تقارير

البلدة القديمة في دير استيا.. حضارة ضاربة في جذور التاريخ

السبت 18/فبراير/2017 الساعة 8:34 صباحًا

في وسط بلدة دير استيا شمال محافظة سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة، تتربع البلدة القديمة، وهي النواة الأصلية لها، شامخة ما تزال تحافظ على وجودها رغم مرور العصور والأيام.

ويفخر أهالي البلدة بمواصلة حفاظهم على تلك المدينة القديمة وعدم هجرها، من خلال أعمال الترميم فيها، والبقاء فيها للسكن، إلى جانب إقامة مؤسسات محلية فيها.

نموذج فريد
الباحث عبد القادر عقل أحد أبناء البلدة، يشير إلى أن البلدة القديمة في دير استيا، تمتاز بمحافظتها على طبيعتها التراثية؛ حيث يبرز ذلك في أزقتها وحواريها وأسبطتها المقوسة وأبنيتها القديمة، عادًّا إياها أنموذجاً رائعاً وفريداً للمعمار الفلسطيني الريفي الأصيل.

وقال، إنها تحتضن المضافات التي لا تزال ماثلة للعيان وشاهدة على طيبة الأصل والجود وكرم الضيافة؛ حيث كانت تقدم موائد الطعام في هذه المضافات للضيوف القادمين للبلدة، وكذلك لعابري السبيل، وكانت المضافات محل نوم لهم وسبات.

كما تحتوي البلدة القديمة على عدد من المؤسسات الأهلية والخيرية ومؤسسات المجتمع المدني، والتي اتخذت من البلدة القديمة مقرات لها.

ومن هذه المؤسسات: مركز صبايا ديراستيا، مركز أطفال ديراستيا، نادي ديراستيا الرياضي، اتحاد الشباب الفلسطيني، والعيادة الطبية المجتمعية التابعة لاتحاد الشباب الفلسطيني.

تاريخ وحاضر
من جهته يقول سعيد زيدان، رئيس بلدية دير استيا، إن البلدة القديمة عريقة وقديمة جدا، حيث بنيت على ثلاثة عهود متعاقبة، فيرجع بناؤها الأصلي للعهد الروماني في فلسطين، ولكن المباني الرومانية غير ظاهرة للعيان لأنها موجودة تحت البلدة القديمة الحالية.

وأضاف أن المباني الموجودة حاليا ترجع للعهدين المملوكي والعثماني، فالبناء المملوكي فيها يعود إلى 600 سنة، بينما البناء العثماني إلى 300 سنة.

وكانت البلدة القديمة في دير استيا مقصدا للمسافرين الذين يمرون منها ويبيتون للراحة قبل متابعة سفرهم الطويل، بينما كان يعمل الأهالي على استضافة الزوار والمسافرين في مضافات أعدت خصيصا لهذا الغرض.

ونبّه زيدان إلى أن البلدية تعمل باستمرار على ترميم البلدة القديمة ومبانيها للحفاظ عليها، موضحاً أن الأهالي يهتمون بها ويسكنون فيها حتى اليوم، وهو ما جعلها البلدة القديمة الوحيدة التي ما تزال تحافظ على تماسك بنيانها إلى الآن، مشيرا إلى أن العديد من الزوار يقصدونها للتعرف عليها وعلى تاريخها.