الأحد 30/يونيو/2024

مدرسة النبي صموئيل.. سجنٌ صغيرٌ يرتاده 15 طالباً

مدرسة النبي صموئيل.. سجنٌ صغيرٌ يرتاده 15 طالباً

هي ليست مدرسة، بل أشبه بأحد السجون الصهيونية التي تلتف حولها الأسلاك الشائكة والقضبان الحديدية من كل اتجاه، فتنفّر الطلاب من منظرها بدلاً من أن تستقطبهم إليها.

مدرسة “النبي صموئيل” هي إحدى مدارس قرى شمالي غرب مدينة القدس المحتلة، الواقعة داخل قرية “النبي صموئيل”، التي هجّر الاحتلال أصحابها الأصليّين والشرعيين منها عام 1967، وفصلها الجدار العنصري عام 2011 عن القدس والضفة الغربية المحتلة، فلم يعد لأهاليها حريّتهم في التنقّل والعيش كأهالي قرى شمالي غرب المدينة الأخرى.

غرفة وبركس

15 طالباً فقط يرتادون تلك المدرسة في كل صباح، والتي لا تشبه باقي المدارس المتعارف عليها، فلا هي مبنى كبير ولا تضم صفوفا كثيرة، إنمّا غرفة، و”بركس” قد أُضيف حديثاً لها.

تقول السيّدة نوال بركات، وهي رئيسة جمعية نسوية في “النبي صموئيل”، إن الوضع التعليمي بالقرية هو “أحد المشكلات التي نعاني منها؛ فهناك نحو 40 طالباً يغادرون يومياً من منازلهم عبر حاجز الجيب العسكري شمالي غرب القدس للذهاب لمدارسهم في قرى مجاورة”.

وتُضيف وفقا لوكالة “قدس برس” أن المدرسة التي تقع داخل القرية هي عبارة عن غرفة صغيرة و”كونتينر” لـ 15 طالبا يتعلّمون معاً من الصف الأول حتى الثالث الابتدائي، أي أن الصف الواحد يقسّم إلى قسمين أو ثلاثة.

وتوضّح أن تلك المدرسة ملتصقة ببؤرة استيطانية، ما يبعث على القلق الدائم لدى أهالي القرية خوفاً على أولادهم، رغم كل الأسلاك الشائكة التي وُضعت حولها، والقضبان الحديدية الملتفة في محيطها.

وتتابع “تلك البؤرة تتحوّل مساء إلى ملهى ليلي من المستوطنين خاصة أيام أعيادهم اليهودية، يتخلّلها أصوات صاخبة وحفلات خمر وغيرها، وهذا ما لا يقبله دين وعقل، ما يُثير استفزاز شبّان القرية، وأحياناً تقع مواجهات واشتباكات بالأيدي بين الطرفين”.

معاناة كبيرة

قرية “النبي صموئيل” التي تبلغ مساحتها 4500 دونم، يعيش فيها نحو 250 نسمة فقط، وهي أعلى قمة في القدس، لكنّها تعاني بشدّة ليس فقط في القطاع التعليمي؛ وإنما الصحي والاقتصادي والخدماتي؛ فلا السلطة الوطنية الفلسطينية قادرة على حل مشاكلها، ولا الاحتلال يترك أهاليها للعيش بحريّة فيها.

فقرية “النبي صموئيل” موجودة شمال غرب القدس، ويمكن الوصول لها دون حواجز عسكرية بالنسبة للمقدسيين، وبالتالي يُمكن لأهلها الوصول للمدينة المقدّسة بشكل طبيعي، لكن على أرض الواقع، يحرم الاحتلال أهاليها من ذلك، بحجة أنهم يحملون الهوية الفلسطينية، ولا يملكون تصاريح لدخول المدينة.

في المقابل، عندما يحاول أي من أهالي “النبي صموئيل” الدخول للضفة الغربية – رغم أنهم يحملون هوية فلسطينية – إلا أنهم يمرون عبر حاجز “الجيب”، وعندما يعودون منه لدخول القرية؛ يتم فحص قائمة بأسمائهم كلٌّ بحسب رقمه وهويته، ولو نسي أحدهم هويته أو رقم بيته أو ما يُثبت سكنه في القرية، فلا يمكنه الوصول لـ”النبي صموئيل”.

وتُشير بركات إلى أن معاناة العمّال والطلاب كبيرة جداً على هذا الحاجز، فلا يوجد أماكن للعمل في القرية، وكلّما حاول الشبّان بناء منشأة تجارية يستطيعون من خلالها إعالة أنفسهم وعائلاتهم، جاءت آليات الاحتلال لتهدم لهم ما بنوه بأيديهم وتعبهم، بحجة عدم الترخيص.

أمّا الطلاب فيعانون من عدم وجود مواصلات دائمة، إلى جانب عمليات التفتيش على الحواجز بشكل مستمرّ، وهذا ما يسبّب لهم حالة من عدم الارتياح، وقد يصل بهم الأمر إلى ترك مدارسهم.

يذكر أن في القرية معلَما يعد واحدا من أهم المواقع التاريخية والدينية حول مدينة القدس الشريف، وهو مسجد النبي صموئيل – أحد قضاة بني إسرائيل- الذي تحوّل الطابق السفلي منه إلى كنيس يهودي يرتاده عشرات المستوطنين يومياً لأداء صلواتهم التلمودية، في الوقت الذي يفتقد فيه المسجد أصحابه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات