تقارير

منزل أثري بنابلس يحتضن تراثًا يمتد عبر 700 عام

السبت 4/فبراير/2017 الساعة 3:23 مساءً

في إحدى حارات البلدة القديمة بنابلس، شمال الضفة المحتلة، يتربع منزل أثري يعود لأكثر من 700 عام، حافظ خلالها على طرازه المعماري الشامي القديم، ولكنه يعاني من الإهمال وقلة الترميم.

أبو حسن جود الله وراث السكن في المنزل الواقع في حارة الياسمينة وسط البلدة القديمة من نابلس، عن والده، أشار إلى أن العائلة استأجرت المنزل من أصحابه المقيمين في الخارج للحفاظ عليه، لافتا إلى أنها تقيم بالمنزل منذ أكثر من 100 عام.

متحف الأنتيكا
وسعيا من أبي حسن للحفاظ على التراث؛ فقد عمل على تحويل إحدى غرفه إلى متحف للأنتيكا، حيث يجمع بين زواياها الأدوات والأواني التي كانت تستخدم قديما في الحياة اليومية، ولا يكاد يلاحظ لها وجود في هذه الأيام بسبب تطور الحياة.

null

الزائر لمنزل جود الله يلحظ وجود كل ما يخطر بالبال من أدوات قديمة ومن أهمها النحاسيات، وقناديل الكاز القديمة، وأدوات طحن البن وسن السكاكين، بالإضافة إلى نماذج من الأثواب التراثية القديمة والأثاث، وغيرها الكثير من الأدوات.

ويشير أبو حسن في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن تجميع الأنتيكا الهواية المفضلة بالنسبة له، خاصة أنه تربى وعاش في زمن كانت هذه الأدوات هي الشائعة والمستخدمة ولا يتخيل أن يكون المنزل خاليا منها.

null

هواية جالبة للرزق
عشق أبو حسن وحبه للتراث والحفاظ عليه؛ دفعه قبل سنوات للتطوع مع لجنة ترميم مسجد الخضر الأثري، الواقع على أحد مداخل البلدة القديمة، وخلال ذلك اكتشف موهبته في عمل التحف والزخرفة على الجبصين، ومنذ ذلك الحين بدأ بتطوير موهبته هذه وتحويلها إلى مصدر دخل، حيث بدأ بتجهيز نماذج من الجبصين للمباني الأثرية وبيعها، وهناك إقبال عليها للزينة.

null
يقول أبو حسن: إن من أكثر التحف التي يطلب منه صناعتها منارة نابلس الأثرية التي يعود تاريخها للعهد العثماني، وهي واحدة من عدة منارات بنيت في عدة مدن في بلاد الشام بمناسبة مرور 25 عاما على اعتلاء السلطان عبد الحميد العرش العثماني، بالإضافة إلى التحف التي تحاكي مسجد قبة الصخرة والتي تطلب منه بكثرة أيضا.

وبالإضافة للمجسمات ينجز أبو حسن واجهات الجبصين المزخرفة بالآيات القرآنية للمساجد والمنازل.

وإلى جانب أبو حسن في كل هواياته وأعماله، تقف زوجته بسمة رمضان وتدعمه، حيث تعد نفسها مغرمة بالتراث والآثار القديمة، وتحب جمع الأدوات القديمة والحفاظ عليها، كما أنها تعلمت من زوجها تصنيع التحف والحفر على الجبصين، وتساعده في أعماله.