تقارير

وادي قانا.. واحة جميلة تعكرها مستوطنات الاحتلال

السبت 11/فبراير/2017 الساعة 6:01 مساءً

مشاهد خضراء جميلة تحيط بك من كل النواحي منذ لحظة دخولك إلى وادي قانا، شمال غربي سلفيت بالضفة الغربية المحتلة، قبل أن تتبدى الكتل الاستيطانية أعالي الجبال خلايا سرطانية مشوهة جمالية الطبيعة الخلابة، وفارضة قيودًا أمنية تمنع التمتع بالامتداد الجغرافي بالمكان.

وعلى بعد بضع مئات من الأمتار من مداخل بلدة ديراستيا، يبرز مدخل الوادي تحيط به الجبال الخضراء من كل جانب، فيما تتشكل البرك المائية في المكان، بعدما ضعفت تجمعات المياه الكبيرة، في ظل سحب المياه للمستوطنات وللداخل المحتل منذ عام 1948.

ويقول سعيد زيدان، رئيس بلدية وادي قانا لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إن مئات العائلات من البلدة تملك أراضي في هذا الوادي الذي كان يعد مصدر رزق للكثير من السكان في المجال الزراعي خاصة الحمضيات أو الرعي للمواشي، قبل أن تتأثر المنطقة بالمشاريع الاستيطانية الصهيونية.

الوادي يستقطب الرعاة

السرطان الاستيطاني
وبدأت المشاريع الاستيطانية الصهيونية في منطقة الوادي بين الأعوام 1978 و1986؛ حيث أقيمت عدة مستوطنات على التلال المطلة ومنها: “عمانويل” و”كرنيه شومرون” من الشمال، و”يكير” و”نوفيم” من الجنوب.

جولات مستمرة للطلبة والأهالي

ومع الوقت توسّعت مستوطنة “كرنيه شومرون” لتمتدّ على عدّة تلال مجاورة، فيما أقيمت بين الأعوام 1998 و2000 بؤر استيطانيّة جديدة، وهي: “ألوني شيلو” و”إل متان” و”حفات يئير”.

التوسع الاستيطاني لم يقتصر على الاستيلاء على الأراضي الغنّاء؛ بل حولت محيطها إلى مكبٍّ لمجاريها وقاذوراتها، التي ضختها إلى الوادي؛ لتضر جداوله وينابيعه ومصادر المياه التي يعتمد عليها المزارعون.

محميّة خلّابة
ورغم التشويه الناجم عن الاستيطان الصهيوني، تبقى المنطقة واحة غناء، وفق ما يرى عماد الأطرش رئيس جمعية الحياة البرية في فلسطين، في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، مشيرا إلى أنه ينظم جولات للنشطاء وللطلبة إلى الوادي سنويا أكثر من مرة.

جمال الطبيعة يتحدى التشويه الاستيطاني

وقال: إن وادي قانا يعد محمية طبيعية خلابة لا يقتصر الوجود فيها على النباتات؛ بل هناك الطيور والتنوع الحيوي.

ويشكو المزارع مهند منصور في حديثه لمراسلنا من تخريب مجاري المستوطنات المجرى المائي في الوادي والبرك المتجمعة في جنباته، ما حرم المزارعين من استغلال تلك المياه لسقاية حقولهم وبياراتهم إضافة إلى المكرهة الصحية الناشئة عن ذلك.

برك مائية وبقايا مجاري المستوطنات

ورغم ملاحقات الاحتلال للمزارعين والمتنزهين الفلسطينيين؛ إلًا أن منطقة الوادي تشهد تواجدًا للمزارعين ونشطاء المسارات البيئية على مدار العام، وبخاصة في أشهر الربيع والصيف.