الأربعاء 26/يونيو/2024

مخيم جنين.. بطولات الزقاق التي لن تتوقف

مخيم جنين.. بطولات الزقاق  التي لن تتوقف

يتجمعون كلما اقتحم الاحتلال مخيم جنين شمال الضفة الغربية وهم يحملون الأكواع والحجارة، وكل همهم أن يتصدوا لاقتحام قوات الاحتلال وألا يجعلوه يدخل ويخرج بسهولة وهو ينكل بالمواطنين في منازلهم.. إنهم شباب المخيم الذي دائما ما يكون بؤرة للمقاومة ضد الاحتلال.

ولم يكن الشهيد محمد محمود أبو خليفة ذو السبعة عشر ربيعا والذي ارتقى فجر الأحد (29-1-2017) سوى واحدا من جيل الشبان في مقتبل العمر في مخيم جنين، والذين كان حضورهم واضحا في المواجهات الأخيرة والتي أوقعت إصابات في جنود الاحتلال.

وكان الأمر اعتياديا حتى ما قبل أيام حين أوقع فتية المخيم إصابة حرجة لضابط في جيش الاحتلال بعد إصابته بعبوة محلية الصنع “كوع”، زاد الشبان من حجمها وقوتها التفجيرية مؤخرا حتى بات أثرها بالغا.

وعلى الرغم من أن الحجارة تبقى عنوان المواجهة الأول في مخيم جنين هذه الأيام إلا أن “الأكواع” محلية الصنع باتت تستخدم بكثافة، وقد شجع الشبان المقاومين قدرتُهم على إيقاع إصابات بصفوف قوات الاحتلال على إنتاج المزيد منها مؤخرا، وقذف الجنود ودورياتهم بها ليسمع رنينها الذي يميزه المواطنون جيدا عن أزيز الرصاص.

شتان بين سلاح وسلاح

ويشير نشطاء مقاومة في مخيم جنين لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، إلى فرق كبير وشتان شتان بين فتية أوقعوا إصابات بجنود الاحتلال بعبوات محلية الصنع وفروا ثمن موادها من مصروفهم المدرسي وعلى حساب حاجياتهم وملذاتهم الصغيرة، وبين مئات آلاف الشواقل من الرصاص المهدور في سماء مخيم جنين شهريا بين ميليشيات ومجموعات مسلحة ذات أجندة مختلفة تربك حياة المواطنين، فيما لا يطلق من رصاصها طلقة واحدة باتجاه قوات الاحتلال.

ويشكل أبو خليفة ورفاقه ممن يتعرضون بصدورهم العارية في أوقات الفجر والناس نيام أنموذجا للمقاوم الفلسطيني الناشئ الذي تخلو جعبته من “الأجندة القذرة” والسلاح المشبوه الذي أرهق الناس.

ويشير هؤلاء الشبان ببراءة لمراسلنا، إلى رغبتهم في إعادة روح المقاومة للمخيم كما كانت، وهم يفكرون ببساطتهم ويجمعون الأكواع التي كتبوا عليها ببراءة عبارات عز الدين القسام، وصلاح الدين، وغيرها من أسماء المقاومة، ويتوعدون بها جنود الاحتلال.

بوصلتهم القدس

وما يقوم به شبان مخيم جنين هذه الأيام -حسب مواطنين- هي ذات الروح التي أخرجت فدائيي قباطية الثلاثة على مسافة ليست بعيدة عن مخيم جنين إلى قلب القدس بالكارلو المصنع الذي اشتروه ونفذوا به عمليتهم من جيوبهم، وهو الذي جعل الفتى أبو الرب والفتى كميل من أبناء قباطية يتوجهان لحاجز الجلمة محاولين طعن جنود صهاينة رغم استحالة ذلك؛ لأن ما استطاعا ادخاره من مصروفهما الشخصي بالكاد جعلهما يتدبران أجرة مواصلات التنقل لمعبر الجلمة أجرة ذهاب لا إياب.

ووسط أصوات الدعوة لتصعيد المقاومة ضد الاحتلال، حمل مئات المواطنين جثمان الشهيد محمد أبو خليفة فجرا والذي أيقظهم من نومهم ومن فراشهم الدافئ، غير متسائلين عن الذي يوقظ فتى في هذا البرد القارس ليتصدى لتسلل وحدات مستعربين مع رفاقه لأنه بات معلوما أنه جيل “بوصلته القدس”.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات