مخطط إسرائيلي لإقامة مستوطنة جديدة في قلنديا بالقدس

كشفت وسائل إعلام عبرية، عن مخطط “إسرائيلي” لإقامة مستوطنة جديدة فوق مطار القدس المقام على أراضي قرية قلنديا شمال القدس المحتلة، تبدأ بإقامة ثمانية آلاف وحدة استيطانية.

ووفق صحيفة “هآرتس” العبرية؛ فقد أوعز رئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات إلى طواقم التخطيط في البلدية بتقديم مخطط شامل لإقامة المستوطنة الجديدة بجانب المنطقة الصناعية المسماة “عطروت”.

وحسب توجيهات رئيس البلدية الصهيوني؛ سيشمل المخطط بناء ثمانية آلاف وحدة استيطانية تخصص لـ”التيار الحريدي الديني”، بالإضافة إلى منطقة صناعية وتجارية تقابل الحي الاستيطاني الذي سيلتهم مساحة واسعة من المطار.

ووفق بلدية الاحتلال؛ فإن بركات “تجاوب مع احتياجات التيار الحريدي من المتدينين اليهود الذين يتميزون بكثرة الإنجاب، وأخذ بعين الاعتبار التخطيط لوحدات استيطانية للأزواج الشابة”، وفق قولها.

ومنطقة المطار المستهدفة بهذا المشروع الاستيطاني تقع بجانب قرية قلنديا -التي شهدت عمليات هدم واسعة لمنازل المواطنين نهاية شهر تموز/يوليو الماضي- وعلى بعد بضع مئات أمتار من مخيم قلنديا وكفر عقب، بالقدس المحتلة.

وذكرت البلدية أنها أصدرت تعليمات عبر وزارة الداخلية الصهيونية بتحويل ملكية قطع أراض بمساحة ٢٠٠ دونم مصنفة منطقة صناعية إلى منطقة سكنية، كما أعطت تعليماتها بالتخطيط إلى منطقة صناعية وتجارية، مقابل الحي الاستيطاني الجديد، بهدف توفير أماكن عمل وتشغيل لسكان المستوطنة في المستقبل.

التفكجي: مخطط خطير يقطع أوصال القدس
وعقب خبير الاستيطان، رئيس دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية خليل التفكجي موضحا أن هذا المشروع أعلن عنه قبل سنوات ضمن المشروع ٢٠٢٠، لبناء ٥٨ ألف وحدة استيطانية.

وأوضح التفكجي في تصريحٍ خاصٍّ لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن المشروع يهدف لتوسيع المنطقة الصناعية “عطروت” في مطار القدس، وسيفصل بالكامل مدينة القدس عن مخيم قلنديا، وكفر عقب عن مدينة رام الله.

ونبه التفكجي إلى أن هذا المخطط الاستيطاني الهدف الأساسي منه القضاء نهائيا على مطار القدس بالبناء على أجزاء منه وعلى أطرافه، والعمل على ابتلاع مساحات واسعة شمال المدينة المقدسة، وعزلها بكتلة استيطانية كبيرة خلال السنوات الخمس المقبلة ببناء ٨ آلاف وحدة استيطانية، على أن تتوسع لاحقا بإضافة ٣ آلاف وحدة أخرى.

وكان من المفترض أن تنقل السيطرة على مطار القدس (قلنديا) إلى السلطة الوطنية عقب اتفاق اوسلو، لكن “إسرائيل” امتنعت عن ذلك.

ويبين التفكجي: “المستوطنة المنوي إقامتها على أراضي مطار قلنديا وبجواره يخطط لربطها بمستوطنة “كوخاف يعقوب” شرق مخيم قلنديا بنفق أسفل حاجز قلنديا العسكري، من أجل اختصار المسافة على مستوطني مستوطنات شرق رام الله وربط الشوارع الالتفافية هناك بطريق تل أبيب دون الحاجة لدخول مدينة القدس”.

ولفت التفكجي إلى أن مخطط توسيع “عطروت” وبناء مستوطنة على أراضي المطار مشروع ضخم وخطير، مشيرا إلى أنها ستشكل تكتلا استيطانيا كبيرا يشبه “غوش عتصيون” و”معاليه ادوميم” إلى الشرق من القدس.

وقال: “المخطط يهدف أيضا إلى إنعاش المنطقة الصناعية “عطروت”؛ فقد أغلقت المصانع أبوابها ونقلت معظمها إلى داخل الأراضي المحتلة في فترة الانتفاضة، ثم جاء نير بركات وتكتلات المستوطنين من “الحرديم” بمخطط بناء مستوطنة وتقديم تسهيلات للمستثمرين وتحويلها إلى منطقة تجارية وسكنية إلى جانب كونها صناعية”.

وأشار التفكجي إلى أن ذلك يتم بتحالف وتنسيق مع كبار المستثمرين الصهاينة، في مقدمتهم رامي ليفي الذي يعمل على بناء مجمع تجاري ضخم جنوب شرق “عطروت” قبالة بلدة الرام.

وأكد التفكجي أن مستوطنتي “عطروت” و”كوخاف يعقوب” تشكلان حدود ما يسمى “القدس الكبرى” في المنظور الصهيوني من الشمال، حيث يُعمل حاليا على توسيع الأخيرة فوق أراضي قرية برقة شرق رام الله، إضافة لتوسيع مستوطنة “ميجرون”؛ إذ تشملها المخططات الجديدة بـ ١٠٠ وحدة استيطانية إضافية.