الجمعة 02/مايو/2025

الحطب والخشب في برد الشتاء.. تدفئة للأجساد وتوفير للنفقة

الحطب والخشب في برد الشتاء.. تدفئة للأجساد وتوفير للنفقة

مع انخفاض درجات الحرارة وتوازيًا مع ارتفاع أسعار وسائل التدفئة والكهرباء وتكاليفها، لم يجد المواطن الفلسطيني من وسيلة تجلب الدفء له ولعائلته سوى وسائل التدفئة التي تعمل على الحطب والخشب، كونها الأرخص والأوفر والأكثر دفئًا للأجساد والجيوب في آن واحد.

وفي الوقت الذي يلجأ فيه الميسورون إلى استخدام الحطب والخشب للتدفئة واقتنائهم مدافئ مخصصة في زوايا بيوتهم فإن كثيرًا من الفقراء يتلمسون دفء الحطب والخشب ويسعون لاقتنائها لتكون حاضرة في موقد النار المتواضع الذي بحوزتهم ليجتمعوا عليه هروبًا من برد الشتاء والوضع الاقتصادي الذي يحول دون حصولهم على وسائل التدفئة الحديثة.

إقبال يرفع الثمن

وحتى الخشب والحطب بات عملة غالية الثمن في ضوء زيادة الإقبال عليه ليصبح سلعة تباع وتشترى في الأسواق، وكنزًا يلاحقه الجميع، ولا سيما الفقراء، بين الحقول والأراضي الزراعية وحتى على مكابِّ النفايات.

ويمضي الحاج أبو خالد عواد، من بلدة حوارة، صباحه متجولاً بين الأراضي الزراعية التي يمتلكها، ملتقطًا أغصان الزيتون بيد، وحاملاً بيده الأخرى منشاره اليدوي ليهوي على كل جذع انحنى وباتت عليه علامات العجز، ليكون وجبة حاضرة على موقد النار في البيت.

ويقول أبو خالد، خلال لقائه مع “المركز الفلسطيني للإعلام” إن الحطب، ولا سيما حطب الزيتون، هو مصدر الدفء الوحيد له ولعائلته وتابع: “الأوضاع الاقتصادية لا تتيح لي أن أشتري بالشهر أكثر من ثلاث إسطوانات من الغاز أو دفع أكثر من 15 شيقلا يوميًّا لتدفئة المنزل باستخدام وسائل التدفئة الحديثة، والحطب هو الحل الوحيد  لذلك”.

ويشير أبو خالد إلى أنه في بعض الأحيان، يلجأ إلى تقليم أشجار الزيتون بين الفينة والأخرى، ليس فقط رغبة في تحسين إنتاجها، بقدر ما هو أيضًا سعي وراء الحصول على الأغصان والجذوع التي يستخدمها في التدفئة ويضيف: “أنا وعائلتي نعتمد بشكل كامل على التدفئة باستخدام الحطب طوال فصل الشتاء دون أن نستخدم أي وسلة أخرى من الوسائل”.

جمع الحطب

ولم يُخف المواطن أبو فاروق -كما كنى نفسه- قيامه بجمع الحطب والخشب من جنبات الطرق، وحتى مكبات النفايات ويتابع  متسائلاً: “ما هو الأفضل.. أن يمضي أطفالي الشتاء بالبرد أم أن أوفر لهم الدفء باستخدام الحطب والخشب الذي أجمعه من كل مكان أراه في محيط منزلي أو حتى منطقتي السكنية؟”.

وأردف: “وسائل التدفئة الحديثة تحتاج إلى مصاريف، ومن المستحيل أن أوفر المال الكافي لاستخدامها، وبالتالي، وحفاظًا على كرامتي وصحة أبنائي، لا أتوانى للحظة واحدة أن أجمع الحطب والخشب ومن ثم أستخدمه في التدفئة”.

ويضطر المواطن نهاد جوابرة من بلدة عسكر البلد إلى شراء الحطب والخشب، تارة من أحد المناجر القريبة من مكان سكنه، وتارة أخرى من أحد المحاطب الموجودة على أطراف مدينة نابلس، ويضيف: “أشتري أكياسا من الخشب من أحد المناجر بأسعار زهيدة، كون صاحب المنجرة قريبًا لي، وفي بعض الأحيان أذهب إلى أحد المحاطب الموجودة بالقرب من بلدة قوصين لأشتري كمية من حطب الزيتون”.

ويشير جوابرة إلى أن سعر الحطب والخشب أوفر بكثير من استخدام وسائل التدفئة الحديثة ويزيد: “خلال العام ككل لا أنفق أكثر من 800 شيقل مقابل شراء الحطب والخشب، ولكن لو رغبت باستخدام وسائل التدفئة الحديثة؛ سأحتاج إلى مبالغ كبيرة، ولا سيما في ظل البرد وطول فصل الشتاء”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إسرائيل تقصف محيط القصر الرئاسي في دمشق

إسرائيل تقصف محيط القصر الرئاسي في دمشق

دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي - الجمعة- عدوانًا على سوريا، واستهدفت محيط القصر الرئاسي في دمشق، في تصعيد لسياسة...