الأربعاء 26/يونيو/2024

مستقبل الاحتلال الأمني.. انتهى عهد الانتصارات الكاسحة

مستقبل الاحتلال الأمني.. انتهى عهد الانتصارات الكاسحة

أكد باحثون عسكريون صهاينة أن الأيام التي حققت فيها “إسرائيل” انتصارات كاسحة كحرب 1967، ذهبت إلى غير رجعة، مطالبين الكيان بالبحث عن صور جديدة للحروب القادمة.

وانتقد الباحثون طغيان الجوانب السياسية والحزبية على الأبعاد الأمنية والعسكرية، وهو ما يمنع الخروج بنظرية أمنية متفق عليها، فضلا عن فشل الكيان في حشد الدعم الداخلي لأي عمل عسكري.

جاء ذلك خلال تقديم عدد من الباحثين العسكريين “الإسرائيليين” رؤيتهم لمستقبل النظرية الأمنية لـ”إسرائيل” في المنطقة، وكيفية تعاملها مع التحديات الأمنية والعسكرية المحيطة بها، خلال مؤتمر عقده معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة “تل أبيب” يومي 23-24 يناير الجاري، حيث أصدر المعهد ملخصا للأوراق البحثية كافة.

عجز صهيوني

وقال الجنرال الصهيوني أودي ديكل، الباحث في المعهد، إن المشكلة الأمنية التي تواجه “إسرائيل” في السنوات الأخيرة تتعلق بأن نظريتها الأمنية تقتصر على تقديم صورة الانتصار فقط، مع أن أي نظرية أمنية لا بد أن تشمل عددا من الأهداف القومية، وهو ما يغيب عن الحكومات “الإسرائيلية”، ما يجعلها عاجزة عن تصميم نظرية محددة لأمنها القومي.

وأضاف ديكل، وهو الرئيس السابق لطاقم المفاوضات مع الفلسطينيين، أن الجيش “الإسرائيلي” يؤكد في أكثر من مرة أن الإنجاز الذي يجب تحقيقه من الحرب مطلوب توفيره من المستوى السياسي؛ لأنه ليس من الجائز الاكتفاء بالأبعاد العسكرية في تقييم أي نظرية أمنية.

وأكد ديكل، الذي شغل مناصب عسكرية عديدة في الجيش “الإسرائيلي” من بينها سلاح الاستخبارات، والتعاون العسكري في المجال الدولي والتخطيط الاستراتيجي، أن المشكلة الأساسية التي تواجه الخروج بنظرية أمنية متفق عليها في “إسرائيل” تعود إلى طغيان الجوانب السياسية والحزبية على الأبعاد الأمنية والعسكرية ذات الطابع المهني، وأي حرب قد تخوضها “إسرائيل” لا بد أن يكون لها أهداف سياسية وإستراتيجية، وليس عسكرية عملياتية فحسب.

غياب الدعم الداخلي

أما الباحثة العسكرية الجنرال فنينا شربيت باروخ، المسؤولة السابقة في النيابة العسكرية لمدة عشرين عاما، فقالت إن من التحديات الجادة التي تواجه “إسرائيل” في صياغتها لنظريتها الأمنية، تتمثل في ضرورة أن يتوفر الدعم الداخلي في المجتمع الإسرائيلي لها، والحصول على شرعية جماهيرية لما قد تقوم به الدولة والجيش من إجراءات وقرارات.

وأضافت باروخ، التي تعمل حاليا محاضرة قانونية في عدد من الجامعات أن هناك حاجة “إسرائيلية” إلى الشرعية الدولية في أوساط الرأي العام العالمي، لأنها لن تُدبَّر شؤونها دون حصولها على الغطاء الدبلوماسي من القوى الكبرى حول العالم، لاسيما من الولايات المتحدة.

وأوضحت أن أعداء “إسرائيل” لن يمنحوها الفرصة كي تعيش حياة مريحة، مشيرة إلى نقطة مهمة تتعلق بتوفر المنطق في سلوك “إسرائيل” العسكري، وعدم مخالفته المعايير القانونية لدى استخدامها القوة المسلحة. 

مخاوف الفشل

أما الجنرال الإسرائيلي نمرود شيفر، فأشار إلى أن أي نظرية أمنية إسرائيلية بحاجة لأهداف سياسية، سواء أرادت “إسرائيل” من الحرب القادمة الخروج بصورة انتصار، أو تحقيق هزيمة كاسحة بالعدو، أو الاكتفاء بأن تسعى إلى الحصول على هدوء مقابل هدوء.

وأضاف شيفر، الرئيس السابق لشعبة التخطيط الإستراتيجي في الجيش الإسرائيلي، أن من يقوم على صياغة النظرية الأمنية الإسرائيلية لديه مخاوف من إمكانية تحقق فشل ما، مشيرا إلى أن تحقيق ردع لأعداء “إسرائيل” ليس هدفا إستراتيجيا بحد ذاته، وإنما هو نتيجة مترتبة بناء على جهود سياسية، ولذلك فإن عدم وجود هذه الجهود السياسية قد يفسر سبب ضعف هذا الردع الإسرائيلي بعد سنوات.

وأكد شيفر أن الأيام التي حققت فيها “إسرائيل” الانتصارات الكاسحة مثل حرب العام 1967، ذهبت إلى غير رجعة، وعلى “إسرائيل” البحث عن صور جديدة لحروبها القادمة، مستشهدا بحالة حرب غزة الأخيرة “الجرف الصامد” 2014، مطالبا “إسرائيل” بأن تتخذ قرارها الجاد بأن تكون حربها القادمة قصيرة من الناحية الزمنية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات