) وسينفذه السيسي وهو مشروع الدولة الفلسطينية في غزة وجزء من سيناء، وهذا ما ستكشفه الأيام القادمة، أما الضفة الغربية فهي (يهودا والسامرة)، والفلسطينيون ممن سيبقى فيها سيحملون إقامة للعيش والعمل.

ولكن نقولها للجميع: هل نسيتم أن هناك شعبًا اسمه فلسطين تمكن بإيمانه في حقه بأرضه وإقامة دولته على كامل ترابه من إفشال كل مخططات تصفية القضية منذ بدايات القرن الماضي وحتى يومنا الحاضر؟ فالشعب الفلسطيني اليوم هو أكثر وعيا لما يخطط له، وسيكون الصخرة التي ستتحطم عليها كل مخططات ومشاريع التصفية، وسيكون ما يصبو إليه الحق، وما دونه رخيص.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...