الأحد 04/مايو/2025

العائدون لغزة.. رحلة البحث عن الإنسانية المفقودة

العائدون لغزة.. رحلة البحث عن الإنسانية المفقودة

حالة من الهستيريا تبعتها الدموع والآهات انتابت الحاجة “أم وائل النجار”، فور وصولها الي صالة الوصول لمعبر رفح البري جنوب قطاع غزة.

وبصوت أشبه بالصراخ بدأت حديثها لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: ” أين الصحافة، أين الاعلام.. أريد الحديث عن الإنسانية المفقودة في طريق عودتنا لغزة، أريد البوح بالمعاملة والذل الذي تعرضنا له”.

قطعة من جهنم

وتابعت وقد بدت في حالة يرثى لها: “لم أكن أتخيل أن يصل الحال ببني جلدتنا من المصريين أن تكون الإنسانية مفقودة لديهم بهذا الشكل وهذه الصورة”.

وتصف الستينية أم وائل التي غادرت القاهرة منذ يوم الجمعة تجاه قطاع غزة بأن الطريق عبارة عن قطعة من جهنم.

وأضافت: “استغرقت رحلتي من القاهرة إلى المعبر يومين، لم أجد فيها طعم الراحة أو النوم، تعرضنا خلالها لعمليات تفتيش مهينة ومذلة على الحواجز والكمائن”.

ولم تنس الحاجة الستينية الساعات الثمانية التي قضتها على كمين “الريسة”، والتي جلست تنتظر خلالها في البرد القارس والأمطار والوحل، واصفة إياه بأنه كمين مخصص لعقاب الناس وإذلالهم.

حالة من السخط الكبير والتذمر الشديد أبداها المسافرون العائدون لغزة، نظراً لساعات الانتظار الطويلة ..ليختصروا الكلام بالحمد لله على نعمة غزة بما فيها من حصار.

“الحمد لله على نعمة غزة بما فيها من حصار”، كلمات خرجت من فم الحاج محمود عواد 70 عاما والذي خرج إلى جمهورية مصر العربية قبل حوالي شهرين ونصف من أجل إكمال رحلة العلاج الخاصة به.

معاملة مذلة

وعبّر عواد عن سخطه جراء المعاملة المذلة التي تعرضوا لها على الكمائن المصرية، قائلاُ:” أتمني أني أموت في غزة على أني أعود لمصر”.

وقال بعد أن أنهكه التعب: “كانت تلك اللحظات من أصعب الأوقات التي مرت علينا، حيث قضينا ليلتنا داخل السيارة في البرد”، مستذكراُ تلك اللحظات التي قام خلالها الجنود بإطلاق النار بالقرب من رؤوسهم طيلة فترة مرورهم بالقرب منهم.

وعلى كرسيه المتحرك يدخل الحاج السبعيني أبو عمر مندهشا من وصوله لقطاع غزة، ملخصاً الحكاية والمعاناة بأنها مأساة حقيقية يتعرض لها القادمون إلى قطاع غزة.

وأشار إلى أن المعاملة من الجانب المصري سيئة جداً، وتختلف تماماً عن المعاملة التي وجدوها من الجانب الفلسطيني، موضحاً أن فترة دخوله عبر معبر رفح في الجانب الفلسطيني لم  تزد عن 3 دقائق، في حين انتظر داخل الصالة المصرية حوالي 9 ساعات من الانتظار. 

وناشد الجانب المصري بضرورة تسريع حركة الحافلات، والتخفيف من أزمة السفر، وأن يفتح المعبر بشكل كامل ودائم أمام حركة المسافرين.

ملامح الإرهاق بدت جلياً في وجوه العالقين الذين وصلوا صالات المعبر الفلسطيني خلال اليوم الثاني لفتح معبر رفح البري استثنائياً ليصفوه بالأقسى والأصعب في عملية وحركة السفر لهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات