الثلاثاء 02/يوليو/2024

الأسير محمود شبانة.. اعتقال يشتت شمل العائلة منذ 22 عاما

الأسير محمود شبانة.. اعتقال يشتت شمل العائلة منذ 22 عاما

22 عامًا عاشت خلالها عائلة الأسير محمود حمدي شبانة من مدينة الخليل حالة من الفراق والشتات الذي تسببت فيه سياسة الاحتلال العنصرية باعتقالها الإداري الظالم الذي لم تعرف بسببه كثير من العائلات الفلسطينية أي نوع من الاستقرار أو الأمان.

ولد أبناء محمود وترعرعوا بعيدا عن والدهم، وباتوا ينتظرون اليوم موعد الزيارة بشوق وحنين يمتزج فيه الوجع والألم على حياة مؤلمة أصبحت واقعا بالنسبة لهم؛ فغياب والدهم المتكرر في الاعتقال الإداري أصبح حالة طبيعية يعيشها هؤلاء الأبناء.

رحلة الاعتقال

لم تكتفِ قوات الاحتلال بهذا الواقع الأليم التي فرضته على عائلة الأسير محمود شبانة بتغييبه على مدار 22 عاما تحت ظلم الاعتقال الإداري؛ لتقوم خلال اعتقاله الحالي بحرمان عائلته وأبنائه من الزيارة.

حصل الأسير محمود حمدي شبانة (44 عاما) على شهادة البكالوريوس في اللغة العبرية أثناء وجوده في السجن من الجامعة العبرية، حسب ما أكدته زوجته أم حمدي في حديثها مع “المركز الفلسطيني للإعلام”، مشيرة إلى أن زوجها بعد خروجه من السجن في العام 2005 التحق بجامعة القدس المفتوحة لدراسة التربية الإسلامية، ومنذ ذلك الوقت لم ينهِ تعليمه بسبب الاعتقالات الإدارية المتكررة.

وتضيف أمل أبو هيكل زوجة الأسير شبانة، في حديثها أن رحلة الاعتقال والمعاناة بدأت منذ اللحظة الأولى لارتباطها بزوجها؛ حيث اعتقلته قوات الاحتلال بعد 28 يوما من ارتباطها به، وقبل البدء بحياتهما الزوجية، لتعيش حالة من البعد والفراق بعد تحويله إلى عزل سجن الرملة حيث انقطع الاتصال والتواصل 3 سنوات ونصفًا، مشيرة إلى أن الاعتقالات بدأت منذ 22 عاما، انطلقت مع والديه وأكملها مع زوجته وأبنائه، حيث توفيت والدته وهو داخل سجون الاحتلال، واليوم يكبر أبناؤه دون أن يراهم أو يعيش معهم.

وتسرد أم حمدي قصة زوجها مع الاعتقال: “بدأ أبو حمدي رحلته مع الاعتقال قبل زواجنا؛ حيث كان اعتقاله الأول بتاريخ (8-8-1989)، وقضى فيه حكماً بالسجن 4 شهور ونصفًا، لتعيد قوات الاحتلال اعتقاله بتاريخ (15-12-1990)، قضى خلاله أيضا حكماً 3 شهور ونصفًا، وفي بداية العام 1993 عاد إلى المعتقل من جديد ليقضي 10 شهور ونصفًا”.

وتابعت “لكن في منتصف العام 1994 دخل رحلة جديدة في الاعتقال؛ حيث حكمت عليه سلطات الاحتلال 5 سنوات ونصفًا، وبعد قضائه هذه المدة وفي لحظة الإفراج عنه، حوّلته للاعتقال الإداري عدة أشهر”.

استقرار لم يتحقق

وأضافت “بعد خروج الأسير شبانة من المعتقل في شهر9 من العام 2001، بدأ يبحث عن الاستقرار وتكوين أسرة جديدة، فارتبط بها منتصف شهر 11 من العام 2001، وبدأ في التجهيز والإعداد لمراسيم الزواج التي أفشلتها قوات الاحتلال بإعادة اعتقاله من جديد”.

وتوضح أم حمدي: “لم نعرف معنى الحياة كعائلة مجتمعة في غياب زوجي، وأولادي لم يعيشوا مع والدهم ولم يعرفوه كما يجب، حيث إن أغلب حياته عاشها بعيدا عنهم داخل السجون؛ فابني البكر حمدي وعمره 11 سنة اعتقل والده وهو يبلغ من العمر شهرين، ولم يعش معه سوى سنة وعشرة شهور، وابني الأوسط حسام الدين وعمره 8 سنوات، اعتقل والده وهو ابنُ ثلاثة شهور ونصف، ولم يرَ والده سوى 10 شهور فقط، أما ابني الصغير عمر فأنجبته ووالدُه يرسف في زنازين سجن عسقلان، وعمره اليوم 3 سنوات، ولم يعش مع والده سوى أشهر معدودة”.
 
وتضيف أم حمدي: “تقدم أبو حمدي لخطبتي بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال، وخلال الجلسة الأولى أخبرني باعتقالاته المتكررة من قوات الاحتلال، فقلت له بأن الارتباط به شرفٌ لي لتضحياته وخلقه وحفظه القرآن”.

وتنهي أم حمدي حديثها قائلة: “رغم كل هذه المعاناة وكل هذه القسوة في الحياة، إلا أن الاعتقال الحالي يمثل أقسى أنواع العقاب بسبب منعنا من زيارته ورؤيته والاتصال به”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقتل مستوطن بعملية إطلاق نار قرب نابلس

مقتل مستوطن بعملية إطلاق نار قرب نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام قتل مستوطن بعملية إطلاق نار -الثلاثاء- بالقرب من مستوطنة "هار براخ" المقامة عنوة على أراضي المواطنين في قريتي بورين...