السبت 10/مايو/2025

الخبيزة واللسينة.. ملاذ للباحثين عن لقمة العيش في جبال الضفة

الخبيزة واللسينة.. ملاذ للباحثين عن لقمة العيش في جبال الضفة

لا يكاد يخلو جبل من جبال الضفة الغربية، المتاح الوصول إليها، من أفراد يبحثون عن لقمة عيشهم ومصدر رزقهم بين الصخور والحشائش والأشواك لعلهم يظفرون ببعض نباتات فصل الشتاء التي تصبح مطلوبة على الموائد.

وتحظى نبتتا الخبيزة واللسينة بقبول ورغبة الكثير من المواطنين إلى درجة أنها باتت من الموروث الاجتماعي في مجال الغذاء المرتبطة في طقوس فصل الشتاء.

واتخذ الكثير من المواطنين، ولا سيما ممن يقطنون القرى، من جمع وقطف الخبيزة واللسينة فرصة للحصول على مصدر زرق عن طريق قطفها من سفوح الجبال تارة وعلى ضفاف الأودية تارة  ثانية، ومن ثم جمعها وعرضها في الأسواق ليتهافت عليها الزبائن، ولتبدأ منافسة غيرها من النباتات الورقية الأخرى.

رزق موفور

ولا يقتصر جمع وقطف هاتين النبتتين على الذكور فقط، بل إن أغلب من يقوم بهذه المهمة هم من النساء اللواتي يجدن بها وسيلة للحصول على المال دون أن يلحق بهن التعب الكبير أو الجهد كذلك.

هناك على دوار الشهداء في مدينة نابلس وبالقرب من مدخل سوق البصل، تجلس الحاجة أم رائد مفترشة الأرض، واضعة أمامها صندوقًا خشبيًّا تعتليه حِزمٌ من الخبيزة التي رُبطت، وإلى جانبها رزم أخرى من نبات اللسينة، والذي يشبه إلى حد كبير أوراق الملفوت أو العنب “الدوالي”، منادية الزبائن ومحاولة جلبهم لبسطتها المتواضعة.

وتقول أم رائد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إن الخبيزة واللسينة إلى جانب بعض النباتات الشتوية مصدر رزق لها ولكثير من الأسر، وتابعت: “مع صباح كل يوم نخرج إلى الجبال القريبة والأراضي الزراعية وحتى البساتين باحثين عن هاتين النبتتين ونجمع ما كتبه الله لنا قبل ترتيبها وتهذيبها متوجهين بعدها إلى السوق لنبيعها ولنكسب منها بعض الشواكل”.

وما يشجع الكثير من الأشخاص على اللجوء إلى بيع الخبيزة واللسينة، قالت أم رائد، إنها: “تملأ الحقول وضفاف الأدوية والجبال، وبإمكان أي شخص الحصول عليها بلا مقابل، ثم إن سهولة قطفها ومعرفة أماكن وجودها حفز الكثيرين لجمعها ومن ثم بيعها منزليًّا أو ومن خلال عرضها لبعض التجار في الأسواق أو توليهم هم أنفسهم مهمة بيعها”.

أما الرجل الخمسيني أبو ساهر البلوي، والذي يسكن منطقة الأغوار المشهورة بسهولها وكثرة وجود النباتات البرية فيها، فيقول: “أنا شخصيًّا أعتمد في مصدر رزقي على المواسم؛ فتارة أبحث عن الخبيزة واللسينة وتارة أخرى أعتمد على الزعتر والعكوب في موسمهما”.

ويشير أبو ساهر إلى أنه، ومن خلال جمعه وقطفه للخبيزة واللسينة في هذا الموسم، يوفر جزءًا لا يستهان به من مصاريف البيت وأبنائه الجامعيين، ويتابع قائلاً: “الخبيزة البرية وكذا اللسينة لا تحتاج إلى ري أو أي نفقات، وهي موجودة في الجبال والأدوية وبين المزروعات الأخرى، وعليه فإن الربح فيها مؤكد لا يحتاج إلى تشكيك والحمد لله؛ حيث نستطيع أن نحصل على ما يكفينا ويسد حاجتنا وعوزنا من المال”، كما قال. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...