الأحد 30/يونيو/2024

سهل البقيعة .. تعطيش وحصار لاقتلاع وجهه الفلسطيني

سهل البقيعة .. تعطيش وحصار لاقتلاع وجهه الفلسطيني

لم يكن للمواطن ناصر بني عودة من بلدة طمون شرق مدينة طوباس في الأغوار الشمالية، ذنبٌ حين صادرت قوات الاحتلال مركبته إلا أنه زرع أرضه الواقعة في سهل البقيعة في الأغوار الشمالية.

وكانت قوات الاحتلال صادرت مركبة بني عودة الأحد (12-2-2017) وكذلك استولت على أنابيب ري لمنعه من زراعة أرضه في المنطقة.

وُيمثّل سهل البقيعة واحدًا من أكثر الأراضي الزراعية خصوبةً في الضفة الغربية، وتقترب مساحته الإجمالية من 100 ألف دونم؛ حيث يمتد من شرق محافظة طوباس، وبالتحديد من بلدة طمون ولغاية الحدود الأردنية الفلسطينية.

وبحسب المصادر فإن أعمال المصادرة والملاحقة والتنكيل تتم بشكل يومي بهدف طرد الفلسطينيين من سهل البقيعة الذي يترعرع فيه الاستيطان بشكل مخيف.

ويشير المزارع حسن بشارات لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن قوات الاحتلال تقيم معسكرات في سهل البقيعة، هي: روعي، ومعسكر بقعوت، ومعسكر سمرا، بالإضافة إلى عدد من المعسكرات المغلقة غير معروفة الاسم؛ حيث حولت السهل إلى ثكنة عسكرية.

ويتعرض سكان عاطوف ويرزا والرأس الأحمر والحديدية وحمصة في سهل عاطوف، لحملات تنكيل غير مسبوقة، فجميع سكانها هدمت مضاربهم وخيامهم وبركساتهم مرات عديدة، ورغم ذلك فهم صامدون.

عطشى على ضفاف الماء

ويضيف بشارات أن الاحتلال يمعن في أعمال المصادرة والتضييق في البقيعة، ما جعل معظم الأراضي التي يزرعونها غير مستغلة حتى بالحد الأدنى، نظرًا لأن الاحتلال -عدا عن مصادرته للأراضي وطرد المزارعين- فإنه يحرمهم من الاستفادة من المياه أو استخدام الزراعات المروية التي يعطلها في الغالب، ولذلك توجه المزارعون نحو الزراعة الحقلية المعتمدة على الأمطار.

ويشار إلى أنه -وحسب الدراسات- فإن سهل البقيعة يقع على حوض مائي ضخم تستفيد منه المستوطنات الزراعية المقامة عليه سيما روعي، وبقاعوت، وأرجمان، وحمرا، فيما يحرم منه الفلسطينيون بالكامل.

كما أن جزءًا كبيرًا من الحقول الفلسطينية -حسب بشارات- تدمر خلال التدريبات العسكرية الصهيونية التي لا تتوقف في أنحاء السهل.

حصار الخنادق

وأمام إصرار فلسطيني على الصمود في سهل البقيعة بادرت قوات الاحتلال إلى إجراءات غير مسبوقة؛ حيث أنشأت منذ 15 عامًا خندقًا بطول 2 كم، وعرض 4 م، وعمق 4 م، على امتداد سهل البقيعة، عازلة 40 ألف دونم من مساحته خلف الخندق، وهو الأمر الذي أجبر مئات الرعاة في المنطقة للهجرة من المنطقة مع أغنامهم بعد أن انقطعت بهم السبل.

كما حفرت في عام 2011 خندقًا آخر بطول 5 كم، وبعمق 2 م، إلى الجنوب الشرقي من خربة عاطوف، وهو خندق قطع جميع الطرق الواصلة بين سكان الخرب البدوية في المنطقة ما دمر المصادر الرعوية للمواشي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات