الثلاثاء 02/يوليو/2024

باحث من غزة يكتشف علاجًا فطريًّا لسوسة النخيل

باحث من غزة يكتشف علاجًا فطريًّا لسوسة النخيل

بعد معاناة مزارعي النخيل أعوامًا عديدة، من سوسة النخيل الحمراء التي قضت على أشجارهم وثمارها، نجح الباحث محمود الهندي من قطاع غزة في اكتشاف علاج فطري صديق للبيئة، بديلا ناجحا عن المبيدات الكيميائية في مكافحة الآفات الزراعية.

الفطريات المعزولة الصديقة للبيئة، والذي اكتشفها الأكاديمي الهندي بقسم التكنولوجيا الحيوية بكلية العلوم في الجامعة الإسلامية بغزة، تعد علاجاً حيوياً لأخطر الأمراض الزراعية في قطاع غزة، متمثلةً بسوسة النخيل الحمراء، والتي ظهرت في قطاع غزة في شهر أكتوبر 2011م.

وقال الباحث الهندي لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن نتائج بحثه العلمي، ستعود بالنفع الكبير على قطاع غزة ذي الكثافة السكانية العالية، والذي يعتمد على مساحات زراعية قليلة، والمتميز بالتربة الرملية.


علاج نوعي وفعال

وأوضح أن العلاج الفطري جاء بديلا عن المبيدات الكيمائية التي باتت تهدد أمن سكان القطاع، وتستنزف من المزارعين كميات كبيرة منها، مشيراً إلى وجود جزء منها سام ومحرم دولياً في مكافحة الآفات الزراعية.

وعن أبرز الفوائد التي سيجنيها المزارعون، نتيجة استخدامهم المنتج الفطري؛ بين الباحث الهندي أن المبيدات الكيميائية ينتج عنها الكثير من الأمراض، وانتشار الآفات الزراعية نتيجة لتسربها للمياه الجوفية، وتلويثها المصدر الوحيد لمياه الشرب في قطاع غزة.

وعن نسبة نجاح العلاج الفطري، بين الباحث الهندي لمراسلنا أنه توصل خلال الفحص المخبري والعملي للفطريْن، أنه بلغت نسبة قتلهما للبيوض (100%)؛ أما اليرقات والحشرات البالغة فقد وصلت نسبة قتلها (100%) لفطر البفاريا، أما فطر الميتارايزم فبلغت (90%)، مرجعاً سبب الاختلاف إلى نوعية الأنزيمات في مقاومة الأعداء، وفق قوله.

وأوصى الباحث في دراسته العلمية التي حملت عنوان “العزل والتشخيص الجزيئي والتقييم المخبري للفطريات الممرضة مثل فطر البفاريا والميتارايزم واستخدامها ضد حشرة سوسة النخيل الحمراء”، بضرورة استخدام عوامل المعالجة البيولوجية بديلا عن المركبات الكيميائية.

وأوضح أنه استخدم في كل تجربة من التجارب العملية، المركبات الكيميائية مقارنةً بين الفطريات والمركبات الكيميائية، وأن نسبة القتل للحشرات من خلال المركبات الكيمائية لم تتجاوز (35%)؛ بسبب مقاومة الحشرة هذه المركبات.


تفاصيل الدراسة

وعن كيفية بدء البحث في إيجاد علاج لدودة النخيل الحمراء، قال الهندي إن أول سوسة النخيل الحمراء ظهرت في شهر أكتوبر 2011م في مدينة رفح، من خلال أشتال النخيل القادمة من مصر لقطاع غزة، مشيراً إلى أن فكرة الدراسة الأساسية كانت التعرف على أخطر الأمراض الزراعية في قطاع غزة.

وتابع حديثه قائلاً: “من خلال التزاوج والتكاثر بين لقاح النخيل، في جميع أنحاء ومحافظات القطاع، انتشرت سوسة النخيل، فكان لا بد من وجود حلول بيولوجية لمكافحة هذه الحشرة الضارة للمجتمع ومواطني القطاع”.

وبين الأكاديمي أن فريق البحث العلمي قرر اختيار فطري البفاريا والميتارايزم في المكافحة الحيوية، لسوسة النخيل، والسبب في ذلك أنهما صديقان للبيئة، ولا يوجد لهما أي أضرار على صحة الإنسان.

وقال” هذان الفطران يقاومان الحشرة من خلال العداوة الطبيعية في البيئة”.

وتشكل فريق الدراسة التي بدأت في العام 2014م من عدد من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية، هم: الدكتور عبود القيشاوي- أستاذ النباتات والفطريات، والأستاذ أشرف الشافعي- مستشار وحدة المكافحة الحيوية، والأستاذ محمود الهندي- مشرف برنامج المكافحة الحيوية.


التطبيق المخبري ونجاح الفحوصات

وفيما يتعلق بكيفية اختيار الأوساط المخبرية ونجاح عملية العزل للفطرين، أوضح الباحث أن فريق العمل اختار أوساطًا مخبرية مناسبة لعزل الفطرين كليهما، ثم فحصها من خلال أشكال المستعمرات على الأوساط الغذائية، وكشف الجراثيم تحت الميكروسكوب.

وكشف أن الأمر كان حاسماً من خلال تحديد البصمة الوراثية لهذه الفطريات، لتكون بعدها محطاً للدراسة.

وأكّد الباحث الهندي أنه تم التطبيق مخبرياً من خلال جمع عدد من حشرات سوسة النخيل، وتزويجها وتكاثرها في بيئة مخبرية، مشيراً إلى أن دورة حياتها بدأت من البيوض ثم اليرقة فالشرنقة ثم الحشرة البالغة.

وأضاف أنه رُشّت الفطريات على الحشرات لكل طور من أطوار نمو الحشرة على حدة، ليتضح بعدها أن طور اليرقات هو الأخطر على النخيل كونه يعمل على تآكله، وشيخوخته، مبيناً أنهم استطاعوا ولأول مرة ترك الذكور من الحشرات للتزاوج مع الإناث، ومعرفة إمكانية نقل العدوى للإناث بعد التزاوج.

وقال: “اتضح لنا خلال الفحص المخبري أن نسبة العدوى وصلت (90%) للفطرين كليهما، وأن الفطر يستطيع التغيير من شكله، وبالتالي لا تستطيع الحشرة مقاومته”.


تطوير البحث العلمي

وتعقيباً على هذا الاكتشاف، قال عبد الرؤوف المناعمة نائب الرئيس لشؤون البحث العلمي في الجامعة الإسلامية، في حديث لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن هذه البحوث تنبع من دور الجامعة في تخريج الأكاديميين وخدمة المجتمع والبحث العلمي، وكل هذه الأدوار متكاملة.

وأوضح أن الجامعة بدأت بالتوجه للأبحاث التطبيقية التي تخدم قضايا مجتمعية، أو تحل مشاكل مجتمعية، كسوسة النخيل التي أدت إلى خسارة اقتصادية كبيرة، ودمرت كثيراً من أشجار النخيل في فلسطين وخاصة قطاع غزة الذي يهتم بزراعتها وتعنيه اقتصاديًّا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقتل مستوطن بعملية إطلاق نار قرب نابلس

مقتل مستوطن بعملية إطلاق نار قرب نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام قتل مستوطن بعملية إطلاق نار -الثلاثاء- بالقرب من مستوطنة "هار براخ" المقامة عنوة على أراضي المواطنين في قريتي بورين...